هناك اتفاق تام في الدوائر الحزبية السياسية المصرية علي نقطتين أساسيتين هما: ان المناخ العام قبل الانتخابات كان مواتيا وصحيا أعطي القوي المختلفة الجرأة علي دخول المعركة والأمل غير المسبوق في امكانية الحصول علي مقاعد بمجلس الشعب في دورته الجديدة المهمة.. ولكن وهذه هي النقطة الثانية حدث' الاحباط' بعد ظهور النتائج وعدم حصول الأحزاب عدا الوطني علي ما كانت تأمله وتطمع فيه! ..واشترك فيها: * الدكتور مصطفي محمد الفقي: رئيس لجنة الشئون الدولية والعربية والأمن القومي بمجلس الشوري * المستشار عادل عبد الباقي: وزير شئون مجلس الوزراء الأسبق وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان * الدكتور محمد حسن الحفناوي: أستاذ بكلية الطب وعضو الشوري * الدكتور أحمد محمد رفعت: أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان * الدكتورة يمن الحماقي: رئيس قسم الاقتصاد جامعة عين شمس * الدكتور نبيل أحمد حلمي: أستاذ القانون الدولي وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان * الأستاذ عصام شيحة: محام. عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ومن هنا جاء الخلاف في الرأي حول' لماذا حدث هذا' و.. اتصالا بما قدمته ندوة الأهرام من مناقشات سابقة في الندوتين المنشورتين يومي10 سبتمبر و12 نوفمبر الماضيين.. في اطار اهتمام الاهرام بالانتخابات قبل وخلال وبعد اجرائها.. فلقد عقدنا هذه الندوة التي للأسف تغيب عنها ممثلو عدد من الأحزاب رغم دعوتهم وموافقتهم علي المشاركة وربما بسبب انشغالهم في معالجة آثار ما جري.. واذ ننشر وقائعها فاننا نفتح الباب أمام أية آراء وتعقيبات موضوعية.. * الأستاذ عصام شيحة: إن الانتخابات تعبر عن مديريها وليس عن المشاركين فيها! هذا أولا.. أما ثانيا.. فهو إن المناخ العام في مصر قبل إجراء الانتخابات كان يعطي أملا للأحزاب السياسية انها ستكون ممثلة في مجلس الشعب القادم. وكنا ندرك ان هذه الانتخابات هي الأكبر والأخطر في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية.. ونتيجة لذلك فقد دخل حزب الوفد هذه المعركة بعدد222 مرشحا وهذا أكبر عدد يدخل به الوفد أي انتخابات منذ عام1934 حتي الآن. وتم رصد ميزانية لهذا الغرض هي الأكبر في تاريخ الوفد منذ إنشاء الحزب برئاسة سعد زغلول فقد بلغت عشرين مليون جنيه منها اثنا عشر مليونا قيمة إعلانات في القنوات التليفزيونية بخلاف ما أنفقه المرشحون بأنفسهم, وقد دققنا في إختيار المرشحين.. وظهرت النتائج.. وكانت محبطة جدا!.. صحيح اننا كنا علي قناعة.. بل قلت وقال غيري ان الوطني سيحصل علي ثلثي المقاعد زائد عشرين مقعدا.. ويترك الباقي أقل من الثلث للقوي السياسية الأخري.. وهذا حتي مع كل التفاؤل بانتخابات الاعادة لن يتحقق! * محمود مراد: ما السبب في عدم توفيق الأحزاب؟ * الأستاذ عصام شيحة: هناك أسباب تخص الأحزاب.. وأخري تخص المناخ العام.. ومثلا فان حركة الأحزاب كانت مقيدة لامكانياتها واحترامها للشرعية.. في حين ان التنظيمات غير الشرعية تتسلل بأنشطتها الي الجامعات وغيرها.. وأضيف عاملا آخر هو وجود المشاكل الداخلية في الأحزاب.. كما أضيف مشكلة خاصة بنظام الانتخاب الفردي وهو غير مناسب. كما انه يجب ان تتوافر للجنة العليا للانتخابات كل الامكانيات لتمارس مهامها.. وان يمارس الأمن مهمته بحياد إيجابي بمنع البلطجة والمشاحنات والاشتباكات امام اللجان. من يفرط في صوته! * الدكتور مصطفي الفقي: ان الانتخابات البرلمانية والمحلية عموما.. تثير لغطا.. ليس فقط في مصر وانما في العالم كله.. وفي رأيي فان التجاوزات.. ظاهرة متكررة ومن الصعب إرضاء كل الأطراف.. ومع انني لست مراقبا ميدانيا.. الا أنني علمت ان التجاوزات كانت من جميع الأطراف. أما بالنسبة للأمن فقد مارس دوره بلا تدخل.. لكن النقطة الخطيرة في رأيي هي تدني نسبة الناخبين المشاركين في العملية الانتخابية.. فان الذي يتخلي طواعية عن ممارسة الانتخاب وهو حق دستوري لا يكون له حق بعد ذلك ان يطالب بأي شئ. فان من يفرط في صوته.. يفرط في وجوده! * الدكتورة يمن الحماقي: إنني علي أهمية هذه القضية والمطالبة بتوجه مجتمعي ودور فاعل لمضاعفة نسب المشاركة. وما يحزنني انني عندما طرحت موضوع المشاركة علي طلاب الجامعة الأسبوعين الماضيين وجدت لديهم الرغبة في المشاركة لكني أيضا وجدت لديهم جهلا حقيقيا بقواعد المشاركة والأحزاب الموجودة وما إلي ذلك.. مما يفرض بذل الجهد للتثقيف السياسي للشباب.. وبالنسبة للظواهر السلبية في العملية الانتخابية فانه يجب تطبيق تحديد سقف الإنفاق, وبالنسبة للنظام الفردي في الانتخابات.. فانني أتفق مع ما قيل.. فهو ليس الأفضل.. أما عن اللجنة العليا للانتخابات.. فأنها مشكلة علي مستوي عال.. وتستحق كل التقدير.. وان كانت في حاجة الي تطوير نظامها المؤسسي ودعمها بالإمكانيات.. وأود أيضا التحدث عن دور الأحزاب ويسعدنا تقدمها وان يكون لها دورا في الحياة السياسية.. ولكن وكما قيل فان الخلافات الداخلية فيها تؤثر سلبا علي نشاطها وتصيبها بالانقسامات.. أما الأمن.. فقد بذل جهدا خارقا.. وقد لمست هذا بنفسي.. بل إن جماعة الأخوان تسببت في الشغب ولكن الأمن تحلي بضبط النفس.. وبعد هذا.. فلابد بالطبع أن أتحدث عن' كوتة المرأة'.. فإنني أري أنها أحدثت نشاطا سياسيا رائعا وأفرزت كوادر نسائية علي مستوي عال من كل الأحزاب.. ومن المستقلين.. وخاضت المرشحات تجارب ميدانية خصبة.. * الدكتور أحمد رفعت: تعقيبا علي ما قاله الأستاذ عصام شيحة فإننا كنا سعداء بنهضة حزب الوفد ودخوله الساحة السياسية.. فنحن نريد أن تكون عندنا أحزاب قوية متنافسة.. ولكن ما أثار قلقي هو المفهوم الذي كان لدي الأحزاب بأن الحزب الحاكم كان عليه توزيع النسب في الدوائر الانتخابية بشكل أفضل. * الأستاذ عصام شيحة: أنا قصدت انه بحصول الحزب الوطني علي ثلثي عدد المقاعد زائد عشرين.. فانه لا يضيره ان الأحزاب الأخري تتصارع علي باقي الثلث! * الدكتور أحمد رفعت: معني انه:' لا يضيره'.. انه هو الذي يقسم الحصص.. والحقيقة ان هذا الشعور لدي المعارضة هو:' مربط الفرس'.. فاذا اعتمدت الأحزاب علي.. ان الحزب الوطني سيعطيها.. فانها بهذا تفقد القدرة علي تطوير نفسها بنفسها.. أما بالنسبة لنظام الانتخاب الفردي.. فانني أتفق علي ضرورة اعادة النظر فيه ودراسة نظام' القائمة النسبية'.. كما اتفق علي ضرورة توفير الامكانيات للجنة العليا للانتخابات لتمارس صلاحياتها كاملة وبسهولة.. وان كانت المشكلة انها لا تعمل الا وقت الانتخابات فقط. * المستشار عادل عبد الباقي: ان الشعور بالإحباط بعد النتائج يرجع الي ثلاثة