منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة الاسرائيلية
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 01 - 2011

تحدثت الصحف الاسرائيلية عن تعثر مفاوضات السلام وحملت على نتانياهو واعتبرته مسئولا عن الجمود الذى اصاب العملية السلميه . هآرتس
صحيفة هارتس كبرى الصحف العبرية انتشارا تحدثت فى تحليل اخبارى عن الجمود الذى يصيب العملية السياسية تحت عنوان
الجمود السياسي ... ونزع الشرعية عن اسرائيل
على طاولة عمل «وزير الدفاع» ايهود باراك توفر مكان فارغ: فقد أزال عنها الحاسوب. باراك ينفر من الاجهزة الرقمية التي تصرف الانتباه، ويفضل الاطلاع على آخر الانباء بالاساليب القديمة للبطاقات، المكالمات والهمسات في الاذن. وهكذا يكون معفيا ايضا من ادمان سياسيين آخرين على قراءة التعقيبات في مواقع الاخبار.
باراك علق هذا الاسبوع مرة اخرى في وضعية يحبها. الجميع حوله ثائرون وهو على حاله، مركز وساع الى الهدف , مقتنع بانه هو فقط يقرأ الواقع على نحو سليم.
وزراء حزب العمل شددوا هذا الاسبوع دعواتهم للخروج من الحكومة. وهذا ليس فقط الجمود السياسي بل وايضا الاحساس بأن المكانة الجماهيرية لبنيامين نتانياهو تهتز وان افيغدو ليبرمان اصبح الرجل القوي، ووزراء العمل يبدون كعصبة خاسرين عالقين في قطار مشتعل ولا يمكنهم الفرار منه. ليس بعد، يصر «وزير الدفاع». «هناك قصار روح يقولون، ما الذي ننتظره في الحكومة»، قال في محاضرة الثلاثاء الماضي، «انا اعرف أكثر قليلا، وأعرف انه لم يحن الوقت». ولكن باراك ايضا يفهم بان الجدول الزمني لجلوسه في كرسي «وزير الدفاع» آخذ في القصر.
بعد سنتين من الزواج السعيد مع نتيناهو، يعرض باراك عليه انذارا مبطنا: اخرج بمبادرة سياسية الان، إذ انه في نيسان - ايار كل شيء سينتهي. «وزير الدفاع» يستقيم، أو ينسق، مع الوزير بنيامين بن اليعيزر، الذي دعا هذا الاسبوع الى تهديد نتنياهو بالانسحاب «في نيسان». باراك مغرم بالرزنامة السنوية؛ لو كان يعيش في العهود القديمة لكان عمل ككاهن كبير يعنى بحساب مسارات الشمس، القمر والنجوم. تقديراته للوضع تعتمد دوما على التواريخ. إذن ها هو تاريخ الهدف الجديد، في الربيع.
لماذا في الربيع؟ باراك قلق من المناورة الدبلوماسية للفلسطينيين الذين يسعون الى اعتراف دولي بفلسطين مستقلة في حدود 67. محمود عباس وسلام فياض يتجهان نحو ايلول، قبل ان تدخل الولايات المتحدة سنة الانتخابات للرئاسة. عندها ستنعقد الجمعية العمومية للامم المتحدة لتتخذ في صالحهم «قرار الاعتراف». قرارات الجمعية العمومية غير ملزمة، ولكن اسرائيل ستعلق في عزلة. والمناطق ستتحول من ذخر يمكن المساومة عليه الى عبء.
معظم العالم يؤيد الفلسطينيين: موجة الاعتراف التي بدأت في الارجنتين وتصعد الى وسط أميركا، ستنتشر بالتدريج الى اوروبا، الى اسيا والى افريقيا. الدول القليلة التي ستصوت ضد القرار، أو تمتنع، ستغضب على اسرائيل التي تلحق بها عدم ارتياح. أميركا ستقف ظاهرا الى جانب اسرائيل، وتسمح للاخرين بلي ذراعها.
باراك يحذر من «نزع الشرعية» عن اسرائيل، والتي في نظره اكثر خطورة من حماس. يوجد فقط طريق واحد للدفاع عن النفس: استباق المبادرة الفلسطينية في الامم المتحدة والخروج بمبادرة اسرائيلية تقنع الاسرة الدولية باستعداد اسرائيل لتقاسم البلاد مع الفلسطينيين. في هذه اللحظة يتقدم الفلسطينيون فيما أن اسرائيل تتمترس في عناد اليمين في عدم الحراك حتى ولا ميلمتر واحد. عباس يروي في العالم بانه عرض على نتنياهو مواقف تفصيلية في كل المسائل الجوهرية ونتنياهو لم يرد عليه، أو أنه وافق على البحث في شؤون اخرى. هذه هي الصيغة الفلسطينية ل «لا يوجد شريك». والعالم يصدقها.
في قصة باراك، هو ودان مريدور يحاولان اقناع رفاقهما في محفل السباعية بان اسرائيل ملزمة بالمبادرة. باراك تحدث الى قلب رئيس الوزراء، مساعديه ووزراء السباعية، حذرهم من الفخ الدبلوماسي الذي يعده عباس لاسرائيل واقترح عليهم مخرجا. وهو يؤيد خطة شاؤول موفاز: اتفاق اطار لتسوية دائمة، في مركزه اخلاء المستوطنات التي خارج الكتل، وتنفيذ طويل الامد ومتدرج. ولكنهم لا ينصتون له. ليبرمان وموشيه بوغي يعلون يطرحون اقتراحات عابثة، لن يوافق احد في العالم عليها، وتعرض اسرائيل فقط كرافضة.
نتنياهو يتخذ في هذه القصة صورة الرجل الضعيف والمتردد، الذي فوت على مدى سنتين فرصة المبادرة السياسية، واضاع عبثا الثقة التي خلقها مع اوباما في لقائهما الناجح في شهر تموز. ويعتقد باراك بان رئيس الوزراء هو رجل طيب القلب في اساسه، بريء من النية المبيتة، يفهم فكريا لماذا تحتاج اسرائيل الى تسوية مع الفلسطينيين ولكن ليس لديه قناعة داخلية كافية للتقدم بمبادرة سياسية. وهو غير مستعد لأن يخاطر ويريد ان يبقي لنفسه القدرة على الخروج من المسيرة في كل لحظة. هكذا لا يمكن التقدم.
يبدي باراك تفهما لمخاوف رئيس الوزراء السياسية الداخلية. واضح له لماذا يخشى نتنياهو المغامرة السياسية التي ستكلفه ترك شركائه من اليمين: من الصعب عليه العمل على اسقاط نفسه من الحكم. يوجد «عدم انسجام» بين تركيبة الحكومة والواقع السياسي، كما يحذر باراك. لهذه المشكلة يوجد حلان محتملان: إما انت ينضم كديما الى الحكومة، أو من مكان ما تظهر فجأة تسوية سياسية وتضطر تسيبي ليفني الى تأييدها.
ليفني تضع مصاعب. فهي مستعدة لأن تنضم الى الحكومة فقط بدلا من ليبرمان وشاس وليس الى جانبهما. نتنياهو مقتنع بان هذه مناورة، وانه اذا ابعد عنه اليمين، فليفني ورامون سيستغلان الفرصة لاسقاطه. هكذا فعلتم لي في الولايات السابقة، يذكر نتنياهو باراك، حين توجهت الى اتفاق واي، وبدلا من توفير شبكة امان لي تلقيت انتخابات مبكرة.
باراك يقول لنتنياهو: ممن انت خائف، من ليبرمان؟ من هذا الرجل المتهكم الذي اذا ما وصل الى الحكم سيسارع الى تحقيق تسوية ويقول ان لا مفر؟ ان اسلافه دفعوا مواقف اسرائيل الى التآكل وسبق لهم ان تنازلوا قبله عن كل شيء؟ للدفاع عن النفس من ليبرمان تمتنع انت عن شيء ما جيد للدولة، سيقوم به ليبرمان وهو يبتسم.
نتنياهو غير مقتنع ولكن باراك لا يتراجع. حسب نهجه، دوره في الحكومة هو اقناع نتنياهو بالتحرك. اذا ما انسحب العمل، فان الاحتمال لمبادرة سياسية سيضيع، ولكن الحكومة لن تسقط. باراك ليس ليبرمان مع 15 مقعداً له، يمكنه ان يسقط نتنياهو اذا ما خرج من الائتلاف. خروج العمل لن يؤدي فورا الى الانتخابات، بل سيبقي فقط اسرائيل بقيادة حكومة يمينية ضيقة، ستغضب العالم وتورط الدولة.
ولكن ليس فقط الحرص على الدولة هو الذي يوجه خطى باراك، بل وايضا التخوف من ان يفر من الحكومة في وقت مبكر جدا ليظهر في نهاية المطاف كأهبل. هكذا حصل لجنرالين آخرين تحطما في السياسة. مئير عميت، الذي استقال من حكومة بيغن «بسبب الجمود السياسي» قبل لحظة من اتفاق كامب ديفيد، وعمرام متسناع الذي رفض الانضمام الى الحكومة في 2003 لأن ارئيل شارون لم يوافق على أن يقول له بانه سيخلي نتساريم. في نهاية المطاف بيغن صنع السلام، وشارون أخلى قطاع غزة فيما أن عميت ومتسناع نسيا في الهوامش السياسية.
باراك لا يريد ان ينهي حياته السياسية مثلهما. وعليه فانه سيبقى الى جانب نتنياهو، الى ان يقتنع بانه لم يعد هناك أي احتمال لمبادرة سياسية. في محاضرته هذا الاسبوع وضع المعاذير المستقبلية للانسحاب: فقد طلب بان يتحول خطاب بار ايلان لنتنياهو الى قرار حكومي، والخروج فورا بمبادرة سياسية. ولكن اللحظة لم تحن بعد، ربما في الربيع.

يديعوت احرنوت
ثم اشارت صحيفة يديعوت احرنوت فى مقال مطول للكاتب اليكس فيشمان عن الخطر الايرانى وسباق التسلح بعنوان

محصول شهاب.. وسباق التسلح في الشرق الأوسط
في تشرين الثاني 2009 عندما أعلم رئيس الاركان غابي اشكنازي مجموعة من الشيوخ الأمريكيين في مجلس الشيوخ الأميركي بأن ايران تملك بحسب معلومات عند اسرائيل 300 صاروخ بالستي لمدى بين 1300 و 2000 كم، أصابتهم صدمة. فقد ظنت الاستخبارات الأمريكية قبل ذلك ببضعة اشهر أن الايرانيين يملكون ما بين 50 و 100 صاروخ كهذه على الأكثر, أي ثلث ما قدروا في اسرائيل.
كانت المعلومات الاسرائيلية دقيقة. أما جهات الاستخبار في الولايات المتحدة - كنظيراتها في الغرب - فقد أصيبت مرة اخرى بسوء التقدير لنوع الصواريخ التي تنتجها الصناعة الامنية الايرانية وكميتها؛ كما لم يُقدر التقرير الاستخباري الأمريكي في 2007 سرعة تقدم المشروع الذري الايراني تقديرا صحيحا.
على أثر المعلومات التي جاءت من اسرائيل، وعندما تبين صدقها، جلست جهات استخبارية أميركية وغربية وحللت من جديد مقدار وسرعة انتاج الصواريخ في ايران وكان استنتاجها أن الايرانيين يملكون، وهذا صحيح حتى نهاية 2010، مئات الصواريخ البالستية، وأن عدد الصواريخ التي تغطي كل نقطة في اسرائيل تقريبا سيزداد حتى نهاية 2011.
أصبح يوجد اتفاق اليوم عند الخبراء على ان ايران أسرع تقدما من كوريا الشمالية في مجال الصواريخ البالستية وفي مجال قواعد اطلاق الاقمار الصناعية. إن كوريا الشمالية هي التي وضعت أسس انتاج الصواريخ في ايران، لكن المهندسين الايرانيين انطلقوا الى الأمام وسبقوها. وهذا العلم كله يتسرب الى سوريا ومن هناك الى حزب الله.
استطاعوا في الموساد أن يسخروا فقط من تقديرات نظرائهم من الولايات المتحدة السيئة. وقعت الاستخبارات الأميركية في شرك نصبه أمامها المهندسون الذين رأوا سرعة الانتاج الايراني بعيون تكنولوجية فحسب. فقد أخذوا صناعة أميركية متوسطة وقدروا سرعة تقدم التطوير الايراني بحسب منطق تكنولوجي - اقتصادي، من غير أن يأخذوا في حسابهم عوامل بشرية ووطنية تكون احيانا أكثر حسما.
