سامى القمحاوى : بعيدا عن الأسرار والخبايا التي كشفت عنها بعض وثائق "ويكيليكس" المسربة، شهد 2010 عددا كبيرا من الفضائح الجنسية والمالية، كان أبطالها من المسئولين والسياسيين. وهو ما جعل وسائل الإعلام تتسابق في الكشف عنها وتتوسع في نشر أدق تفاصيلها، ليصبح 2010 عام الفضائح السياسية ، ففي 2010 استطاع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني أن يحافظ على ترتيبه الأول ويتصدر أكثر السياسيين الذين لاحقتهم الفضائح في أوربا، خصوصا الفضائح الجنسية وعلاقاته مع فتيات الليل. إنكار بيرلسكوني لم تختلف بطلات فضائح بيرلسكوني (74 عاما) في عام 2010 عن بطلاتها في السنوات السابقة، وكانت على رأسهم "روبي"، التي قالت إنها حضرت حفلات ماجنة في مقر إقامة بيرلسكوني قرب ميلانو عندما كان عمرها 17 عاما، وأضافت هذه الفضيحة مصطلحا جديدا للقاموس السياسي الإيطالي هو "بونجا بونجا"، الذي قالت روبي إنه كان يستخدم لوصف السهرات الماجنة التي يستضيفها رئيس الوزراء الإيطالي. ولم يكد بيرلسكوني ينتهي من إنكار هذه الفضيحة، إلا ظهرت فضيحة أخرى بطلتها عاهرة اسمها ناديا (28 عاما)، أكدت أنها قدمت خدمات جنسية مرتين لبيرلسكوني ودفع لها مقابل تلك الخدمات. بوتين وبلير لم تتوقف فضائح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني عند إثارة الجدل حوله، لكنها طالت سياسيين آخرين، حيث كشفت إحدى فتيات الليل، خلال تحقيق مع عصابة تتاجر في الكوكايين، أن طائرة بيرلسكوني الخاصة كانت تستخدم في نقل مخدر الحشيش إلى فيلته بمنطقة "ساردينيا"، وزعمت أنه تم تقديم الحشيش لحوالى 25 شابة تمت دعوتهن إلى فيلا سردينيا، حيث كان بيرلسكونى يرفه عن تونى بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وفلاديمير بوتين رئيس وزراء روسيا. ملك السويد الفضائح الجنسية لبيرلسكوني، التي جر إليها بلير وبوتين، لم تكن الفضائح الوحيدة من هذا النوع في 2010، حيث تفجرت فضيحة أخلاقية هزت المجتمع السويدي المعروف بانفتاحهوتحرره، كان بطلها ملك السويد كارل جوستاف، بعد صدور كتاب جديد في ستوكهولم بعنوان "الملك المتبرم"، ألفه الكاتبالسويدي توماس سيوبيرج والكاتبة تويا ماير، وبيعت جميع نسخ الطبعةالأولى من الكتاب، في اليوم الأول لصدوره. وقد رسم الكتاب صورة لافتة للنظر عنالملك كارل جوستاف السادس عشر كشخص مولع بالنساء، وروى تفاصيل عديدة عن حفلات الجنس الجماعي التي يقيمها، حتى أنه لا يتورع عن التردد على النوادي الليلية، التي تقدموصلات فنية لفتيات يرقصن وهن عاريات. ونبعت أهمية الكتاب من أن الملك كارل جوستافلم ينف ما ورد فيه، بل قال في بيان نشرته وسائل الإعلام السويدية: "تحدثت مع عائلتي ومع الملكة في الموضوع، ورأينا أنه يجب أن نقلب الصفحة والتطلع إلى الأمام، لأنه حسب فهمي الخاص، هذه أمور حدثت منذ زمن طويل". حزب الدفاع البولندي كان من بين الفضائح الجنسية التي شهدها عام 2010 إدانة نائب رئيس الوزراء البولندي السابق أندريه ليبر بطلب وقبول خدمات جنسية من عضوات بحزب الدفاع الذاتي الذي يتزعمه، وقد تم الحكم بسجنه 27 شهرا بعد ثبوت التهمة عليه، كما أصدرت المحكمة الجزئية في وسط بولندا حكما بالسجن خمس سنوات بحق البرلماني السابق عن حزب الدفاع الذاتي ستانيسلاف ليزفينسكي، لإدانته بجرائم اغتصاب واستغلال جنسي لعضوات بالحزب أيضا. فساد ساركوزي إلى جانب الفضائح الجنسية، كان 2010 حافلا بالكشف عن الفضائح المالية لعدد من المسئولين وذويهم، وكان من أبرز هذه الفضائح تلك التي طالت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبدأت تفاصيل فضيحة ساركوزي بنزاع عائلي بين لوريال بيتانكور (87 عاما) أغنى امرأة في فرنسا، وريثة شركة لوريال لمستحضرات التجميل، وابنتها الوحيدة فرانسوا بيتانكور (63 عاما)، التي طلبت الحجر على والدتها بدعوى سفهها، وأظهرتت التحقيقات في هذه القضية أن وريثة لوريال قامت بتعيين زوجة وزير الخزانة وقتذاك إريك ورت لإدارة قسم من ثروتها، وفي الوقت نفسه إخفاء ملايين عن مصلحة الضرائب، وبعد ذلك بفترة قصيرة أعلن مدير حساباتها السابق أن بيتانكور قدمت تبرعات نقدية غير قانونية إلى حملة ساركوزي الانتخابية عام 2007، وهو ما نفاه الرئيس الفرنسي وقادة حزبه بشدة. أموال كرزاي صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فجرت في أكتوبر 2010 ما اعتبرته فضيحة للرئيس الأفغاني حامد كرزاي، حيث قالت إنه يتلقى حقائب أموال سائلة من إيران كمساعدة لخدمة المصالح الإيرانية في أفغانستان، وسارعت طهران في نفي الخبر، إلا أن كرزاي أكد تلقيه تلك الأموال، مشددا على أنه لا يرى مانعا من تقبل مساعدات من الجيران لتمويل جهازه الإداري، وقال نتلقى مساعدات من إيران، كما نتلقى مساعدات من أمريكا. فضائح هندية كانت الهند في 2010 على موعد مع الكشف عن سلسلة من فضائح الفساد، التي أحرجت حزب المؤتمر الحاكم، وتسببت في تعطل جلسات البرلمان لنحو 3 أسابيع، وإقالة أعضاء بارزين في التحالف الحاكم، وقد اعتبر البعض 2010 أسوأ الأعوام في تاريخ الهند منذ الاستقلال، بسبب حجم الفضائح السياسية التي تم كشف النقاب عنها، ووصل الكشف عن فضائح الفساد في الهند ذروته بفضيحة الاتصالات، التي بلغت التجاوزات قيها 40 مليار دولار، التي جعلت العام الحالي يسمى بعام الفضائح وعمليات الاحتيال في تاريخ البلاد.