الإسلام أمرنا بالتعاون وأمر المسلم أن يكون عوناً لأخيه المسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً" ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى". ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن أعان مسلماً أعانه الله ومن ستر مسلماً ستره الله والله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه". هذه الأحاديث السابقة كان يعيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يطبقها السلف الصالح فلا تجد مخبوناً أو مهضوماً أو جائع أو عريان، وإنما كانت كل هذه الحالات تتلاشى فى المجتمع الإسلامى، ومع صراع الناس مع الحياة وأخذت المادة هى كل شيء فى حياة الناس تناسى الناس بعضهم بعضاً ونسوا رباط الأخوة والمودة حتى ظهر أصحاب الحاجات فلم يجدوا طريقاً أمامهم إلى أن يلجأوا إلى البنوك لأخذ ما يسمى بالقرض. والقرض إذا كان لضرورة ملحة وحاجة ماسة لا يمكن للإنسان أن يعيش بدونها وبعد أن طرق أبواباً أخرى قبل اللجوء إلى البنك فيكون القرض فى هذه الحالة مباحاً ولا شيء فيه لأن الضرورات تبيح المحظورات. أما ما نراه فى أيامنا من عدم الرضا بما قسم الله للإنسان وأصبح يتطلع إلى ما عند غيره من سيارة ومسكن وملبس ومأكل دون الرضا فأصبح يلجأ إلى القرض من البنك تحت مسمى تحسين الحال فهذا أمر لا يقره الشرع، فعليك بالرضا حتى تصل إلى شاطئ الأمان. قال تعالى: "ولا تمد عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى" ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس". فإذا كان القرض لتحسين السيارة أو توسيع المسكن أو المزيد من التوسعة فى النفقة فهذا أمر لا يقره الشرع ولا يرضاه الدين ويكون القرض باباً من أبواب الشقاء على صاحبه فى الدنيا ثم العذاب الأليم فى الآخرة جزاء ما فرط وأفرط والله أعلم.