كان لابد من الانتظار حتي تنتهي الدورة السادسة عشرة لمهرجان القاهرة للإعلام العربي بكل فعالياتها بداية من الدول العربية المشاركة ودور لجان التحكيم المشكلة من المصريين والعرب وانتهاء بالجوائز الذهبية والفضية التي تسلمها الاشقاء العرب من وزير الإعلام انس الفقي وعادوا بها إلي بلادهم مع اشقائهم المصريين في الحفل الذي نقلته الفضائية المصرية ليشاهده العالم تكريما لهم. وبحضور قيادات المهرجان اسامة الشيخ رئيس الاتحاد وابراهيم العقباوي الأمين العام والناقد علي ابوشادي رئيس لجان التحكيم وفوزي فهمي رئيس جائزة نجيب محفوظ وضيف شرف المهرجان حسن حامد, وذلك لكي نوضح رؤيتنا بشأن التجربة الجديدة التي نفذتها مصر لأول مرة والمعمول بها في دول متقدمة وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمانا للشفافية وتحقيق قدر كبير من العدالة في توزيع الجوائز لمن يستحقها بالفعل دون أية اتصالات ووساطات أو ضغوط خارجية لتفصيل عمل علي حساب عمل آخر, وهو ما أكدته مجموعة كبيرة من الاشقاء العرب أنفسهم. ونعرض هنا في المقال لأهمية التجربة وأهمية التمسك بها مع بعض ملاحظاتنا علي الجوانب المهمة في هذه الدورة وكيفية الاستفادة بمعطياتها بشكل اكثر اتساعا في المرحلة المقبلة. * تعتمد التجربة علي الوسائل التكنولوجية الحديثة في عمل اللجان بحيث ترسل الأعمال المشاركة إلي كل عضو في لجنته علي البريد الالكتروني عن طريق الانترنت ليختار من بينها خمسة اعمال مسجلة حسب أهميتها وترسل النتائج في الموعد المحدد علي موقع المهرجان عن طريق الانترنت ايضا وفي سرية تامة بحيث لا يعرف أي عضو زميله في نفس اللجنة ضمانا للسرية والشفافية وقطع الطريق علي اية اتصالات أو تدخلات أو ضغوط خارجية لتفضيل برنامج علي برنامج أو عمل فني علي آخر, وهو اتجاه جديد يحسب لإدارة المهرجان في تحقيق العدالة بين الجميع, مصريين وعربا, بعد ان قال كل عضو رأيه بصراحة في هذا العمل أو ذاك مدونا ومسجلا ليستقبله المنسق العام للمهرجان الإعلامي عادل ماهر وفريق العمل التابع له لعرض هذه النتائج علي رئيس لجان التحكيم علي ابوشادي الذي يعرضها بدوره علي رئيس الاتحاد والامين العام, وبذلك تكون هذه النتائج موثقة ولا تحتاج لمناقشة أو جدل حولها بعد ان ارتضاها بمحض ارادتهم الخبراء العرب والمصريين, ولنا بعض الملاحظات علي الجوانب المهمة الآتية: * الندوات: كانت إضافة حقيقية غير مسبوقة ناقشت عددا من القضايا الإعلامية المهمة خاصة حرية الاعلام التي شارك فيها وزير الاعلاميين انس الفقي نفسه, وقوله ان مشهد الحياد في الاعلام العربي يتراجع وطالب الإعلاميين العرب بأن يدافعوا عن المهنة وتعرضت الندوات التي ادارها الاعلامي عبداللطيف المناوي لمناقشة نشر الوثائق وفضائيات الشعوذة والاتجار بالدين, واقترح ان يتولي المناوي بالاتفاق مع رئيس الاتحاد اسامة الشيخ تفريغ هذه الندوات وطبعها في كتيبات بكل ما جري فيها من مناقشات لتكون اضافة مهمة لمكتبة مركز اخبار مصر وتكون تحت ايدي وبصر كل الاعلاميين والدارسين لقضايا الاعلام عموما خاصة الباحثين الذين يعدون رسائلهم في الماجستير والدكتوراة من طلبة وطالبات كليات الاعلام باعتبار هذه الندوات مرجعا ثريا لموضوعاتهم, متمنيا ان تصدر في طباعة فاخرة تحمل اسم المهرجان ومركز أخبار مصر واهداء نسخ منها لمكتبة هيئة الاستعلامات ومكتبات دور الصحف القومية لأهميتها. حبذا لو اكتفت ادارة المهرجان في المرحلة المقبلة بالنتائج المدونة التي ارسلها الخبراء العرب والمصريون إلي موقع المهرجان عن طريق الانترنت لاستخراج اسماء الاعمال الفائزة بجوائز المهرجان الذهبية والفضية منها والمدونة رسميا بتوقيع كل عضو, بحيث يقتصر لقاء التعارف في الايام الثلاثة قبل ختام المهرجان علي هذا التعارف فقط دون فتح باب المناقشة حول اي عمل من هذه الأعمال او اي جدل بشأن برنامج علي حساب برنامج آخر, فالخبراء دونوا آراءهم وسجلوها ووضعوها بين ايدي المسئولين وبذلك وحده نضمن الهدف الذي من اجله اختارت ادارة المهرجان هذه التجربة الجديدة التي تضمن الشفافية وتحقيق العدالة التامة لكل الأعمال المشاركة خاصة ان هذه التجربة اظهرت اقتناع كثير من الخبراء العرب بتفضيل اعمال مصرية علي اعمالهم, ونفس الشيء بالنسبة للخبراء المصريين الذين فضلوا بكل اقتناع ايضا اعمالا عربية علي أعمالهم, تحقيقا لمبدأ الشفافية وتطبيق مبدأ العدالة علي كل الأعمال مصرية وعربية للفوز بجوائز المهرجان.