مازلت مع دراسة الدكتورة نبيلة ميخائيل يوسف استاذ الموسيقي عن الاخطار التي نواجهها بسبب التطور الذي أصاب الموسيقي والحياة بصفة عامة نتيجة الكلاكسات وضوضاء الطائرات ومكبرات الصوت وصرخ الباعة. مما يشكل مرضا عصريا يهدد البشرية بعد أن تحول دور الموسيقي من مصدر للمتعة الجمالية الي مصدر للتأثير السلبي في حياتنا نفسيا وعضويا وتربويا. تنقل د. نبيلة عن كتاب أمريكي قرأته قام بدراسة حوالي خمسة آلاف جريمة تم تعقب أسماء مرتكبي هؤلاءالجرائم وعناوينهم واعمارهم والسجون التي تضمهم وقد خلص الي العلاقة بين تاريخ هؤلاء الاجراء وبين سماعهم الموسيقي الصاخبة في أثناء حياتهم اليومية العادية. واذا كان ارتفاع الصوت المتزايد في الحياة الحديثة من أهم أسباب التوتر العصبي وعدم الاستقرار النفسي الذي يصيب الكثيرين, إلا ان هذا التأثير لايتوقف علي الكبار بل يمتد الي الجنين في بطن أمه حتي قبل ولادته. وقد تأكد ان الطفل يحتاج إلي ايقاعات كان يسمعها وهو جنين في بطن أمه تتمثل في نبضات قلب الأم, وحين يخرج إلي الحياة يفقد هذا الايقاع الجميل ويصطدم بضجيج الأصوات في البيئة المحيطة به. لكن ذكري الايقاع الجميل لقلب أمه يظل محفورا في اعماقه, ولهذا نجد ان الطفل الباكي يهدأ عندما تضمه أمه إلي صدرها لأنه يستعيد ايقاع النبضات التي فقدها ويفتقدها بعد أن خرج إلي الحياة. والواقع أننا أصبحنا نعيش في معركة ضد الضوضاء التي تملأ حياتنا ويجب تعبئة وسائل الإعلام لتوضيح خظورة ذلك علي حياتنا. وتنتهي الدراسة عند المدرسة التي يجب أن تبدأ عندها حملات محاربة الضوضاء وان تتضمن مناهج التعليم في مختلف المستويات ذلك الموضوع لتوعية الانسان المصري منذ طفولته بأخطار تلوث البيئة بما فيها التلوث السمعي وان تنتشر لافتات مكتوب عليها: إحذر الانتحار بالاصوات العالية! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر