كشفت مصادر دبلوماسية عربية النقاب عن أن اقتراحات كانت قد قدمت إلي الإدارة الأمريكية باعتماد مسار آخر يقضي بأن تقوم الإدارة الأمريكية بطرح رؤية مكتوبة للحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن ثم تطرحه علي الطرفين. وتنص هذه الاقتراحات أيضا علي إجراء مفاوضات مكثفة في مسعي للتوصل إلي اتفاق سريع, علي غرار الخطوط العامة للحل التي كان طرحها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في عام0002. وفي واشنطن أعلن د.صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أنه سيؤكد للمسئولين الأمريكيين عدم إمكانية استئناف المفاوضات دون وقف تام للاستيطان من جانب إسرائيل وخاصة في القدسالشرقية. وقال عريقات الذي التقي في واشنطن أمس الأول مع السيناتور جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط وعدد آخر من المسئولين الأمريكيين إنه سيلتقي مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في إطار التشاور بعد فشل المساعي مع إسرائيل لوقف الاستيطان. في حين أكد إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي في نيويورك عقب لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الليلة قبل الماضية أن العقبة المتعلقة بتجميد الاستيطان يجب تجاوزها والمضي قدما نحو المفاوضات المباشرة حول القضايا الجوهرية مع الفلسطينيين. وأعرب باراك عن أمله في التوصل إلي صيغة تعكس هذا الهدف خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأكدت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن اللجنة السياسية الفلسطينية ستجتمع خلال ساعات في غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وبرئاسة ياسر عبد ربه لبحث الرد الأمريكي الذي يقول إن الأمريكيين' فشلوا في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان, ووضع أعضاء اللجنة التنفيذية في صورة التطورات الأخيرة للموقف برمته, كما أن أصواتا داخل القيادة تطالب بالتجاوب مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما, واعطائها فرصة أخيرة من خلال العودة مرة أخري للمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل, أي من خلال الوسيط الأمريكي جورج ميتشل, في حين تطالب أصوات أخري في القيادة الفلسطينية بضرورة إعلان الجانب الفلسطيني بشكل رسمي وقف المفاوضات لانها فشلت فشلا ذريعا, وحمل الملف الفلسطيني برمته للأمم المتحدة ومؤسساتها. وقال حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في تصريحات صحفية: وجهة نظري يجب الإعلان عن وقف المفاوضات والاعتراف بفشلها فشلا ذريعا ونهائيا, وأن الرهان علي الدور الأمريكي أصبح غير ممكن, ونقل الملف برمته للأمم المتحدة, منوها إلي أن القيادة الفلسطينية بانتظار ما يحمله ميتشل الأسبوع المقبل لعباس, إضافة للاجتماع المرتقب للجنة المتابعة العربية للسلام.. وحول إمكانية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل قال عميرة: هذا خيار من الخيارات المطروحة لكن بشكل غير مباشر, وهذا سيكون بعد اللجوء إلي الساحة الدولية الاممالمتحدة. و قال رئيس مجلس حزب كاديما حاييم رامون ان رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو الذي يقوم ببناء مستوطنات في كل أنحاء أرض إسرائيل يصرح بالفعل بانه لا يسعي إلي تحقيق حل الدولتين. واتهم السيد رامون في مقابلة اذاعية أمس نيتانياهو بأن أفعاله ستؤدي الي عدم قيام دولة يهودية ديمقراطية وإلي عزل إسرائيل عن العالم. ودعا رئيس مجلس كاديما رئيس الوزراء الي أن يضع بنفسه خطة لتجميد البناء في المستوطنات مما يعرض الفلسطينيين كرافضين للسلام. ومن ناحية أخري, قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر أمس إن62 من كبار الزعماء الأوروبيين السابقين خلال العقد الأخير وقعوا رسالة تحث الاتحاد الأوروبي علي فرض عقوبات علي إسرائيل بسبب سياستها في مسألة البناء في المستوطنات. وقال المسئولون الأوروبيون إن إسرائيل ترفض احترام القانون الدولي, وتتهرب من وضع شارة خاصة علي السلع والمنتجات التي يتم تصنيعها في المستوطنات. ومن بين الموقعين علي هذه الرسالة التي تم نقلها إلي رؤساء الاتحاد الأوروبي وحكومات دول أوروبا الرئيس الألماني الأسبق ريخارد فون فايتسكر ورئيس وزراء إسبانيا الأسبق فيلبيه جونزاليس, ومسئول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي سابقا خافيير سولانا. و ذكرت صحيفتا( يديعوت أحرونوت) و(هاآرتس) أمس إن الجيش الإسرائيلي منزعج من التحسن الذي سجل مؤخرا في مستوي الرماية ضد الدبابات الإسرائيلية من جانب المنظمات التخريبية في قطاع غزة, ويخشي وصول أنواع مختلفة من الصواريخ المضادة للدروع إلي هذه المنظمات. وتضيف هاتان الصحيفتان أن دبابة إسرائيلية من طراز( ميركافا3) كانت أصيبت في مطلع الاسبوع الماضي بصاروخ مضاد للدروع بالقرب من السياج الأمني علي حدود القطاع, مما ألحق بالدبابة ضررا ماديا. وقد لوحظ تحسن في القدرة الصاروخية المضادة للدبابات لدي التنظيمات الفلسطينية نتيجة حصول هذه التنظيمات علي وسائل قتالية أكثر ذكاء وتقدما وتقول مصادر استخباراتية اسرائيلية إن حركة حماس وإلي جانبها الفصائل الفلسطينية الأصغر حجما تبذل جهودا لرفع مستوي الصواريخ المضادة للدروع التي بحوزتها في محاولة لتقليد حزب الله في هذا المجال, وذلك علي أساس الافتراض بأنه في حالة اندلاع جولة حربية ملحوظة جديدة فسيكون باستطاعة هذه الفصائل إعاقة تقدم الجيش الإسرائيلي بصورة أكثر فعالية. واللافت أنه خلال عملية( الرصاص المصبوب) في القطاع قبل عامين واجهت حماس صعوبة في التصدي لتقدم القوات المدرعة الإسرائيلية إلي داخل القطاع, مما حدا بحماس إلي التركيز علي مهمة العمل علي تحسين القدرة الصاروخية المضادة للدروع. ونسبت( يديعوت) إلي هذه المصادر قولها إن هذه الحقيقة تتطلب إدخال تغييرات في أسلوب عمل الآليات المدرعة التي يستخدمها جيش الاحتلال.