تشير كافة المقدمات التي ظهرت في عام2010 إلي أن عام2011 سيكون صعبا وقاسيا علي رئيسة الأرجنتين السيدة كريستينا كيرشنر حيث بات من المؤكد ان مساعيها للفوز بفترة رئاسية ثانية بعد انتهاء فترتها الأولي في أكتوبر المقبل ستواجه تحديات كبيرة. فقد شهد الشهر الأخير من2010 مظاهرات مناوئة للسيدة كيرشنر بلغت ذروتها باستيلاء آلاف المشردين علي العديد من الأبنية العامة والخاصة والحدائق العامة والساحات في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس وضواحيها بحجة فشل رئيسة البلاد في توفير مأوي لهم وهو ماتسبب في اندلاع اشتباكات بين المحتجين والشرطة الارجنتينية اسفرت عن مصرع واصابات عدد من الأشخاص. ولم يكن أول عام2010 أفضل من أخرها بالنسبة لكيرشنر حيث واجهت اتهامات بادراة حكومة فاسدة وهو مادفعها للاطاحة ببعض المسئولين الكبار. ولكن المؤكد ان أقصي ماواجهته كيرشنر في عام2010 هو فقدان زوجها الرئيس السابق نيستور الذي توفي في28 كتوبر الماضي ليغيب معه الدعم الذي كان يوفره لها ليس فقط كزوج ولكن كسياسي يتمتع بشعبية هائلة استفادت هي منها لتخلفه في الرئاسة بعد فوزها بالانتخابات التي جرت في28 اكتوبر2007. وتؤكد مصادر مقربة من الرئيسة الأرجنتينية أن المعارضة اليمينية المدعومة من عمدة بيونس أيرس تقف وراء أعمال العنف التي تضرب العاصمة الأرجنتينية. ورغم الانتقادات العديدة التي توجه لها لإفراطها في الأناقة إلا ان كريستينا دي كيرشنر والتي يطلق عليها البعض اسم ايفيتا الجديدة تشبها بايفا بيرون زوجة الرئيس الراحل خوان بيرون حرصت دائما علي الظهور بمظهر متميز سواء في الملابس التي تتبع آخر خطوط الموضة او المكياج وتسريحة الشعر. وعرف عنها حماسها للحقائب التي تحمل توقيع كبار المصممين و يقال عنها إنها تخصص ساعة بأكملها في اليوم لوضع المساحيق والاعتناء بشعرها. وكريسنينا دي كيرشنر هي أول رئيسة تنتخب في الارجنتين لكنها ليست اول رئيسة تحكم البلاد. فقد تولت ايزابيل بيرون الزوجة الثالثة للرئيس السابق خوان بيرون السلطة بعد وفاة زوجها عام1974 لانها كانت نائبة للرئيس. والحقيقة هي ان كريستينا خلفت زوجها في زمن صعب بالنسبة للأرجنتين. ذلك انه علي الرغم من الانتعاش الاقتصادي النسبي الذي شهدته البلاد في فترة حكم نيستور كيرشنر إلا ان قطاعا عريضا من المواطنين ظل يعاني من الفقر المدقع.