عوامل هي: تدني نسبة المشاركة عدم تطبيق القانون بحسم فكان استخدام سلاح البلطجة والمال وعدم توفيق أحزاب المعارضة. وبالنسبة لتدني المشاركة فان السبب في رأيي هو عدم انتظام كشوف الناخبين.. ولذلك لابد من جهد جاد يعيد التسجيل.. أما استخدام المال والبلطجة.. فانه لابد من تطبيق حاسم وفوري للقانون.. وبالنسبة لعدم توفيق أحزاب المعارضة.. فانني أتفق علي ضرورة الأخذ بنظام القائمة النسبية. * الدكتور محمد حسن الحفناوي: عندنا قاعدة في الطب تقول انه اذا لم تشخص جيدا.. لن تعالج جيدا. ولذلك لابد وهذه الندوة بداية من تحليل موضوعي لما جري.. واذا تناولنا الانتخابات فاننا نجد فيها جوانب ايجابية نبني عليها.. ومنها تأكيد ان مصر قادرة علي ادارة شئونها بآليات مثل اللجنة العليا حتي وان كانت تحتاج الي دعم ومنها مشاركة19 حزبا سياسيا والاهتمام العالمي بها. ولقد شارك الحزب الوطني بكوادره في كل الدوائر.. وقد مارس الحزب نشاطا واسعا علي مدي السنوات السابقة.. ومن نتائج الانتخابات ما تكشف من ان' الأخوان المسلمين'.. ليسوا اكثر من ظاهرة صوتية رغم كل ضجيجهم... وبالطبع فانه كانت هناك سلبيات كما ذكرتم.. ومثلا: لماذا يقتصر التسجيل في كشوف الناخبين.. علي ثلاثة أشهر فقط في السنة. ولماذا لا يكون الانتخاب بالرقم القومي.. ثم لماذا يكون مندوب المرشح في اللجنة الفرعية من بين المقيدين في كشوف ناخبيها ولماذا لا يكون الاكتفاء بأن يكون مسجلا في الدائرة. * محمود مراد: اذا سمحتم لي ببعض الملاحظات.. فالمطالبة بأن يكون الانتخاب بالرقم القومي غير قانوني لأنه يثبت شخصية حامله لكن لا يعطيه حق الانتخاب اذ من الممكن ان يكون محروما من مباشرة حقوقه السياسية لأسباب قانونية. وأتفق مع تجديد كشوف الناخبين. ولعلني أضيف ان العدد المقيد الآن40 مليونا و219 ألفا.. وهذا رقم كبير وأعتقد ان عددا كبيرا منهم قد توفي أو سافر للهجرة في الخارج.. وبالنسبة للجنة العليا للانتخابات برئاسة رئيس استئناف القاهرة.. فهي ضرورة.. ومطلوب بالفعل دعمها, ولهذا فاننا نقترح ان تكون لها أمانة فنية مستمرة وتعمل طوال الوقت بالتنسيق مع المجلس القومي لحقوق الانسان وادارة الانتخابات في وزارة الداخلية وغيرها. * الدكتور نبيل حلمي: ان العملية الانتخابية تتجه بنا الي مزيد من الممارسة الديمقراطية.. وانني اتفق مع ما قيل عن تحديث كشوف الناخبين.. والنشاط التثقيفي السياسي في الجامعات وتدريب الشباب سياسيا.. وهنا يبرز دور الاعلام.. والجامع.. والكنيسة.. أما عن اللجنة العليا للانتخابات فانه لابد من تقديرها لأنها مفتاح استقلال العملية الانتخابية.. وان كنت أتفق علي ضرورة دعمها وتطويرها.. وبالنسبة لعدم توفيق الأحزاب.. فانها لم تنشط كما ينبغي. في حين ان الحزب الوطني ومنذ الانتخابات الماضية اعتبر نفسه يواجه التحدي. * الدكتور محمد حسن الحفناوي: ان الحزب له سبعة آلاف وحدة في كل المحافظات.. * الدكتور نبيل حلمي: نعم ومن المؤشرات الايجابية ما حدث من متابعة للانتخابات من المجلس القومي لحقوق الانسان.. ومن المنظمات الأهلية و497 مراسل اعلامي لصحف وشبكات تليفزيون ووكالات أجنبية * الأستاذ عصام شيحة: أود اضافة انني كوفدي حزين جدا ومحبط بسبب النتائج وخاصة عدم توفيق: منير فخري عبد النور. * محمود مراد: شكرا لحضراتكم.