تُبيت تسريبات «ويكيليكس» ان الموساد الاسرائيلي ايضا لاقى في حينه مشكلة مشابهة. فعندنا ايضا وكما قال رئيس الموساد مئير دغان لاشخاص من الادارة الأميركية في 2007 (بحسب «ويكيليكس»)، كان فرق بين تقدير خبراء الموساد وبين تقدير خبراء لجنة الطاقة الذرية. فرجال اللجنة كما يقول دغان يحللون سرعة تطوير الذرة الايرانية اعتمادا فقط على تقدير قدرات ايران التكنولوجية. أما في الموساد، حيث عرفوا جيدا الجهود التي تبذلها ايران لتقديم المشروع الى الأمام، فقد قدروا انها أسرع تقدما بكثير. بعد ذلك تبين ان دغان ورؤوس لجنة الطاقة الذرية كانوا على حق بقدر ما. فاذا اعتمدنا على ما عرفوه في اسرائيل في سنة 2000، فان المشروع الذري الايراني كان يجب أن يبلغ النضج في 2005. لكن أحدا ما اهتم بأن ينشأ عندهم تأخير خمس سنين أو ست على الأقل في تلك الاثناء.
هل يهتم أحدا ما بأن يحدث نفس تأخير المشروع الذري الايراني الذي نبع من أسباب تكنولوجية وحوادث غامضة، في مشروع الصواريخ ايضا؟ إن احتمال ان تطلق ايران صاروخا تقليديا على اسرائيل في نطاق صراع اقليمي أعلى كثيرا من احتمال ان يستعملوا السلاح الذري ذات مرة على اسرائيل اذا أحرزوه. إن ايران قادرة اليوم على ان يكون لها مع اسرائيل تبادل ضربات يستمر ما بين اسبوعين الى ثلاثة يسقط في اثنائها في مركز البلاد ما بين 75 صاروخا ايرانيا الى 150 صاروخ , وهذا بعد ان نأخذ في الحسبان نجاح نظام «حيتس» في إبطال فعل جزء من الصواريخ ومع حساب مستوى دقته حسابا قاسيا. تكفي هذه الكمية من الصواريخ بل أقل منها تسقط في مراكز سكنية في اسرائيل أو في مواقع استراتيجية، لاحداث أضرار شديدة , مع الأخذ في الحسبان ان كل صاروخ تقليدي كهذا يستطيع ان يحمل نصف طن من المواد المتفجرة.
اذا استثنينا أنباء غامضة عن انفجار وقع في مصنع صواريخ ايراني قبل عدة سنين، يبدو ان التطوير الايراني في مجال الصواريخ يتقدم بلا عائق تقريبا. برغم هرب عقول جماعي من ايران، فان للايرانيين في مجال التطوير الذري وتطوير الصواريخ المقرون به فريقا بشريا كبيرا ومؤهلا جدا. نسمع من آن لآخر عن عالم ذرة ايراني اختفى أو أنهى حياته قبل أوانها لكننا لا نسمع عن خبراء في مجال الصواريخ يتركون عملهم راغبين أو غير راغبين.
الصلة التركية
تُسمى عائلة الصواريخ الايرانية العملياتية «شهاب 3». وتشتمل على بضع مئات من الصواريخ ذات مدى 1300 كم وبضع مئات من الصواريخ من هذا الطراز، رُكب عليها محرك مزدوج يمنحها مدى يقرب من 2000 كم. يمكن مع مدى كهذا اطلاقها من قبل ايران، وهذا أمر سيُصعب على سلاح الجو مثلا تحديد موقعها واصابتها. وتوجد عائلة صواريخ ايرانية اخرى ما تزال غير عملياتية هي عائلة «عاشوراء» أو «سجّيل». الحديث عن صواريخ ذات جزئين مدفوعة بوقود صلب لمدى يزيد على 2000 كم. وتشتمل العائلة الثالثة على الصاروخ الكوري الشمالي «بي ? إم 25»، الذي يبلغ كما يبدو مدى 2500 كم. ولم يُطلق هذا الصاروخ بعد.
لصناعة الصواريخ الايرانية ايضا قدرة مبرهن عليها على انتاج قواعد اطلاق اقمار صناعية. إن قاعدة كهذه من طراز «سفير» قد وضعت في السنة الماضية قمرا صناعيا تجريبيا ايرانيا صغيرا في الفضاء الخارجي. وستُقدم قاعدة اخرى من انتاج الصناعة الايرانية واسمها «سيمورج» عرضها الافتتاحي كما يبدو في الاسابيع القريبة. أعلن «وزير الدفاع» الايراني هذا الاسبوع ان ايران توشك أن تطلق قمرين صناعيين «فجر» و"راصد" وقال إن واحدا منهما سيكون قمر الاستخبارات الايرانية الاول. ربما لكن هذا هو الطموح.
