الأقصر بلدنا بلد سواح فيها الأجانب مذهولة وكل عام وقت المرواح بتبقي نفسها تقولنا قولة لابد لي في البداية من الاعتراف بحالة لانبهار التي انتابتني حين شهدت أخيرا التجديدات التي شملت كورنيش الأقصر ومعبد الكرنك والبر الغربي, فضلا عن روعة الصوت والضوء في معبد فيلة الذي بناه العاشق الولهان أوزوريس لمحبوبته المدللة ايزيس, فتحول من هدية غرامية ع الماشي الي اسطورة تحملها مياه النهر الخالد. وحتي نحتفظ ببهاء هذه الصورة الفاتنة وحتي تعود كلمات الأغنية الي سيرتها الأولي كما غناها العزبي فتكون الأجانب بتتفسح ومش عايزة تروح أرجو أن يجيبني كل من يهمه الأمر عن التساؤلات التالية: لماذا يتم تصنيع الجلاليب النوبية الجميلة ذات الرسوم الفرعونية والتطريز اليدوي البديع من أكثر خامات الأقمشة رداءة, بحيث تتمزق علي جسد من تسول له نفسه أن يرتديها أكثر من مرة, فتكون أغرب تذكار من نوعه حمله السائح الي بلده, فضلا عن أنه اشتري هذه الجلابية باسعار مبالغ فيها تبدأ ب80 يورو ثم تنزل الي النصف والسائح فاكر نفسه ناصح وتفوق علي الفهلوة المصرية؟ ولما تبدو البازارات الضيقة للغاية وكأنها مخازن سيئة لتهوية, لا تتنفس فيها بسهولة, والانتيكات بداخلها تعلوها طبقات بعضها فوق بعض من الغبار الخانق, وكأننا نتجول في سوق خردة بمنطقة صحراوية؟ لماذا نتعامل مع السائح دائما علي أنه كيس دولارات يبحث عن نصاب وأننا اذا لم نسرقه بأنفسنا فهناك غيرنا من سيقوم بالمهمة, وبالتالي جحا أولي بفلوس طوره؟