عاد الهدوء الي منطقة سيدي بشر بشارع خليل حمادة أمام كنيسة القديسين ماري مرقص التي شهدت العمل الإرهابي الذي استهدف الكنيسة وأسفر عن وفاة18 شخصا واصابة90 آخرين. حيث واصلت النيابة العامة بالاسكندرية بإشراف المستشار ياسر رفاعي المحامي العام الأول لنيابة استئناف الإسكندرية التحقيق في الواقعة, حيث انتهت النيابة برئاسة مدحت شرف رئيس النيابة باشراف المستشار عادل عمارة محامي عام شرق في الاستماع الي أقوال المصابين في المستشفيات, وقد جاءت أغلب أقوالهم أنهم سمعوا انفجارا شديدا وأغلبهم أصيب باغماء ونقلوا الي المستشفيات. كما أمرت النيابة العامة بتسليم جثث المتوفين الذين بلغ عددهم18 شهيدا تم التعرف علي15 تم دفنهم مساء أمس الأول, وانتهت النيابة من تقرير المعاينة الأولية التي أجريت فجر أمس الأول, وعقب الانفجار, وأن تضمنت عدم وجود تلفيات في المباني سواء في المسجد أو الكنيسة وأن التلفيات بسيطة لم تتعد تكسيرا في الزجاج وبعض المحتويات البسيطة, وأمر المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام بسرعة استعجال تقرير الطب الشرعي الخاص بالمتوفين وتقرير الأدلة الجنائية الذي سيكون الحاسم لجميع السيناريوهات المطروحة حول واقعة الانفجار, وقد فرضت النيابة سرية علي أقوال الشهود. سيناريوهات وطبقا لأقوال بعض شهود العيان فإن الواضح في تلك الجريمة الإرهابية وجود سيناريوهين للتفجير, الأول الذي جاء علي لسان شهود العيان من أفراد الشرطة القائمين علي حراسة الكنيسة والمكونة من10 أفراد بينهم ضابط وتمكنت النيابة من الاستماع الي ثلاثة منهم والذين فرضت أقوالهم سيناريو حدوث التفجير من خلال سيارة اسكودا خضراء اللون توقفت في الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة أمام الكنيسة في منتصف الطريق المزدحم بالسيارات وترجل منها شاب جاءت أوصافه انه شاب ذو لحية في العقد الثالث من العمر ويرتدي نظارة طبية وبنطلون وبلوفر وذو شعر أكرت وانه اختفي وسط الزحام بينما كان يستخدم هاتفه المحمول والغرض أن الانفجار حدث من خلال السيارة عبر جهاز لاسلكي وعلم الأهرام ان هذا الشاب تم التعرف عليه ويدعي اسلام ويتلقي العلاج في قسم العناية المركزة بالمستشفي الميري, والذي يعتبر متهما أو شاهدا مهما وفق السيناريو الاخر المطروح بأن عملية التفجير تمت من خلال عملية انتحارية قام بها شاب باستغلال خروج المصلين في الكنيسة والذي طرح بقوة في ظل حالة الانفجار الشديدة وتناثر اشلاء الضحايا وحالة الانفجار التي أطاحت بغطاء نفق صرف صحي واحدثت تلفيات في11 سيارة, وإن كان تقرير الأدلة الجنائية حول العبوة سيكون الحاسم في ظل الأدلة سيوضح مركز التفجير وبدايته ومداه ومحتوي العبوة الناسفة ومكوناتها. وحدة وطنية وشهد مكان التفجير بمنطقة سيدي بشر عودة الهدوء, حيث قامت الأجهزة الأمنية بازالة السيارات التالفة من مكان الحادث والسيارة التي اشتبه انها سبب التفجير ومصدره. وقد انطلقت مظاهرة في شارع محمود العيسوي علي بعد مئات الامتار في مكان التفجير ضمت شبابا لم تتجاوز أعمارهم العشرين عاما حملت شعار يحيا الهلال مع الصليب في تعبير عن الوحدة الوطنية, وأكد الشباب المشارك أن العمل هو عمل ارهابي استهدف المسجد والكنيسة واستهدف جموع المصريين مطالبين زملاءهم من الشباب بالهدوء والتعامل من أجل الحفاظ علي وحدة الوطن والشعب حتي نواجه الإرهاب ونتغلب عليه في وعي من الشباب المسلم والمسيحي. كما شهد صباح أمس ملحمة لتبرع المسلمين بالدم لاخوانهم المسيحيين في مستشفي شرق المدينة بمبادرة شبابية والمجتمع المدني بالتعاون بينهم د. شريف العجمي مدير المستشفي والمهندس محمد صبري والمهندس رمضان حسين والكيميائي علي عبدالعظيم حيث قام اكثر من60 شابا صباح أمس بالتبرع للمصابين بالدم. مشهد إنساني ولعل المشاهد الانسانية التي تعبر عن مأساة يعيشها العقيد عماد فوزي الذي فقد ثلاثة من أقاربه في هذا الحادث الإرهابي حيث استطاع ان يواري جثة قريبته تريزا فوزي جابر إلا أنه يواجه مأساة لفقدان سيدتين من أقاربه علي الرغم من بحثه في جميع المستشفيات وتحدث بدموع مكتومة علي هذا الحادث الاليم وطلب من النيابة العامة التدخل, حيث أمرت النيابة بالاستعلام عن أسماء أقاربه في جميع المستشفيات في محاولة لحل مشكلته التي تحدث عنها بأنه يريد ان يلم جزءا من أجساد أقاربه.