هل هو توارد خواطر أن يبرز هذا الأسبوع في أكثر من قناة عربية وأجنبية موضوع التحرش الجنسي بمختلف أنواعه, أم إنها مشكلة أخلاقية تعاني منها كل الدول بمختلف جنسياتها إنها وصمة علي جبين البشر في كل مكان, لم تفلح كل القوانين السماوية والدنيوية في الحد من هذه الظاهرة المقززة, والتي هي أقرب للسلوك الحيواني أكثر من السلوك البشري.. كان موضوع التحرش الجنسي, مادة ثرية للفضائيات, بداية من التحرش بالأطفال الذي قدمته قناة العربية في تقرير إخباري من لبنان, أو التحرش بالنساء كما تناولته قناة الحياة المصرية, والبرنامج الأمريكي دردشة أمريكية, وتلك القناة اللبنانية التي تحرشت بمشاهديها, بإقامة مباراة في النكت الإباحية والجنسية المبتذلة, التي تخاطب النصف الأسفل للمتفرج. قدمت قناة العربية تقريرا إخباريا من لبنان عن التحرش الجنسي بالأطفال, وأنه يوجد نحو16.1 في المائة من الأطفال يتعرضون للتحرش الجنسي من أحد الأقارب, أو شخص موثوق به تجاه الطفل, ووجهت أصابع الاتهام إلي الأمهات باعتبارهن مشاركات في الجريمة, بترك الأبناء أو عدم الإصغاء إلي شكواهم, أو التكتم علي ما يبوحون بهم إليهن, ويطلبون منهم الصمت, لذا فإن نسبة ال16% تمثل نسبة ضئيلة, حيث إن كثيرا من الأطفال لا يبلغون عن حالات التحرش. وعلي قناة أوربيت, كانت الإعلامية بثينة كامل قد ناقشت في برنامجها المتميز أرجوك أفهمني ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال في حلقة مسجلة, تضمنت اتصالا تليفونيا من رجل تعرض في طفولته للتحرش, في لحظة( غفلت) فيها عيون البيت عنه, واليوم يعاني مما حدث له بكل آلامه كأنه حدث بالأمس, وفي إحصائية سريعة عن التحرش الجنسي بالأطفال, في الأردن بلغت494 حالة كان المعتدي فيها من أفراد العائلة أو الجار, في مصر18% من مجمل احداث التحرش ترتكب ضد الأطفال,35% منها يرتكبها الأقارب, وفي السعودية يتعرض عشرات الأطفال للايذاء الجنسي,88% من الأقارب, ويشير طبيب أمريكي إلي أن49% من الشواذ تعرضوا لاعتداء جنسي في طفولتهم, حيث ينتج عن الاعتداء, اكتئاب وانعزال, وشذوذ, أنه ناقوس خطر في مجتمعات تهاوت فيها كثير من القيم, وتبقي النصيحة, لا يجب ان نضع عيوننا وتركيزنا فقط علي ابنائنا, ولكن يجب ان نعلمهم كيف يقولون لا, فقط ان تكون لدي الطفل الجرأة في ان يقول لا. واستضافت لبني عسل في برنامجها الحياة اليوم فريق فيلم678, بشري وناهد والمخرج محمد دياب, يتعرض الفيلم للتحرش الجنسي في وسائل المواصلات, وتأكد من خلال الحوار أن هناك سلوكيات وأخلاقيات فاسدة تحولت إلي فيروس علينا العمل علي إيقافه, ولم تعد ملابس المرأة دافعا للتحرش, حيث ثبت أن أكثر المتحرش بهن يرتدين الحجاب بل وأحيانا النقاب, كما ذكرت ذلك الحقوقية نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة, ودائما يلقي باللوم علي المرأة, رغم أن الرجل يفكر في الغريزة أكثر من300 مرة في اليوم, وبمقارنة بما يحدث الآن, وما كان سائدا حتي الستينيات والسبعينيات عندما كانت ترتدي الفتاة ما يحلو لها من أزياء دون أن يخدش حياءها أحد, الفيلم مجرد دق لناقوس الخطر. أما أكثر المواقف فكاهة هو ما قام به المذيع جورج لوبيز مقدم برنامجUSChat دردشة أمريكية الذي يذاع علي الهواء مباشرة, باستضافة مغنية الراب الأمريكية نيكي ميناج, بمناسبة احتفالها بعيد ميلادها في لاس فيجاس, وأهداها هدية عبارة عن رداء مصنوع من الأسلاك الشائكة مثبتة في حزام أنيق يربط حول الخصر, وأعلن لوبيز أثناء تقديم الحزام للمغنية أن الهدف من الحزام السلك هو حمايتها من التحرش من معجبيها, وتلقت ميناج,25 عاما], الهدية بفرحة, معربة عن إعجابها بالفكرة, وارتدته بعضا الوقت, ثم تركته له بتوقيع منها.. ورغم أن الأمر كله دعابة إلا أنه يؤكد أن المشاهير لم يسلموا من التحرش, ولعلنا نتذكر ريتشارد جير عندما قال في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بشيء من الدعابة للمتزاحمين حوله من الفتيات, أنهم يتحرشون بي! أغرب حالات التحرش فهو تحرش الفضائية اللبنانيةMTV بمشاهديها, قدمت برنامجا فكاهيا كان من الممكن أن يكون واحدا من أفضل البرامج علي الأطلاق, في زمن ندر فيه الضحك, ولكنه اختار طريقا له اتجاه واحد فقط, الهاوية, فهو عبارة عن فريقين من النساء والرجال يجلسان في مواجهة بعضهما, والمذيعة تدير المباراة, ولسانها مدلدل من الضحك, فالفريقان يتباريان بإلقاء النكات الجنسية الفاضحة, بالإشارة وبالألفاظ المبتذلة, البرنامج اسمه أهضم كل شييء, كمن يجبرك علي هضم النفايات, فتصاب بكل الأمراض المعدية والأخلاقية, يقال إنه وسيلة جديدة لجذب المتفرج, وسيلة لها مريدوها, مثل قنوات البورنو المنتشرة علي الفضائيات.. اللبنانيون وكل الشعوب تحب الحياة, لكن العيب في فضائيات لا تفرق بين الحياة, وفقدان الحياء.