وسط أجواء يسودها التوتر والتفاؤل انطلقت أمس الدول الست الكبري مع إيران حول ملفها النووي في جنيف تحت إشراف المنسق الأعلي للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا ، في محاولة لتحريك المحادثات المجمدة منذ 14 شهرا. ورافق سولانا في المحادثات الأولي بين إيران والغرب منذ سنوات، ممثلون سياسيون كبار للدول الست، من بينهم وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية. أما الجانب الإيراني فمثله سعيد جليلي، الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني. من جانبه، اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد رزمة المقترحات الايرانية والمفاوضات مع مجموعة 5+1 بانها تشكل فرصة استثنائية لأوروبا والادارة الأمريكية لتغير ظروفها في العالم وتقوم باصلاح أسلوب تعاملها مع الشعوب ، مؤكدا أن بلاده مستعدة لمحادثات بناءة. وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني في الوقت الذي أكد فيه مسئول أمريكي رفيع المستوي قبيل بدء المحادثات أن بلاده مستعدة للدخول في محادثات ثنائية مباشرة مع إيران خلال الاجتماع بين طهران والدول الكبري. وأشار المسئول، الذي رفض الكشف عن اسمه، إلي أن الأمر يعود للمفاوض الأمريكي وليامز بيرنز لأن يقرر ما إذا كانت محادثات مباشرة مع الجانب الإيراني ستجلب نتائج إيجابية. ويشكل هذا اللقاء في حال حدوثه حدثا نادرا حيث أن العلاقات الدبلوماسية متوقفة بين البلدين منذ عام 1980 . من جانبه، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي مايك هامر أن محادثات جنيف بشأن برنامج إيران النووي قد تؤدي إلي التوصل إلي اتفاق معها بشأن برنامجها النووي بعد إعلانها عن منشأة نووية جديدة بالقرب من مدينة قم مؤخرا. وأضاف أن المحادثات يجب أن تتركز علي خطوات تؤدي إلي إعطاء المجتمع الدولي الثقة من أن البرنامج النووي الإيراني لأغراض سلمية كما تعلن طهران دائما. وقال مسئولون دبلوماسيون إنه في حال مرت الجلسة الصباحية "بنجاح"، ستنعقد جلسة بمشاركة جميع الوفود، إضافة إلي احتمال عقد اجتماعات ثنائية بعد الظهر. من جهة أخري، سمحت الولاياتالمتحدة لوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي بالقيام بزيارة نادرة لواشنطن في حدث استثنائي لا سيما وانه جري عشية محادثات حاسمة حول البرنامج النووي الايراني في جنيف. وذكرت وكالة الانباء الايرانية أمس أن متكي بحث خلال زيارته مسألة البرنامج النووي الايراني مع اثنين من البرلمانيين الامريكيين خلال زيارة لواشنطن. وقالت وكالة الأنباء إن الاجتماع مع عضوين في اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية تناول خصوصا "الموقع النووي الجديد قرب قم" في وسط طهران. واكد متكي للبرلمانيين اللذين لم يكشف اسمهما ان طهران "لن تتخلي عن حقها" في امتلاك التكنولوجيا النووية مشددا علي ان ايران "لا تنوي الانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي". وقد توالت ردود الفعل علي محادثات جنيف حيث وصفت اسرائيل المحادثات التي بدأت في جنيف أمس بين القوي الست الكبري وايران بانها "مضيعة للوقت" مؤكدة ان طهران لن تتخلي مطلقا عن المساعي المنسوبة اليها للحصول علي اسلحة نووية، داعية الي فرض عقوبات "حقيقية" عليها. وأضاف شالوم ان محاولة فرض عقوبات في اطار مجلس الامن الدولي علي ايران هي كذلك "مضيعة للوقت" لانه من غير المرجح ان تؤيد الصين وروسيا مثل هذه الخطوة، مشيرا إلي ضرورة فرض عقوبات من قبل الولاياتالمتحدة واستراليا والاتحاد الاوروبي وكذلك استراليا واليابان، التي تمثل 60 بالمئة من التجارة الايرانية". وفي الوقت نفسه، قال وزير الدفاع الفرنسي إرفيه موران إنه إذا لم تقدم إيران إجابات علي تساؤلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي بحلول شهر ديسمبر القادم، فإنه يتعين علي المجتمع الدولي اتخاذ قرارا بفرض عقوبات جديدة عليها، فيما رفض وزير الخارجية بيرنار كوشنير ذلك. من جانبه، أشار وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير اليوم - في تصريحات علي هامش زيارته الحالية لروسيا - إلي أن اجتماع اليوم بجنيف بين المديرين السياسيين لكل من إيران والدول الست الكبري المعنية بالملف النووي الإيراني ، لن يتطرق إلي موضوع العقوبات ، معربا في الوقت نفسه عن أمل بلاده في حدوث تحول في موقف إيران.