تتكرر كل شتاء حوادث الاختناق, حسب ما تطالعنا به صفحات الحوادث, وترجع أخبار الحوادث أسباب الاختناق الي تسرب الغاز, ولكن حتي في الأماكن التي لا يوجد بها أنابيب غاز أو غاز طبيعي تتم أيضا حوادث الاختناق وذلك مثل غرفة يشعل بها خفير حراسة, قطعا من الاخشاب للتدفئة. السبب الحقيقي للاختناق هو غاز أول أكسيد الكربون وهو غاز له ثلاث صفات خطيرة, الأولي أنه ليس له رائحة فلا يشعر به الانسان خلافا للغاز الذي يضاف اليه مادة تجعل له رائحة نفاذة تنبه الانسان عندما يحدث تسرب, والصفة الثانية انه مخدر فلا يستطيع الانسان مقاومته لأنه يخدره ببطء. والصفة الثالثة انه سام جدا, وذلك لأنه يتنافس مع الهيموجلوبين في دم الإنسان للحصول علي الاكسجين من الهواء, وهو منافس شرس وقدرته علي الحصول علي الاكسجين أضعاف قدرة الهيموجلوبين. وفي حالة غرفة أحكم أصحابها إغلاقها لعدم تسرب البرد الي الداخل. في الحالة الطبيعية عند اشتعال أي مادة قابلة للاشتعال سواء كانت غازا أو خشبا تحصل كل ذرة كربون موجودة في الغاز أو الخشب علي ذرتين من الأوكسجين ليتكون غاز ثاني أكسيد الكربون كناتج للاحتراق. وثاني اكسيد الكربون غير سام ويستنشقه الانسان بدون مشاكل لأنه أحد مكونات الهواء.ولكن في غرفة مغلقة لا تحصل ذرة الكربون من المادة القابلة للاشتعال علي ذرتين من الأوكسجين لعدم توافره في الجو المغلق, لذلك تحصل ذرة الكربون علي ذرة واحدة من الاكسجين ليتكون غاز أول أكسيد الكربون وهو المتهم الرئيسي في كل حالات الاختناق. وفي دراسة بمعمل تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث وجد أن أكثر الأماكن تلوثا داخل المنزل هما المطبخ والحمام, وذلك عندما لا يكون هناك تهوية كافية خاصة في الشتاء البارد والنوافذ مغلقة. ويمكن التغلب علي هذه المشكلة بعمل فتحات في أسفل باب الحمام تشبه الشيش في الشباك تسمح بدخول مدد جديد من الهواء الي الداخل, كما يستحب تركيب شفاط كهربائي يحمل نواتج الاحتراق الي الخارج سواء في المطبخ أو الحمام من خلال فتحة في الحائط أو الشباك, ولكن ليس الشفاط المصمت الذي يعالج رائحة عمليات الطبخ فقط. عملية الاختناق يمكن أن تؤثر علي أي شخص في أي مستوي ثقافي أو اجتماعي, ولنتذكر أن غاز أول أكسيد الكربون مخدر وسام جدا وليس له رائحة