تردد في الأعوام الأخيرة مصطلح أقباط المهجر كثيرا وأشارت الي بعضهم اصابع الاتهام فيما يتعلق بإثارة الفتن الطائفية في مصر والعمل علي إشعالها من أن إلي آخر. وبرغم كونه يرفض التصنيف الديني او الطائفي علي حد قوله إلا أنه قادر علي التحدث عنهم بشكل موضوعي وان كان رافضا لكل ادعاءاتهم ضد مصر.. فالدكتور طارق شاكر رئيس رابطة الصداقة المصرية الامريكية بكاليفورنيا مصري الأصل مقيم في امريكا يرفض تعبير أقباط المهجر ويري أن المسيحي يعيش الي جوار شقيقه المسلم في مصر وفي المهجر.. تحاورنا معه وسألناه حول أهم المشكلات والاسباب الكامنة وراء اشاعة اضطهاد الأقباط في مصر وتساؤلات اخري عديدة تتعلق بهذا الملف الشائك. فكانت اجاباته في السطور التالية: بداية نود التعرف علي تعليقكم علي الأحداث المؤسفة التي وقعت في كنيسة القديسين بالاسكندرية.. ورد الفعل لدي اقباط المهجر؟. { أولا أشير الي أنني قد اتيت الي مصر للاحتفال باعياد الميلاد وفوجئنا بهذه الأحداث التي لايمكن ان تصدر عن مصري ايا كانت ديانته, كما نجزم أنها لاتصدر عن مسلم يعرف دينه فدراستي في كلية الحقوق جعلتني أدرس الشريعة الاسلامية دراسة متأنية ولم أجد فيها علي الاطلاق ما يحض علي قتل الأبرياء او التنكيل بهم ولذلك فمثل هذه الأفعال الخسيسة لاتصدر عن مسلم او مصري.. وهنا يجب أن انوه الي أن بعض أقباط المهجر اشخاص ذوو افكار مشوشة ومغلوطة وحينما تكون أفكار الانسان ليست سليمة فإن تصرفاته تشوبها أخطاء كثيرة.. ومن هنا ومن منبر جريدة الأهرام فإنه بالأصالة عن نفس وبالنيابة عن مجلس ادارة رابطة الصداقة المصرية الامريكية وجميع أعضائها فاننا نرفض تماما أفكار وتصرفات بعض فتات من أقباط المهجر التي تهاجم مصرنا الغالية وأوجه لهم رسالة ان حل مشكلاتنا الداخلية لن يكون بالصراخ والعويل أو الاستقواء بالقوي الخارجية ولكن بالحوار الهاديء بين جميع فئات الشعب.. فمصر يعيش فيها أبناؤها بعض النظر عن دياناتهم أو الوان بشرتهم فهي كما قال قداسة البابا شنودة مصر ليست وطن نعيش فيه بل هي وطنا يعيش فينا.. ومن نفس المنطلق أحب أن أوجة تحية خالصة للعالم الجليل فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذي شرفت بلقائه علي مدي ثلاث ساعات في مشيخة الأزهر لمست خلالها بالفعل مدي وعيه الكامل بما يدار ويحاك ضد مصر من مؤامرات وقد كانت أبلغ عباراته هي أن اليوم في الكنيسة وغدا في المسجد.. فالرجل المناسب بالفعل في المكان المناسب ليدير هذه المحنة بحكمة بالغة وعقل مستنير. منذ متي نشأت تجمعات أقباط المهجر ولماذا؟ وأليس من الممكن تسميتهم مصريون في المهجر أفضل من أقباط او مسلمين في المهجر؟ { في اعتقادي أن كلمتي قبطي ومسلم ظهرت في مصرنا الغالية وليس في المهجر فقط منذ اوائل السبعينيات وبدأت تتزايد ويرويها ويدعمها من لديه مصلحة في وجود انشقاق بين أبناء الأمة الي أن أصبح لها صدي واسع.. فهناك أياد خفية تحاول العبث بأمن هذا الوطن عن طريق تحريك فئة جزء منها مضلل فكريا وآخر محدود التعليم ينساقون جميعا للخطب النارية الجوفاء التي لاطائل من ورائها سوي إلهاب المشاعر ومحاولة الاضرار