إن ما يقع في المجتمع من أحداث مؤسفة, ومشاحنات كلامية التي تطفو علي السطح منذ سنوات لا تعبر عن طبيعة الشعب المصري, وهي أعراض لأمراض اجتماعية نتجت عن أسباب قهرية. ومظاهر هذا الانقسام التي كنا نسمع عنها في قاع الريف والأحياء الشعبية حيث تنتشر ثقافة الجهل والعصبية للأسف امتدت وأصبحت علي مستوي القمة في الأحزاب والنقابات والجمعيات, بل والمؤسسات الدينية, وتصبح الصورة أكثر قتامة, وتصبح الطائفية أهم من المواطنة, ويصبح الحزب أهم من الدولة, وتصبح المصلحة الذاتية أهم من المصلحة العامة. وهؤلاء مستعدون أن يستميت الواحد منهم من أجل أهداف قصيرة الأجل, ولا يهمه أمر الوطن, وللأسف بعد أن تخلصنا من الاستعمار الأجنبي صنعنا عدوا وهميا في الداخل نشغل به أنفسنا تاركين ملايين المطحونين في وطن مهموم بكثير من المشكلات الصعبة. إن علي المؤسسات الدينية والتعليمية والأحزاب والنقابات ووسائل الإعلام أن تعي دورها الحقيقي في الحفاظ علي هذا الوطن, بل علينا أن نغرس في أولادنا روح الانتماء وحب الوطن, لأن محبة الأوطان من صميم الإيمان بالأديان. ماهر فرج بشاي الدويري أسيوط