البيت المصري في حاجة الي الأخذ بأيدي الاطفال حتي يشقوا طريقهم الي حياة اجتماعية ناجحة وعلاقات انسانية مبنية علي الحب والاحترام المتبادل. وكل هذا يبدأ من داخل الأسرة الصغيرة..ولكن كيف؟ يقول الدكتور رسمي عبد الملك الباحث التربوي في المركز القومي للبحوث التربوية إن الطفل خلق ليكون محبا ومحبوبا لذلك لابد أن يكون هناك حب متبادل بينه وبين والديه واخوته, ولكي يشعر بأنه مرغوب فيه وان أسرته وبيئته ترغب في وجوده يحتاج الي الصداقه والحنان معا والطفل الذي لايجد هذه البيئة يعاني من الحرمان العاطفي, ولهذا يجب أن يشعر الطفل في البيت بالاطمئنان والأمان والهدوء النفسي وأن يحيط به جو الأسرة الدافيء البعيد عن الخلافات والمشاحنات بين الوالدين ليصبحا في نظره حصن الامان الذي يحميه من أي مخاوف أو متاعب تصل اليه من العالم الخارجي فما بالنا اذا كانا هما مصدر المتاعب والمشكلات؟ بالطبع سيفقد الطفل الشعور بالطمأنينة والهدوء النفسي وتنتابه نوبات خوف ورهبة وضيق وإحساس بالقلق والاضطرابات ويفتقد الي الحماية..كل هذه مشاعر تجعل منه شخصية قلقة غير سوية. أما عن الحاجة الي القدوة فيقول د. رسمي إن الطفل يحتاج في سنوات عمره المبكرة الي القدوة التي يراها في والديه فيجدهم مثله الأعلي ويقارن بين مايقولانه له من توجيهات وبين سلوكهما الحقيقي في الحياة اليومية فإذا وجد تناقضا يصاب بالتمزق والاضطراب النفسي ويفقد القدرة علي التوازن والتمييز. ومن الأشياء التي يحتاجها الطفل أيضا الشعور بأنه موضع تقدير وقبول واعتبار من الآخرين وبأن رأيه يسمع في الامور التي تخصه, كما أنه بحاجة الي الحرية والاستقلال وتسيير أموره بنفسه مما يعمق ثقته في نفسه, ويحتاج الصغير أيضا الي الشعور بالنجاح فهو يسعي الي المعرفة الجديدة ويبحث ويستكشف حتي يتعرف علي البيئة ولهذا يحتاج الي تشجيع الكبار وغرس روح البحث فيه واحترام رغبته في الاكتشاف وتعبيره عن نفسه في حدود قدراته وامكاناته وهذا يصاحبه عادة احترامه للآخرين ومساعدته في تعلم حقوقه وواجباته ومعرفة المعايير السلوكية المرغوب فيها.