وجهت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية الشهيرة للدفاع عن حقوق الإنسان أصابع اتهام عديدة, لعدد من التكتلات الدولية الكبري علي رأسها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة ووصفتها بأنها تتبع سياسة الجبن الدولية. مؤكدة في تقريرها السنوي الجديد الذي أصدرته أمس, أن كافة الديمقراطيات حول العالم تغض النظر عن الانتهاكات التي ترتكبها الأنظمة القمعية بل تسعي إلي علاقات أفضل معها بدلا من إدانتها بانتهاك حقوق الإنسان أو وقف المساعدات عنها. وأقرت المنظمة بضرورة استخدام الحوار والتعاون لدفع عمليات الإصلاح, لكنها تري أنها حاليا ليست حاسمة بشكل كاف لإحداث تغيير, ولم تظهر الحكومات التي تنتهك القوانين أي إرادة حقيقية لتحسين أدائها. وأكدت أن الدول تظهر غضبها فقط عندما تتعارض مصالحها مع دول أخري مثل إيران وكوريا الشمالية والسودان وزيمبابوي. وانتقدت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيسة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في هذا الصدد. كما أدانت الاتحاد الأوروبي لفشله في اتخاذ موقف حاسم ضد كل من أوزباكستان وتركمانستان, ووصفت موقف أشتون تجاه الدولتين بالخنوع حرصا منها علي ما ترتبط به دول الاتحاد بمصالح في مجال الطاقة مع الدولتين. وسجلت المنظمة في تقريرها المكون من 648 صفحة عددا من حالات انتهاك حقوق الإنسان في الدول الغربية مثل التعصب المؤسسي و المنتشر في الاتحاد الأوروبي ضد الأقليات من الغجر والمهاجرين والمسلمين وغيرهم. وطالبت الاتحاد الأوروبي بالالتزام سياسيا بشكل أكبر لضمان احترام حقوق الإنسان في دول الاتحاد, كما تردد المنظمة حول مبادئها دوليا. واتهمت الأممالمتحدة باستخدام أسلوب الحوار والتعاون بدلا من ممارسة الضغوط انتقاما من أعضاء منظمة حقوق الإنسان الدولية. وأشارت علي سبيل المثال إلي تجاهل المنظمة الدولية للجرائم التي ارتكبت خلال فترة الحرب في سريلانكا وانتهاكات زعيم ميانمار ثان شو ورئيس السودان عمر البشير. ووجدت كذلك أن طلاقة لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وفصاحته تخونه فيما يتعلق بالدفاع عن حقوق الإنسان. وأكدت أن ذلك ظهر جليا في علاقات الولاياتالمتحدة مع دول تربطها بها مصالح مهمة مثل الصين والهند وإندونيسيا ومصر والبحرين. واعتبرت أن الولايات فشلت في ملاحقة المتهمين بارتكاب جرائم التعذيب قضائيا, كما ينص القانون الدولي. وأضافت أنه رغم الأدلة المتزايدة علي أن مسئولي إدارة الرئيس السابق جورج بوش اتبعوا وسائل تحقيق غير مشروعة تتضمن التعذيب, لكن إدارة أوباما لم تلاحق قضائيا أيا من كبار المسئولين أو حتي شكلت لجنة استقصاء. وأشارت إلي أن الولاياتالمتحدة مدت يد العطف, وقدمت مساعدات عسكرية للدول المسيئة لحقوق الإنسان وللحكومات التي تستغل الأطفال في الحروب مثل تشاد والسودان واليمن وجمهورية الكونجو الديمقراطية, وكشفت أن النظام القضائي في الولاياتالمتحدة يتبع سياسة عنصرية, حيث إن السجناء من السود تزيد أعدادهم6 مرات عن البيض في السجون الأمريكية. وأشادت بلجنة جائزة نوبل بسبب منحها الجائزة للمنشق الصيني المعتقل ليو شياوباو برغم اعتراض الصين. وأرجعت المنظمة تراجع خطط مواجهة منتهكي حقوق الإنسان إلي المحاولات العامة لتوازن القوي العالمية والتراجع الأخلاقي للسلطات في الدول الغربية. وأعربت عن اعتقادها أن قلة اهتمام الدول الغربية بقضايا حقوق الإنسان تعود بشكل ما إلي نقص التغطية الإخبارية الدولية بهذا الشأن. وأعربت عن شكواها مما وصفته بالموقف الهادئ لبعض الدول الغربية مع بعض القادة الديكتاتوريين الأفارقة بسبب المصالح التي تربطها بهذه الدول مثل بول كاجامي في رواندا وميليس زيناوي في إثيوبيا. وتطرق تقرير المنظمة إلي حادث الإسكندرية وأعربت عن مخاوفها من حدوث انتهاكات ضد المسيحيين في مصر, وطالبت المنظمة السعودية باحترام حقوق المرأة والعمال الأجانب والشيعة.