تنطلق اليوم في جنيف جولة جديدة من المحادثات بين إيران والقوي الغربية الكبري في إطار جهود لبناء الثقة مع طهران, وذلك من أجل المضي قدما في مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. ودعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الدول الست الكبري المشاركة في المحادثات وهي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلي ألمانيا إلي الاستفادة بشكل جيد من جولة المحادثات المرتقبة مع بلاده. وحذر نجاد في كلمة استبق بها المحادثات ليلة أمس الأول تلك الدول من الاستمرار في أسلوب الغطرسة والتطاول علي حقوق الشعب الإيراني وممارسة الخداع, وذلك في إشارة إلي حق بلاده في امتلاك برنامج للطاقة النووية. واعتبر نجاد أنه في حالة حدوث هذا الأمر; فإن رد الشعب الإيراني سيكون نفس الرد القاطع طيلة السنوات الثلاثين الماضية.وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم غير مطروح للتفاوض في محادثات جنيف, لكن القوي الكبري تري أن ذلك الاجتماع الأول من نوعه منذ أكثر من عام ويعد وسيلة لبناء الثقة من أجل مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وذكرت وكالة رويترز أن دبلوماسيين غربيين لا يتوقعون أن تتمخض تلك المحادثات عن أي انفراجة أو نتائج ملموسة; لأنها ستكون مجرد محادثات من أجل المحادثات. وأوضحوا أن نتائج محادثات جنيف لن تتجاوز الاتفاق علي الاجتماع مجددا في موعد ما في المستقبل. وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوي في طهران: إن هذه مجرد بداية, مطالبا بعدم الإفراط في التفاؤل والإبقاء علي توقعات محدودة. ويتوقع دبلوماسيون ومحللون أن يكون اجتماع جنيف علي أقصي تقدير بداية عملية قد تؤدي في نهاية المطاف إلي حل لخلاف قد يؤدي إلي سباق تسلح في المنطقة وصراع عسكري بالشرق الأوسط.وتقول إيران إنها مستعدة لحوار يهدف إلي حل الخلاف النووي من خلال الدبلوماسية, لكن نجاد استبعد عدة مرات مناقشة وقف تخصيب اليورانيوم, ويعتبر هذا الأمر خطا أحمر بالنسبة لإيران التي تؤكد أنها لا تريد سوي الطاقة النووية لتوليد الكهرباء. ومن ناحية أخري, وجه أربعة من رؤساء ألمانيا السابقين وهم: هورست كولر, ورومان هيرتزوج, وفالتر شيل, وريتشارد فون فايتسكر نداء إلي الحكومة الإيرانية ناشدوها فيه الإفراج عن الصحفيين الألمانيين التابعين لصحيفة بيلد أم زونتاج الألمانية والمعتلقين في إيران منذ ما يقرب من شهرين.