يقول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة, ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة, ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه, ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلي الجنة, وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. وفي هذا الحديث الشريف يوجه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم أمته إلي التعاون وحب الخير فيما بينهم وأن يكونوا علي قلب رجل واحد لأن هذا سبب لكمال الإيمان وعلي الإنسان أن يطهر قلبه من الحقد والحسد والضغينة والكراهية والغل والغش لأن كل هذه الأمور تفسد الحياة الإنسانية. والحق تبارك وتعالي يقول في سورة المائدة وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب والتعاون علي البر والتقوي معناه أن يتعاون المسلم مع أخيه ويعينه في فعل الخيرات وعلي طاعة الله عز وجل وتجنب المعصية, وبالتعاون يتم إنجاز الأعمال الكبيرة التي لا يقدر عليها الأفراد وبه يشعر الفرد بالقوة ويستطيع مواجهة الأخطار وهو سبب من أسباب الألفة والمحبة بين الناس وهو دليل حب الخير للآخرين وثمرة من ثمرات الإيمان ويعتبر التعاون أساسا من أسس التقدم والإنتاج والنجاح والتفوق ومن أهم الأسباب الموصلة إلي محبة الله تعالي ورضاه وجنته. والتعاون واجب ديني وضرورة اجتماعية فالإنسان مدني بطبعه لابد له من الاجتماع والتعاون مع الآخرين فهو يحتاج إلي التعاون مع الآخرين والحصول علي غذائه ويحتاج إليهم للدفاع عن نفسه وأنفسهم ويحتاج للتعاون لتوفير مسكنه وملبسه ومكان اقامته وغيرها من الأمور الدنيوية إذن فالتعاون ضروري للبشرية من أجل البقاء وحفظ النوع, ومحبة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم تتمثل في طاعته واتباعه والاقتداء به وإحياء سنته, فعن عبدالله ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: ان رجلا جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلي الله تعالي وأي الأعمال أحب إلي الله تعالي فقال: الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم: أحب الناس إلي الله تعالي انفعهم للناس واحب الأعمال إلي الله تعالي سرور تدخله علي مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد به جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد( مسجد المدينةالمنورة) شهرا. ومن كف غضبه ستر الله عورته, ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة, ومن مشي مع أخيه في حاجة حتي يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبي لمن جعل الله مفاتيح الخير علي يديه, وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر علي يديه. ودعا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم إلي التكافل والتضامن والتعاون بين الناس والوقوف إلي جانب المعسر, فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه. دعا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم إلي عدم ظلم المسلم لأخيه المسلم وشبه المؤمن للمؤمن بأنه بنيان يشد بعضه بعضا. ويقول صلي الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي. فالتعاون علي البر والتقوي دليل حب الخير للآخرين وسبب من أسباب الألفة والمحبة بين الناس وهو طريق موصل إلي محبة الله تعالي ورضاه ومحبة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم.