استبشر أهالي القرية خيرا عندما تردد عليهم مشاهير القوم طالبين منهم الحصول علي أصواتهم وهم يقسمون بأغلظ الإيمان ألا يخيبوا آمالهم وإنهاء مشاكلهم وهي كثيرة, لدرجة أن الفلاح الفصيح ذا اللسان الطويل والذي تعدي عمره95 عاما كأكبر معمر بالشرقية يتعجب كثيرا وتسأله زوجته( خالتي ستوتة): يا جمعة إيه الحكاية, فيقول لها: لعله خير إن شاء الله. وبعد أن انتهت الانتخابات بحلوها ومرها واعلان اسماء الفائزين وهما واحد من الحزب الوطني وآخر من المستقلين في دائرة مشتول السوق ينتظر عم جمعة وزوجته ستوتة العضوين الفائزين علي أمل الاستماع إليهما والوفاء بما سبق أن التزما به, فالمؤمنون عند شروطهم والمؤمن إذا تحدث صدق وإذا وعد وفي ليعلن وقتها عجوز القرية: يا مرحبا في قريتنا نائب! أيها النواب الجدد, مشاكل الفلاحين متعددة ومعقدة بدءا من انخفاض أسعار المحاصيل ومرورا بعدم وجود مشروعات صرف صحي وغير ذلك الكثير, وحذار من الاهتمام بقري المشاهير وضرورة الانحياز دائما إلي القري المحرومة من الخدمات, ولا تنسوا أن هؤلاء المهمشين هم الذين منحوكم أصواتهم لتصلوا إلي البرلمان وتجلسوا تحت قبته. يا نواب الشعب: الفلاحون الذين لايزالون في الدستور يمثلون05% علي الأقل في كل التنظيمات السياسية( ولو علي الورق) مشاكلهم محددة إذا كنتم فعلا جادين في الحل, وأولاها الصرف الصحي, فهل من المعقول أن يكون هذا مطلبا جماهيريا في القرن الحادي والعشرين؟ ثم مشاكل خدمات المياه والصحة بالاضافة إلي المشاكل المتعلقة بالزراعة التي أثرت سلبا علي الانتاج وأدت إلي أن يصل الدعم إلي الخواجة بدلا من الفلاح المصري, حيث نستورد المحاصيل الاستراتيجية وغير ذلك الكثير, فهل هناك أمل في الحل؟ أرجو أن يتحقق.