لا تشير هذه القواعد بالضرورة الى ان الايرانيين يملكون صواريخ بالستية لمدى آلاف الكيلومترات. لكنها تدل على ان عند الايرانيين تكنولوجيا انتاج صواريخ لهذا المدى. وليس عبثا أن طلب الرئيس السابق جورج بوش ان ينصب في اوروبا صواريخ مضادة للصواريخ تحمي الولايات المتحدة لا اوروبا فقط. فقد حصلت الاستخبارات الأمريية على براهين على ان الايرانيين يعملون في جدّ على صواريخ عابرة للقارات. هذه الصواريخ جزء من التصور العام الايراني، الذي يطمح الى التوصل لوضع حوار بين القوتين ايران والولايات المتحدة بين متساويتين. وجعلت ادارة اوباما، لاعتبارات سياسية تتعلق بعلاقات الولايات المتحدة بروسيا، هذا المشروع الدفاعي الطموح قزما حتى مستوى نشر نظم أميركية للدفاع عن اوروبا فقط بالتعاون مع روسيا. وبقيت المعلومات الاستخبارية هي نفس المعلومات. لكن السياسة الرئاسية هي التي تغيرت.
نُشر في الماضي ان صواريخ بحرية من اوكرانيا نُقلت الى الايرانيين. ما زلنا لم نرَ هذه الصواريخ البحرية، لسبب بسيط هو انها جُلبت الى ايران دون المحرك ودون الرؤوس المتفجرة. الحديث عن صاروخ بحري روسي هو «كي اتش 55» بلغ الصين وايران ايضا. ويجوز لنا ان نفترض ان الصينيين والايرانيين ايضا - على نحو منفرد وفي تعاون - طوروا على أساس هذا الصاروخ الاوكراني صاروخا بحريا عملياتيا من انتاجهما.
كل هذا النظام الصاروخي الثقيل - الذي جاء ليحل محل القوة الجوية الايرانية غير الموجودة في الحقيقة - يُستنسخ في سوريا. على سبيل المثال تُنقل القذيفة الصاروخية الايرانية الثقيلة «فتح 110» ذات مدى 250 كم الى سوريا وتصبح هناك القذيفة الصاروخية المسماة «إم 600». وليست هذه آخر كلمة في كل ما يتعلق بتطوير الصواريخ في تعاون هندسي ايراني سوري. ولا يصعب أن نتخيل ماذا يمكن أن تفعل مجموعة من خمسة صواريخ مطورة أو ستة بأهداف استراتيجية مهمة في اسرائيل: من قواعد الجيش الى مراكز اتصال وسيطرة ثم الى محطات توليد الطاقة. وفي خلال ذلك تسرب مئات من هذه القذائف الصاروخية والصواريخ من سوريا الى لبنان.
في نهاية كانون الاول زار نائب رئيس الاركان التركي سوريا ووقع هناك على اتفاق على حوار استراتيجي. واتفقت الدولتان على توسيع التعاون العسكري بينهما، وانشأتا مجلسا للتعاون الاستراتيجي، ووقعتا ايضا على اتفاقات على محاربة الارهاب كي تُعطيا الاتفاق صورة نزيهة وكي ترضيا حليفات تركيا في حلف شمال الاطلسي ولا سيما الولايات المتحدة. لا شك في ان لتركيا الكثير مما تُسهم به في سباق التطوير والتسلح بالصواريخ الذي يتم في مثلث ايران وسوريا وحزب الله.
بئر لا قعر لها
كان يفترض ان تنتهي الخطة الخمسية الحالية للجيش الاسرائيلي في 2013. لكنه بُت في اسرائيل قرار ان تُبنى خطة خمسية جديدة تبدأ في 2012، في محاولة للحاق بسير تطور التهديدات الذي هو أسرع مما توقعوا. على سبيل المثال يحصل موضوع الجبهة الداخلية على تأكيد أكبر كثيرا، وهذا أمر يقتضي اقتطاعات مالية باهظة من الميزانية الحالية. وحماية الجبهة الداخلية ايضا هي التفسير لزيادة الميزانية التي طلبها جهاز الأمن للسنتين القريبتين. إن استكمال تزويد السكان بالاقنعة الواقية الشخصية فقط سيكلف مليار شيقل. زيدوا على ذلك الاستثمارات الضخمة في الدفاع الفعال مثل صواريخ «حيتس 3»، التي ستصبح عملياتية كما يبدو في 2014، والاستثمارات في الجهاز الهجومي المكون من سلاح الجو وسلاح البحر والاستخبارات والبر ? وستحصلون على صورة وضع لسباق تسلح ضخم الميزانيات والتكنولوجيا العليا. بالمناسبة، يفترض ان يصيب ال «حيتس 3» مباشرة صاروخا مهاجما بسرعة خيالية خارج الغلاف الجوي. وثم القليل جدا من الدول المنشغلة بتقنيات في هذا المستوى.
