الحياة كلها منذ بدايتها وحتي نهايتها صراع بين الخير والشر.. وما هو الخير؟ أراه بدون فلسفة أنه كل ما يلائم الطبيعة السوية في الإنسان.. وما هو الشر؟ أراه كل ما يتماشي مع الطبيعة المعوجة غير السوية في الإنسان.. الخير جميل والشر قبيح.. الخير يزكي النفوس, والشر يدنسها ويلطخها.. والإنسان الذي يتجه الي الخير ويفعله إنسان تأمنه.. تحترمه.. تحبه.. والإنسان الذي يتجه الي الشر ويقترفه, إنسان لا تأمن جانبه.. تزدريه.. تبغضه.. وتنأي عنه بقدر ما تستطيع.. الإنسان الخير إنسان يحبه الله, ويغفر له ذنبه, ويسترعيبه, ويدخله في رحمته.. والإنسان الشرير إنسان يبغضه الله, ويأخذه بذنوبه, ويفضحه, ويخرجه من رحمته.. الإنسان الذي يحب الخير للناس ويقدمه لهم رأسه مرفوعة.. وضميره مستيرح.. وقلبه متصل بالله عز وجل.. والإنسان الذي يكره الخير للناس ويحجبه عنهم ما استطاع الي ذلك سبيلا, هو إنسان مطأطئ الرأس.. معذب الضمير.. لا شيء يريحه.. ولا يستقر علي حال.. وهو بعيد عن ربه. الإنسان الخير في وفاق مع ربه, ولذلك يطمئن قلبه إذا ذكر الله, والإنسان الشرير إذا ذكر الله أمامه ينتابه النفور والتوجس.. وكل إنسان يختار ما يروق له, فإن استحب الخير ومارسه فهو علي بينة من ربه, وهو يرجو لقاء الله انتظارا لحسن الجزاء عنده, والإنسان الذي يستحب الشر ويرتكبه, لا يرجو لقاء الله لأنه لا ينتظر عنده إلا جزاء ما قدمت يداه من الشر, وهو العذاب... الخير نعمة لصاحبه ولمن حوله وللمتعاملين معه, والشر نقمة علي صاحبه وعلي أهله الأقربين, وعلي من يتعامل معهم. والخير يعود علي فاعله بالخير سواء ممن قدم لهم الخير, أو من غيرهم ممن لا يعرف عنهم شيئا, ولذلك يقول المثل اعمل الخير وارميه في البحر لأنه سيعود اليك من أي مصدر كان.. والشر يرتد علي صاحبه حتما في صورة من الصور قد لا تخطر له علي بال, ومن مصدر غير متوقع وغير منتظر. الانسان الخير تزداد خيراته مع الوقت, لانه كلما فعل خيرا أحس بحلاوته.. والانسان الشرير يزداد شره مع الوقت, لأن ضميره يزداد مع كل شر يفعله يزداد قتامة. حتي يموت ضميره تماما, وتجده يقترف الشر بعد ذلك ليس لأنه يعود عليه بمصلحة, وإنما حبا للشر في ذاته! حيث ألفه وتعود عليه.. ومما تقدم, فالله خالقنا يوجهنا الي فعل الخيرات لعلنا نكون من المفلحين في الدنيا والاخرة يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون( لحج77). ذلكم وصانا به ربنا رحمة بنا, حتي نكون من أهل الجنة نرزق فيها بغير حساب, ونمكث فيهاالي مالا نهاية.. وكل خير نفعله يعلمه الله ويجزي به وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما( النساء127).