اثبتت الأحداث الطائفية المتكررة في الشارع المصري أن هناك خطأ ما في أسلوب العلاج, وأنه آن الأوان للتخلي عن الطرق المسدودة, والتي ثبت بشكل قاطع أنها لا تؤدي الي أي نتيجة. وأري أنه يجب البدء في محاولة تغيير ثقافة التدين, فليس معني أن الشخص متدين جدا, أن يرفض ديانة الآخر. وربما نستطيع الاستفادة من التجربة الأمريكية في علاج مشكلة التفرقة العنصرية بين البيض والسود, والتي أسفرت في النهاية عن اختفاء العنصرية بشكل كامل تقريبا بين السود والبيض لدرجة أن الأمريكيين انتخبوا أخيرا رئيسا أسود من أصول مسلمة. وأعتقد أن الفن والسينما الأمريكية ساهمت الي حد كبير في تحقيق هذا الغرض, وأذكر فيلما بطولة سيدني بواتييه, وتوني كيرتسي تم انتاجه في اواخر الخمسينيات, ويحكي قصة اثنين من السجناء احدهما أسود بواتييه والآخر أبيض كيرتسي مكبلين بقيد واحد وتنقلب بهما عربة السجن ويهربان ليواجها مصيرا وهدفا مشتركا. وتوالت العديد من الأفلام يظهر فيها رئيس أسود لأمريكا قبل انتخاب أوباما ووزراء سود, ورجال شرطة في مراكز عليا وحكام ولايات وعسكريون... إلخ. فبرغم محاولات الحكومة المصرية وعقلاء الأمة من الطرفين احتواء الاختلافات الطائفية, إلا أن هذه المحاولات لم تفلح حتي الآن, لأن الأمر لا يخرج عن كونه احضانا وكلمات يطويها النسيان بعد قليل, وتستمر الأحداث والاختلافات الطائفية, التي تتفجر مع أصغر شرارة, كأن هناك كبتا عظيما يعتمل داخل النفوس.