الكثيرون لا يعلمون أن السيول الهادرة التي ضربت محافظتي شمال وجنوبسيناء, قد دمرت في طريقها ما لا يقل عن200 سد تعويقي, كان الأهالي قد أنشأوها لحجز كميات من المياه سواء للشرب أو للري. وزاد من مأساة مدينة العريش أن السيول قد ضربتها من الاتجاهين الجنوبي والشرقي. وإذا كان سد الروافعة قد حجز كمية من المياه لا تقل عن5.5 مليون متر مكعب, فإن السيل القادم من وادي الأزراق مارا بجنوب رفح والشيخ زويد, قد هاجم مدينة العريش في منطقة الوادي, دون أن تعوقه أي سدود. وقد ساهم في تضاعف مأساة مدينة العريش أن كميات الأمطار التي سقطت علي هضبة التيه دمرت في طريقها حتي سد الروافعة وعشرات السدود الصغيرة, مما أدي إلي امتلاء بحيرة السد وارتفاع مستوي المياه عن أقصي منسوب له متجهة أيضا إلي المزارع والبيوت بالعريش. مجلس قبائل سيناء يحذر من احتمال ظهور ألغام جرفتها السيول إلي المناطق المأهولة بالمزارع والسكان في رفح والشيخ زويد والعريش.. الشيخ سليم بن جازي عضو المجلس أكد أنه تم العثور علي أكثر من لغم وإبلاغ الجهات المسئولة, ويطالب المواطنين بعدم التعامل مع الأجسام الغريبة التي قد تظهر أثناء إعادة بناء منازلهم أو البحث عن أمتعتهم.. القري التي تقع علي جوانب مخرات السيول والتي لم تتضرر بشكل كبير من السيول, يحتاج مواطنوها حاليا إلي مساعدات فنية تتمثل في اللوادر والجرارات لإعادة إنشاء السدود التعويقية التي تحتجز أمامها كميات من مياه الأمطار, سواء كانت أمطارا عادية كالتي تسقط سنويا أو الناتجة عن السيول الكبيرة, وفي كل الحالات وبغض النظر عن الاستفادة منها, فإن لها دورا آخر أكثر أهمية وهو حجز المياه قبل وصولها إلي سد الروافعة, حيث أصبح غير قادر علي استيعاب أي كميات أخري. الشيخ عبدالله جهامة رئيس مجلس القبائل يضيف أنه حان الوقت لإنشاء سد يشبه في تصميمه السد العالي جنوبأسوان, وذلك في منطقة نخل وعلي مسافة60 كيلومترا, للتحكم في قوة اندفاع المياه الناتجة عن سقوط الأمطار علي هضبة التيه, والتي يمكن الاستفادة منها في زراعة ما لا يقل عن نصف مليون فدان, ويشير إلي أن هناك دراسة بهذا الشأن ولا يبقي سوي البدء في العمل, كما يطالب بإنشاء سد تحويلي بمنطقة رأس النقب, للاستفادة بمياه وادي الجرافي لري آلاف الأفدنة بمنطقة الكونتيلا.. وفي جنوبسيناء لا يختلف الأمر كثيرا, فإن إنشاء3 سدود تحويلية جنوب سلسلة جبال صدر الحيطان بمسافة30 كيلومترا, سيحمي رأس سدر والقري التابعة لها, أما ما يتعرض له الطريق الدولي في مدينة نويبع من تدمير بسبب السيول القادمة من وادي وثير, فإنه يتطلب وفقا لرأي الشيخ حمد أبوسريع, إنشاء3 سدود تحويلية لحماية الطريق والمدينة نفسها, خاصة بعد انتشار المنشآت السياحية بها. شيوخ القبائل في سيناء يناشدون المسئولين الأخذ برأي السكان المحليين عند إنشاء السدود الاعتراضية والتحويلية, لتحقيق ثلاثة أهداف هي: الاستفادة من المياه, وحماية المنشآت, ثم أخيرا تحقيق التنمية والتوطين.