رغم الصراخ الفلسطيني والرفض الدولي والانزعاج والاستهجان بدءا من الولاياتيالمتحدة مرورا بروسياوالاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي مضت اسرائيل في هدم الفندق ورفع انقاضه وراحت عجلة البناء تدور في حي الشيخ جراح بالقدسالشرقية. وباتت مدينة القدس العريقة محاصرة ومطوقة من كل الجهات بفعل الإستيطان الإسرائيلي المتواصل ومصادرة الأراضي والاستيلاء علي المزيد من العقارات والأملاك التي كان أخرها فندق شبرد المقام علي أرض كرم المفتي من خلال' قانون أملاك الغائبين' والإستيلاء عليه وبيعه للمليونير الأمريكي اليهودي موسكوفيتش الذي بدوره قدمه لجمعية عطيرت كوهانيم الاستيطانية حيث أقرت بلدية الاحتلال ببناء20 وحدة سكنية للمستوطنين وجراج من ثلاثة طوابق في المرحلة الأولي علي أنقاضه ثم70 وحدة أخري في مرحلة لاحقة هذا المشروع الاستيطاني جزء من الطوق الاستيطاني الاستعماري حول البلدة القديمة من الجهة الشمالية و الذي تخطط له بلدية القدس من خلال وصل المنازل المخطط الاستيلاء عليها في الشطر الغربي و الشرقي لحي الشيخ جراح و منطقة كرم المفتي و أرض السمار و صولا إلي الجامعة العبرية كما ان هذه المستوطنه المزمع قيامها علي انقاض كرم' بستان' المفتي ستحد من التواصل الجغرافي بين الأحياء في مدينة القدسالشرقية حيث ستتحول إلي كنتونات وستضرب العمق الجغرافي والديمغرافي لسكان القدس الأصليين بالإضافة إلي تعزيز الوجود الصهيوني في المدينة. حكاية ملكية الكرم ومخطط الاستيلاء كانت ملكية فندق الرعاة(شبرد) تعود لعائلة الحسيني واستولت السلطات الإسرائيلية علي الفندق عقب احتلال شرقي القدس في عام1967 ثم نقلت ملكية الفندق والأرض الملاصقة له إلي مؤسسة استيطانية في عام1985 وتم تقديم طلب البناء لهذا الهدف في نهاية اكتوبر عام2005. تعرف هذه المنطقة بإسم كرم المفتي لأن ملكيتها تعود لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني منذ عشرينات القرن الماضي قبل أن تحتل القدس عام1967. وبالرغم من حقيقة أن ورثة المفتي المالك الحقيقي للأرض مازالوا علي قيد الحياة ويقيمون بشكل دائم في مدينة القدس وشاغلي المبني كفندق منذ عام1945 لكن المليونير اليهودي موسكوفتش اشتري الأرض من الحارس القضائي الاسرائيلي' حارس أملاك الغائبين' عام1985 ولا حقا تم تأجير الأرض والمبني إلي شرطة حرس الحدود الاسرائيلية وتدار حاليا من قبل موسكوفتش وجمعية' عطيرت كوهنيم الاستيطانية'. وفي نوفمبر عام2006 أوصت اللجنة الإسرائيلية لحماية الوقائع التاريخية بهدم مبني الفندق بحجة أنه لا يتمتع بأي قيمة أثرية خاصة, وتمتد أرض كرم المفتي تحت مجمع الفندق علي مساحة40 دونمات من الارض وبمساحة إضافية تصل إلي110 دونمات أسفل الجبل وهي مزروعة بشكل أساسي بإشجار الزيتون وتعمل( دائرة أراضي إسرائيل) بالتعاون مع جمعية' عطيرت كوهنيم' لبسط السيطرة علي الارض وتحويل ملكيتها إلي الجمعية بدون طرح عطاء مناقصة. وفي شهر اغسطس2007 قامت دائرة أراضي إسرائيل بتوقيع عقد مع جمعية' عطيرت كوهنيم' من أجل العمل الزراعي في الارض التي لا تمتلكها وتقر وزارة الداخلية بأن أصحاب الأرض الفلسطينيون' لهم مصلحة في هذه الأرض وفي شهر مارس2007 وبعد40 عاما من إعلان النوايا للقيام بالاستيلاء علي ارض المفتي قامت الحكومة الإسرائيل بمصادرة الأرض رسميا بناء علي طلب من دائرة أراضي إسرائيل وقام وزير الداخلية السابق( ابرهم هرشون) بالتوقيع علي خطة مصادرة العقار تحت ذريعة امتلاك الأرض' للاحتياجات العامة' وبذلك تم إعادة تصنيف مكانتها' كمنطقة خضراء' من أجل إفساح المجال أمام إ قامة الحي اليهودي المخطط له. وما ان شرعت الجرافات الاسرائيلية في الهدم حتي بدأ الاستنكار والشجب دون اي اجراء دولي يلزم اسرائيل بالعدول عما شرعت فيه وكانت النتيجه ان الجرافات راحت تكمل مهمتها وترفع الانقاض لأعداد المكان لمخطط البناء اليهودي ليس فقط بل قامت سلطة الاثار الاسرائيلية بخطوة مفاجئة بإزالة دعامات حديدية كانت نصبت في سبعينيات القرن الماضي في منطقة رباط الكرد من البلدة القديمة لحمايتها من الانهيار. ينذر هذا الاجراء بوقوع كارثة حيث يهدد بأنهيار20 منزلا مأهولا بالمواطنين الفلسطينيين ليسهل السيطرة عليها من قبل يهود متطرفين يطلقون عليها اسم حائط البراق الصغير وهي تتاخم المسجد الاقصي مباشرة من ناحية الغرب والي الشمال من حائط البراق. وبعد خروج البيانات العربية بالرفض وتحميل اسرائيل مسئولية افشال السلام علقت وزيرة الخارجية كلينتون في اثناء زيارتها لأبوظبي بأن الولاياتالمتحدة منزعجة من هذا الاجراء لانه يقوض فرص اعلان الدولتين وانتهي الامر! كاترين اشتون منسقة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي أكدت ادانتها البالغة للخطة الاستيطانية علي انقاض الفندق وشددت علي موقف الاتحاد الاوروبي من المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية مؤكدة انها عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي وعقبة أمام السلام في المنطقة مشيرة إلي أن القدسالشرقية جزء من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة التي لا يعترف الاتحاد الأوروبي بضم إسرائيل لها وانتهي الامر ايضا كما طالب قناصل الدول الأوروبية في القدس حكوماتهم باتخاذ إجراءات عملية ضد سياسة إسرائيل في القدس والاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وقالوا في تقرير شديد اللهجة أعدوه:' يجب التعامل مع القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين. وكان الرد الرسمي للأتحاد الاوروبي المطالبة بتواجد لدي قيام سلطات الاحتلال بهدم المنازل والترحيل وكذلك لدي اعتقال مواطنين مارسوا أنشطة غير أمنية مبررين هذا المطلب بأن سياسات إسرائيل الاستيطانية والهدم والإبعاد وكذلك مخططات البناء وإهمال القدسالشرقية وغياب السياسات المناسبة في مجالات الصحة والتعليم المتبعة في السنوات الأخيرة تناقض مساعي السلام كما انتقدوا محاولات إسرائيل فرض الهوية اليهودية في المدينة وقالت: إن ذلك يهدد التنوع والتعددية ويزيد من حدة الصراع ولكن اسرائيل رفضت هذا المطلب في بيان رسمي خرج من مكتب رئيس الوزراء.. وانتهي الامر ايضا ولم تنسي روسيا تقديم واجب العزاء مثل الاخرين في قضية هدم الفندق فطالبت الحكومة الإسرائيلية بالكف عما يؤدي إلي تدهور العلاقات مع السلطة الوطنية الفلسطينية والتوقف عن أعمال البناء مكان فندق شبرد الذي قامت بهدمه. معتبرة ان هذا الإجراء من جانب الحكومة الإسرائيلية قوبل بقلق شديد من قبل موسكو وأنه يتناقض مع مواقف اللجنة الرباعية القاضية بالامتناع عن الإجراءات التي تؤثر سلبا علي الجهود الدولية المبذولة لاستئناف عملية السلام. وكان ضمن المعزيين ايضا بان كي مون الامين العام الاممالمتحدة عندما طالبته لجنة المتابعة العربية في المنظمة الدولية بأتخاذ موقف واضح امام جرائم الاحتلال الاسرائيلي في الاراض الفلسطينية واخرها قتل المواطنين بدم بارد وعمليات الهدم المتواصلة التي طالت فندق شبرد, وقد علق بأستنكاره لما اقدمت عليه سلطات الاحتلال الاسرائيلي ولم ينس ان يضيف ان الهدم والاستيطان عمل غير شرعي وغير قانوني وان الاجراءات الاسرائيلية في القدس القائمة علي الهدم والاستيطان يرفضها القانون الدولي.