استنكر مجلس الشعب أمس الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية, وقد أكد النواب أن هذا الحادث يؤكد أن هناك من يستهدف مصر ويستهدف وحدتها الوطنية, والتي تعد أحد أهم عوامل قوتها ونهضتها. وقالوا إن المخططات الخارجية تستدعي من الجميع اليقظة وتوحيد الصف من أجل مواجهتها, واستنكر النواب أي محاولة للربط بين هذا الحادث وبعض حالات الاحتقان الطائفي في مصر, والتي تتطلب حلها وفقا لنصوص الدستور دون تدخل خارجي مهما كان مصدره. وقد طالب النواب بضرورة اعادة النظر فيما يبث إعلاميا حفاظا علي الأمن القومي, وكذلك إعادة النظر في المناهج الدراسية في المراحل الأساسية حفاظا علي الألفة والروح الوطنية لدي كل المصريين. في بداية الجلسة قال الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إن مدينة الإسكندرية قد شهدت في بداية العام الجديد جريمة نكراء راح نتيجتها اعداد من القتلي والمصابين, وأبت يد الإرهاب الأسود إلا العبث بأمن مصر مما أدي الي اهراق دماء زكية, وقال سرور إن الرئيس مبارك وجه كلمة الي شعب مصر أكد فيها أن مصر سوف تتعقب المخططين لاحداث الوقيعة بين عنصري الأمة الأقباط والمسلمين. وأكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية إن هذا الحادث حلقة من حلقات زعزعة الاستقرار والأمن في مصر, إلا أن من يقوم بتنفيذ هذه الأحداث قوي لا تريد الخير لمصر, وإن هدفها هو الدخول في المناطق الشائكة. وأشار مفيد شهاب إلي أن هناك محاولات عديدة لاغتيال رموز وقيادات مصر, وذلك يعني أن الهدف ليس قبطيا أو مسلما, وإنما زعزعة الاستقرار في مصر. وأعلن وزير الشئون القانونية أن الحادث كان هدفه إثارة الفتنة بين عنصري الأمة, ولكن وعي الشعب المصري كان أكبر ورفض هذه المحاولة الدنيئة. وطالب بضرورة التصدي للإرهاب, وتوفير الوسائل المتقدمة في حفظ الأمن والمراقبة, وأننا كلنا مسئولون, وقال إننا يجب أن نجد حلولا غير تقليدية لمواجهة آثار هذه الحادثة وما قد يتبعها. وأشار إلي ضرورة عدم خلط الأوراق وتضليل الرأي العام وتحويل المناقشات إلي مطالب الأقباط, فإن الأقباط لهم مطالب يمكن التحدث عنها في هدوء وليس بعد الحادث, وطالب بضروة ترميم البيت أولا قبل الحديث عن مطالب. ثم أعطي الدكتور سرور الكلمة للمستشار انتصار نسيم رئيس لجنة حقوق الانسان, حيث عرض تقرير اللجنة حول الزيارة التي قامت بها للإسكندرية, والتي تفقدت خلالها موقع الحادث, وكذلك زيارة المصابين بالمستشفيات التي نقلوا اليها وتقديم العزاء لأسر الضحايا. وحول توصيات اللجنة, قال رئيس اللجنة إنها تتضمن حث الأمن علي سرعة ضبط المتسببين في هذا الحادث علي أن تتم محاكمتهم علي وجه السرعة. وقال إن الوحدة الوطنية هي وسيلتنا في مواجهة الإرهاب وهو مايتطلب تلاحم كل القوي الوطنية والهيئات المعنية حفاظا علي أمن مصر واستقرارها, وكان أول المتحدثين الدكتور عبدالأحد جمال الدين زعيم الأغلبية, حيث أشار الي الدور القوي الذي قام به الرئيس مبارك في مواجهة الحادث وتوحيد قوي الشعب مرة أخري في مواجهة الإرهاب, ووجه التحية للقيادات الدينية التي وقفت ضد محاولات النيل من مصر ومن أبنائها, وقال النائب أمين راضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي إن الحادث الإرهابي قد دمج بين دم المسلم والمسيحي, وأشار الي وعد الرئيس مبارك بالحفاظ علي الأمن القومي المصري, وأعلن أن اللجنة تري أن الحادث إرهابي وليس طائفيا, وأعلن النائب السيد الشريف رئيس لجنة الشئون الدينية أن الحادث لم يؤثر علي طائفة بعينها, وإنما أثر علي مصر كلها, وقال إن حالة الاحتقان الموجودة مبررة داخل الكنيسة. ومن جانبها أوضحت الدكتورة مديحة خطاب رئيسة لجنة الصحة أن وزارة الصحة بذلت جهودا واضحة في اجلاء وعلاج مصابي حادث الاسكندرية, واستغرق وقت نقل جميع المصابين ساعتين, وقدمت لهم رعاية صحية عالية. أكد رجب هلال حميدة ممثل حزب الغد, أن الحديث عن وجود احتقان أمر غير ذي جدوي فلكل دوافعه بل المطلوب هو اطفاء الحريق قبل البحث عن مشعله. من جانبه طالب الدكتور أمين مبارك بضرورة مراعاة وسائل الإعلام لأمن مصر ووحدتها الوطنية وأن تهتم وزارة التربية والتعليم بتحديث مناهجها تأكيدا لمبدأ المواطنة. وكان النائب محمد أبوالعينين الذي استنكر بيان البرلمان الأوروبي قد أكد أن هذا الحادث برغم قسوته وما أسفر عنه من ضحايا ومصابين إلا أنه قد تحول إلي استفتاء شعبي تم خلاله تأكيد وحدة الشعب المصري بعنصريه.