العبوة القاتلة انفجرت. والقتلي والمصابون سقطوا, والانفعالات العفوية بدت أمرا طبيعيا مع مشاعر الغضب والألم التي أحاطت بكنيسة القديسين في منطقة سيدي بشر بالاسكندرية بعد منتصف ليلة رأس السنة الجديدة. فالحادث كان مهولا, لكن الرسالة في لحظتها بدت واضحة سواء من الذين ارتكبوا الجريمة الجبانة الدنيئة, أو من المواطنين المصريين الذين واجهوا لحظة الاختبار الدامية وسط أشلاء القتلي ودماء المصابين. كان هدف الرسالة الخسيسة التي بعث بها المتآمرون والإرهابيون الذين تجمعهم أحط الصفات, إشعال الفتنة بين عنصري الأمة, وتمزيق استقرار الشارع المصري, وإثارة الرعب بين جموع المواطنين. وقد كانت فعلا لحظات مؤلمة جدا لم ننتظر طويلا لنسمع أو نعرف عن تفاصيلها من مصادر أجنبية بل كانت قناة أو تي في المصرية أول من تابعها وتلتها قناة النيل للأخبار, وقد نقلت القناتان شهادات المواطنين الذين شهدوا الحدث من سكان المنطقة. وهي شهادات كانت في حد ذاتها أعظم رد علي رسالة المخربين القتلة الخونة الذين قصدوا إشعال نار الفتنة. كانت أول ملاحظة أن معظم الشهود الذين أسرعوا للإدلاء بشهاداتهم للفضائيات عبروا بعفوية والم وحب عن هولهم من هذه الجريمة. قالت ايمان: الناس بيصلوا في الكنيسة واحنا بنحتفل كلنا برأس السنة وعايشين مع بعض. الكنيسة أمام الجامع والله عمرنا ما فرقنا الدين عن بعض.. ده حرام وقال ميشيل نصر مقدرش أقول إن اللي عملوا ده مسلمين ولا ينتموا إلي أي دين. أنا مسيحي وشايف المسلمين في منتهي الحزن. والواقع أن كلمة حزن أقل كثيرا من التعبير عن شعور ملايين المصريين المسلمين قبل المسيحيين, وقد أحس الجميع بأن البيت الكبير الذي يجمعهم هو المستهدف, وأن الانفجار يقصد بالدرجة الأولي إثارة موجات الطائفية وهذا مسلم وذاك مسيحي. ولهذا لم تدم طويلا الردود الفورية الطبيعية والانسانية لصدمة الحادث فقد اكتشفوا أن الخطر أصاب ويهدد الجميع, وانه مهما تكن إجراءات الأمن فإننا جميعا مسئولون عن حماية الوطن, نحن أمام اختبار صعب كلنا شركاء في تجاوزه!