تعيش مصر الآن مرحلة مخاض جديد وتحولات كبري في السياسة والاقتصاد ومختلف شئون الحياة وهي مرحلة يعيش فيها العالم في ظل صراع يخلف كل القضايا المطروحة او تلك التي مازالت في خيال من يرتب لها المسرح للظهور والمستهدف منها هو الهيمنة الاقتصادية والسياسية والغزو الثقافي والفكري وخلخلة بنيان مجتمعات العالم الثالث لتكون مسخا مشوها في يد القوي التي تسيطر علي الملعب. وهذا يؤكد بوضوح ان مصر إذا كانت في حاجة إلي الاستقرار في أي وقت مضي فهي في المشهد الحاضر في اشد الحاجة الي هذا الاستقرار لتواجه قدرها مع التنمية واستشراف المستقبل.. وفي هذا الجو الذي تبني فيه مصر استقرارها بعد رحلة طويلة مع الحروب والارهاب تأتي حادثة الاسكندرية التي فجر فيها ارهابيون حقدهم الدفين ليحصدوا الأرواح البريئة من عنصري الأمة المسلمين والمسيحيين الذين يشكلون نسيجا فريدا يتكون منه المجتمع المصري عبر القرون الطويلة في توحد وامتزاج لا يعرف العالم له مثيلا. إن الذين يرتكبون هذه الافعال الاجرامية القذرة تعمي أبصارهم وقلوبهم عن مشهد امتزاج عنصري الأمة في نسيج واحد وعن أن مصر مستهدفة منذ تاريخها الطويل ولا يدركون انها مازالت مستهدفة وان انكسارها هو انكسار لهذا النسيج الواحد ولا يضعون في اعتبارهم ان اللعب بالنار يصيب صاحبه أولا ولا يمارسه إلا عدو أو خائن لوطنه, عميل.. وأقول الآن: إن حادث الاسكندرية اصاب المسلمين والمسيحيين معا وهذا يعني بوضوح أن الهدف هو فرط وتفتيت عقد المواطنة والمحبة والاخوة بين نسيج الشعب الواحد وإضعاف مصر والنيل من دورها في وطنها وعالمها.