بالأمن القومي المصري وإضعاف مصر وقد كانت البداية في السبعينيات حينما اطلق الرئيس الراحل أنور السادات يد الجماعات الدينية وترك لهم مساحة للعمل بحرية. ومن جانبنا- كما يضيف د. طارق شاكر لانفضل أن يكون هناك تعبير خاص بأقباط المهجر او الجالية المصرية ولكن الأفضل استعارة تعبير شيخ الأزهر بيت العائلة المصري بالخارج فكما اعيش مع أخي المسلم في مصر أعيش معه أيضا في المهجر.. فنحن كما يطلق علينا الدبلوماسية الشعبية التي يمثلها المهاجرون المصريون ونحن سفراء لبلادنا في الخارج ولانقبل طعنها بأي شكل فيكفي ان نعلم ان التحويلات الرسمية للمصريين بالخارج قد فاقت10 ملايين دولار أما غير الرسمية ففاقت هذا الرقم ثلاثة اضعاف في رأيكم ماهي أهم مشكلات أقباط المهجر؟ { أعتقد عدم تواصل الوطن الأم بهم مباشرة, وذلك يعرضهم للوقوع كفريسة سهلة للشائعات والأيادي الخفية التي تحاول العبث بأمن الوطن, وقد طالبنا مرارا وتكرارا من الحكومة المصرية أن يكون هناك اجتماع دوري( ولو كل ثلاثة أشهر) من قبل بعض الوزراء والقيادات في مصر للاجتماع بالمهاجرين في جميع الدول, وإخطارهم وإعلامهم بما يدور في مصر لكي تكون الصورة واضحة بما لايدع لأية أطراف خارجية مجالا للعبث بهذا الملف الشائك, ولذلك فإنني أود أن أشير إلي أن هذا الملف الشائك يجب ألا يترك للأمن وحده بل لابد أن يشترك فيه جهات أخري مثل وزارة التعليم وكذلك وزارة القوي العاملة, وأن يكون هناك موقع الكتروني للتواصل فيما بين الحكومة المصرية والمهاجرين بالخارج.. ومن هنا فاننا نكرر الدعوة لمصرنا الغالية وسياسيها للتواصل معنا بالخارج كي تتحقق المعرفة والألمام بالمعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية فتتوقف الأيدي الخفية عن التدخل فيما بيننا. لماذا تشير أصابع الاتهام في كثير من الأحيان إلي بعض طوائف من أقباط المهجر في محاولتهم, لاشعال الفتنة( والزعم بأن الاقباط مضطهدون في مصر؟) { هذه الفئات قليلة ومندسة وليس لهم دور مؤثر حيث يتم التصدي لهم تماما في كل مايحاولون ترويجه, ومثيرو الفتنة معروف من يقف وراءهم ومن يقوم بتمويلهم ولولا وجود هذا التمويل لما استمروا حتي الآن. لكن مايفعلونه يؤكد أنهم ليسوا قلة بدليل إطلاق قنوات فضائية قبطية تعني بشئونهم وتثير المشكلات فما هو تعليقكم؟ { هناك بالفعل الكثير من القنوات الفضائية من الطرفين تغذي بذور الفتنة الطائفية وماهي إلا محاولة لجمع الأموال ولكن علي حساب أنصاف المتعلمين حيث يتم التلاعب بعقولهم لتنفيذ أجندات خاصة, ومنهم بعض رجال الدين من الطرفين الذين من المفترض أن يكون واجبهم الأساسي هو النصح والارشاد الديني وليس الاشتغال بالسياسة.. ومن هنا نطالبهم بأن تعلو المصلحة العامةوالوطن فوق كل شئ. وماذا عن المؤتمر الأخير الذي نظمه التجمع القبطي الأمريكي تحت عنوان القضية القبطية والذي طالب بالغاء خانة الديانة من البطاقة؟ { هذا المؤتمرلم نسهم فيه ولم نحضره لأنه لاتوجد قضية قبطية في الأساس لتدويلها ولايوجد اضطهاد للأقباط... ولكننا بالفعل نؤيد هذا الاتجاه الداعي إلي حذف الديانة من البطاقة فلاداعي لها من وجهة نظرنا.. الإحساس العام بأن هناك إضطهادا للاقباط في مصر هل ساهم الإعلام الغربي في تغذيته؟ { الإعلام الغربي لم يكن محايدا وذلك لتنفيذ اجندة خاصة به ونحن نحاول أن نتصدي له فحينما نجد مقالات مأجورة ضد مصرنا العزيزة نقوم بارسال ردا عليها مستخدمين بذلك حقنا القانوني الذي ينص علي أن حق الرد مكفول.. وبالفعل أرسلنا ردودا لكبري الصحف الغربية وتم نشرها. هناك شعور عام يسود الآن بأن هناك استقواء من قبل المسيحيين في مصر بالغرب كيف يمكن تفسيره؟ { لانشعر بذلك فقد تكون هناك قلة من الأقباط المهاجرين يحاولون ذلك ولكنهم يفشلون في الغالب لوقوفنا لهم بالمرصاد.. ولتكن هناك ثقة كاملة في أن الكثيرين من المهاجرين بالخارج من المستنيرين الذين لايقبلون الأستقواءبالخارج أو المحاولات للتدخل في شئون مصر الداخلية.. وليس أدل علي ذلك من تقرير لجنة الحريات الدينية الذي اعترض عليه قداسة البابا شنودة شخصيا من خلال مقال نشر له بجريدة الأهرام. من واقع زياراتكم ومشاهداتكم.. ماحدود مصداقية تعرض الأقباط في مصر للاضطهاد؟ { بالفعل لم نلمس اضطهادا علي الإطلاق ولكنه احتقان ربما يعود إلي الظروف الاقتصادية وإن كانت عامة علي الجميع, وهناك مشكلات تؤدي إلي مزيد من هذا الاحتقان منها مشروع قانون دور العبادة الموحد. كذلك الخطاب الديني الذي يتسم أحيانا بالتشدد من الطرفين وقد أشار شيخ الأزهر من خلال حديثه معنا إلي أنه يؤيد اتجاه الوسطية في الخطاب الديني وأن هناك من الدعاة من يتم تخريجهم الآن يتحدثون الإنجليزية بطلاقة ويؤيدون مبدأ الوسطية في الخطاب.. أيضا التعليم به بعض المشكلات فجميع المناهج تفتقد إزكاء روح الوحدة الوطنية.. فإذا تم تعديل المناهج بما يتلاءم مع طبيعة هذه المرحلة وكذلك تم تطوير أداء المعلم نفسه فسوف ينصلح حال الجيل القادم دون شك.. أما بالنسبة للأحوال الشخصية.. فالقانون الخاص بها يجب أن يطبق وفقا للشريعة الخاصة بكل ديانة علي حدة ولاينبغي الضغط علي الأقباط لقبول شريعة مختلفة. كيف يتم التأكد من صحة المعلومات التي ترد إليكم حول أوضاع الأقباط في مصر؟ { نؤكد مسبقا أن هناك شائعات لاحصر لها ترد إلينا يوميا!! وإذا استجبنا لها فسوف يكون مردودها سلبيا إلي أبعد الحدود... ولذلك فإنه بمجرد وصول أي أخبار نسارع بالاتصال بالسفارة المصرية لتوضيح حقيقة الأمور ولعدم الوقوع فريسة للتضليل. وللحق فان السفير سامح شكري سفير مصر في الولاياتالمتحدةالامريكية من أكفأ السفراء الذين تولوا هذا المنصب فهو يسارع بالرد والتوضيح الذي نقوم بدورنا بنشره بين أعضاء رابطة الصداقة المصرية الأمريكية وعددهم70 ألف عضو مسجل, بخلاف الأعضاء غير المسجلين.. وتتوسع الدائرة فنقوم بنشر التوضيح علي الجالية المصرية جميعها والتي يتجاوز عددها مليوني مواطن مصري في أمريكا.. كلمة أخيرة يوجهها د. طارق شكري رئيس رابطة الصداقة المصرية الأمريكية إلي مثيري الفتن سواء من داخل مصر أو من خارجها مفادها أن المظاهرات والتفجيرات لايمكن بأي حال أن تحل مشكلات أي طائفة مهما كان حجم هذه المشكلات.. فالحوار الهادئ هو السبيل الوحيد للحل.. ولانملك سوي أن نقول لهم. اتقوا الله في مصر.