الرد الهجومي - الجوي لاسرائيل مؤلف من مستويات مختلفة يُنفق على كل واحد منها مال ضخم لا للتسلح فحسب بل لتطوير الجيل التالي ايضا (لو كنت سوريا لكان يجب علي أن آخذ في حسابي حقيقة ان سلاح الجو الاسرائيلي قادر على أن يسقط علي كل يوم أكثر من ألف طن من المواد المتفجرة). وما زلنا لم نتعود أسماء الطائرات بلا طيار الموجودة , مثل «شوفال» و»ايتان» ,حتى أصبحنا نتحدث عن الجيل التالي، أما في مجال الطائرات مع طيارين فقد أصبحوا يتحدثون عن ال «اف 35». وتحدث تطورات جوهرية مشابهة ايضا في مجالات بناء القوة البحرية والاستخبارات وفي جيش البر بقدر ما ايضا.
سباق التسلح هذا هو بئر لا قعر لها. وفي الاستراتيجية الايرانية فان استنزاف دولة اسرائيل الاقتصادي بسباق التسلح جزء من الحرب. إن جواب هذه الحرب الاقتصادية والنفسية ليس كامنا فقط بالاستعدادات العسكرية وتحصين الجبهة الداخلية في اسرائيل بل باستنزاف اقتصادي مضاد بالعقوبات الدولية على ايران.
يُدبر العقوبات حلف دولي عقدته الادارة الأميركية، وهم يفعلون ذلك في نجوع أكبر كثيرا مما نحن مستعدون للاعتراف به. فالولايات المتحدة، دون تصريحات حادة ودون نفخ بالأبواق، تزيد الضغط على ايران بالتدريج. ففي 21 كانون الاول مثلا أدخلت وزارة المالية الأميركية تسع جهات ايرانية اخرى في القائمة التي أخذت تكبر للمنظمات والشركات والاشخاص الذين يقاطعهم النظام المصرفي الأميركي. والجهة البارزة في موجة المقاطعات الجديدة هي «صفا»، وهي ذراع استثمارات الحرس الثوري التي تسيطر على اموال بمقدار 90 مليار دولار في السوق الايرانية.
في 18 كانون الاول نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا توشك ان تعلن قريبا بموجة اخرى من العقوبات من غير تلقي موافقة روسيا والصين، لانه اتضح لها ان هاتين الدولتين لن تتعاونا. ويتبين ان الصينيين يشترون من شركات اوروبية معدات ولا سيما في مجال الطاقة، وينقلونها الى ايران. والايرانيون في الحقيقة يدفعون الى الصينيين ويدفعون كثيرا لكنهم يلتفون على العقوبات بمساعدة بكين المباشرة.
ستبدأ لجنة متابعة الامم المتحدة للرقابة على العقوبات في الايام القريبة تنفيذ تحقيقات في ثلاث دول في افريقيا ? نيجيريا وزامبيا والسنغال ? وفي ايطاليا ايضا. فقد ضُبط في موانيء تلك الدول حاويات ايرانية مملوءة بسلاح ومواد متفجرة، كانت مخصصة للاستعمال في مناطق مختلفة في افريقيا واوروبا. وبرز على نحو خاص الضغط على شركة الملاحة الايرانية «إيرسال». وفي الاسابيع الاخيرة اوقف وصودر خمس سفن لها في سنغافورة وهونغ كونغ ومالطا. والحجة الرسمية لحجزها هي ديون الشركة الايرانية لمصارف دولية لكن وراء الاجراء ضغطا سياسيا.
وهكذا يزداد سباق التسلح في الشرق الاوسط زخما. والحرب الاقتصادية وحرب الدعاية تتمان بكامل القوة. وأخذت المنظمات الارهابية المشايعة لايران تسيطر سيطرة عميقة على مشهد الشرق الاوسط. هذه زينة ما قبل المواجهة وفي مركزها النظام الصاروخي البعيد المدى للحلف الشمالي قد أخذت تُبنى. انها قاطرة تسير في سرعة قصوى ولا يعلم أحد كيف يوقفها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.