المنيا- نجلاء فتحي: 800 مصاب و107 جثث هي ليست حصيلة حرب او كارثة طبيعية كالزلازل او البراكين او حرائق الغابات كما في بعض الدول الاوروبية انما هي حصيلة400 حادث مروري. وقعت بطرق محافظة المنيا سواء الرئيسية او الفرعية في اقل من ثلاثة اشهر بدءا من شهر اكتوبر حتي العاشر من شهر ديسمبر الحالي. ففي يوم واحد علي سبيل المثال لا الحصر وقع8 حوادث طرق ادت الي مصرع6 اشخاص واصيب52 آخرون فهذا العدد من المصابين والجثث قد يكون حصيلة كارثة طبيعية في بلد آخر ويعيش أهالي محافظة المنيا في قلق دائم خوفا علي ابنائهم أو اقاربهم او حتي انفسهم من ان يقعوا ضحايا لحوادث الطريق التي اصبحت كالشبح يخشي الجميع منه صغارا او كبارا. ومن جانبه فسرالمهندس احمد شعراوي خلف مدير مديرية الطرق والكباري بالمحافظة تلك الظاهرة والتي باتت كابوسا يزعج المواطنين بشكل دائم ان سببها الرئيسي يرجع الي الطبيعة الجغرافية للمحافظة حيث تحتل المنيا المركز الاول من بين محافظات الجمهورية طولا. حيث تبلغ مساحة الاطوال الثلاثة( الصحراوي الغربي160 كم/ والشرقي160 كم/ اما الطريق الزراعي فيصل الي140 كم)460 كم بداية من مركز مغاغة اولي مراكز المحافظة وصولا الي مركز ديرمواس أي ان مراكز المحافظة موجوة بشكل طولي علي عكس محافظات الدلتا حيث تقع مدنها ومراكزها بشكل عرضي وقصيرة ولا يتعدي طول طرقها الرئيسية60 كم, وعندما تقع حوادث طرق تكون محدودة للغاية علي عكس محافظة المنيا التي اصبحت حوادث الطرق ابرز سماتها. اما عن الطرق الفرعية فاكد انها تحظي باهتمام كبير تماما كالطرق الرئيسية واصدر محافظ المنيا مؤخرا قرارا برد الشيء لأصله وبموجبه يلزم اصحاب الشركات التي تقوم بحفر الشوارع علي اعادة تمهيدها ورصفها. اما صابر حسن مدير ادارة المواقف بالمنيا فقسم اسباب تكرار وقوع الحوادث الي قسمين الاول بسبب الفقر والبطالة التي جعلت غير المؤهلين يقومون بشراء السيارات بالتقسيط ويعملون عليها كسائقين هروبا من الفقر والبطالة. وقد وصل عدد التاكسيات في مدينة المنيا فقط الي400 تاكسي يعمل عليها حملة المؤهلات العليا وطلاب الجامعات والمدارس ايضا ومعظمهم غير مؤهلين للعمل كسائقين خاصة وان هذه المهنة شديدة الخطورة وتتحكم في ارواح الناس. كما ان اصحاب السيارات الاجرة يعطونها لغير المؤهلين وصغار السن وليست لديهم الخبرة الكافية والكفاءة للعمل بهذه المهنة.. وهو ما يزيد الامور تعقيدا ويؤدي الي وقوع الحوادث بشكل متكرر وتقوم ادارة المرور بفرض الغرامات والعقوبات علي السائقين المخالفين وصغار السن ولكن عمر المخالفة ما تمنع ظاهرة اما القسم الثاني من الحوادث فتقع بسبب الترف الزائد والرفاهية وكثيرا ما اري اطفالا لم تتجاوز اعمارهم12 عاما يقومون بقيادة سيارة ابائهم وقد تكون ملكا لهم وهو ترف يؤدي الي كارثة واكد مدير المواقف بالمنيا ان ظاهرة تكرار حوادث الطرق اصبحت ظاهرة تحتاج الي معجزة لحلها.