الفيلم السعودي «تشويش» يواصل حصد الجوائز عالميًّا    ارتفاع عيار 21 الآن بالمصنعية.. تحديث سعر الذهب اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025    سعر الذهب اليوم بالصاغة.. ارتفاع كبير في عيار 21 والسبيكة ال50 جرام تقفز 8000 جنيه    تباين مؤشرات البورصة المصرية رغم صعود المؤشر الرئيسي وخسائر محدودة في رأس المال السوقي    نتنياهو فى حديث متوتر: تصريحات ترامب تعني عمليا أن الجحيم سينفجر    قمة «شرم الشيخ للسلام»    «قبّلها أمام الجمهور».. ترامب يمنح أرملة تشارلي كيرك قلادة رئاسية (فيديو)    أجواء خريفية منعشة وشبورة صباحية.. تفاصيل حالة الطقس اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 في مصر    «السكك الحديدية»: حركة القطارات لم تتأثر بحادث «قطار سوهاج»    باسم يوسف يكشف عن أسوأ غلطة في حياته !    إغلاق مؤقت للمتحف المصري الكبير استعدادًا للافتتاح الرسمي في نوفمبر    كل ما تريد معرفته عن سكر الدم وطرق تشخيص مرض السكري    العكلوك: تكلفة إعادة إعمار غزة تبلغ 70 مليار دولار.. ومؤتمر دولي مرتقب في القاهرة خلال نوفمبر    تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية في غزة يدعم الجهود الأمنية    قرار عاجل في الأهلي بشأن تجديد عقد حسين الشحات    اتحاد الصناعات: الدولة تقدم دعمًا حقيقيًا لإنقاذ المصانع المتعثرة وجذب الاستثمارات الصناعية    وزير العمل: لا تفتيش دون علم الوزارة.. ومحاضر السلامة المهنية تصل إلى 100 ألف جنيه    في شهر الانتصارات.. رئيس جامعة الأزهر يفتتح أعمال تطوير مستشفى سيد جلال    اليوم، غلق لجان تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب    مميزات وعيوب برج السرطان: بين العاطفة والخيال والحنان    داليا عبد الرحيم تهنئ القارئ أحمد نعينع لتعيينه شيخًا لعموم المقارئ المصرية    الكنيسة الكلدانية تحتفل بختام ظهورات العذراء سيدة فاتيما في مصر    هيئة الدواء: تصنيع المستحضرات المشعة محليًا خطوة متقدمة لعلاج الأورام بدقة وأمان    ترامب: بوتين لا يرغب بإنهاء النزاع الأوكراني    ترامب يهدد بفرض عقوبات على إسبانيا بسبب رفضها زيادة الإنفاق في «الناتو»    نجم الزمالك السابق يكشف عن «أزمة الرشاوي» في قطاع ناشئين الأبيض    هتكلفك غالي.. أخطاء شائعة تؤدي إلى تلف غسالة الأطباق    ظهور دم في البول.. متى يكون الأمر بسيطًا ومتى يكون خطرا على حياتك؟    بالصور.. محافظ الغربية في جولة بمولد السيد البدوي بمدينة طنطا    حكومة غزة: شرعنا بتطبيق القانون ومستعدون لتسليم الحكم وفق قرار وطني فلسطيني    عمقها 30 مترًا.. وفاة 3 شباب انهارت عليهم حفرة خلال التنقيب عن الآثار بالفيوم    دماء في أم بيومي.. عجوز يقتل شابًا بطلق ناري في مشاجرة بقليوب    السجن المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه لتاجر مخدرات في قنا    صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات إلى 4.8% في العام الحالي    ارتفاع مفاجئ في الضاني وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    تعرف على المنتخبات المتأهلة لكأس العالم بعد صعود إنجلترا والسعودية    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان غير موفقًا    عمورة يوجه ضربة ل صلاح، ترتيب هدافي تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026    رونالدو يحقق رقما قياسيا جديدا في تصفيات كأس العالم    بالفوز على كينيا وبدون هزيمة، كوت ديفوار تحسم تأهلها رسميا إلى مونديال 2026    أحمد نبيل كوكا يطلب أكثر من 30 مليون جنيه لتجديد عقده مع الأهلي    لدورها الريادي في نشر المعرفة: مكتبة مصر العامة بقنا تحصد جائزة «مكتبة العام المتنقلة 2025»    «بتخرج من المشاكل زي الشعرة من العجين».. 3 أبراج محتالة ومكارة    معرض حى القاهرة الدولى للفنون فى نسخته الخامسة لمنطقة وسط البلد لعرض أعمال ل16 فنانا    رسميًا.. موعد امتحانات الترم الأول 2025-2026 في المدارس والجامعات وإجازة نصف العام تبدأ هذا اليوم    للتعامل مع الحيوانات الضالة.. قنا تقرر إنشاء ملجأ للكلاب بعيدًا عن المناطق السكنية    مصرع شخصين في تصادم سيارتي نقل على الطريق الصحراوي الغربي بالمنيا    «توت عنخ آمون يناديني».. الكلمات الأخيرة ل «كارنافون» ممول اكتشاف المقبرة الملكية (فيديو)    في 3 أيام .. وصفة بسيطة لتطويل الأظافر وتقويتها    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء الأربعاء 15 أكتوبر 2025    متى يكون سجود السهو قبل السلام؟.. أمين الفتوى يوضح حكم من نسي التشهد الأوسط    هل شراء شقة عبر البنك يُعد ربا؟.. أمين الفتوى يوضح    الجامعة الأمريكية تنظم المؤتمر ال 19 للرابطة الأكاديمية الدولية للإعلام    ورشة عمل لاتحاد مجالس الدولة والمحاكم العليا الإدارية الإفريقية    دار الإفتاء توضح حكم تنفيذ وصية الميت بقطع الرحم أو منع شخص من حضور الجنازة    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    إثيوبيا ترد على تصريحات الرئيس السيسي: مستعدون للانخراط في مفاوضات مسئولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 12 - 2010

استدرجوا الزمالك لاختراع مبدأ الإعارة من ناد لمنتخب‏..‏ التعليم قضية وطن قبل أن تكون مشكلة وزير‏!‏ **‏ الثوابت لا مفاوضات فيها لاستحالة التفريط بها‏!‏
مبدأ لا أظن أنه يقبل الشك أو يتحمل الاختلاف‏!.‏
واحد يعرض عليك رشوة وأنت لا ترتشي‏..‏ هنا مبدأ التفاوض مرفوض تماما والدخول فيه خطيئة لأنه قد يأخذنا إلي الخطأ‏!.‏
القوانين واللوائح المنظمة للعلاقة بين لاعب الكرة المحترف وناديه واضحة وصريحة ودقيقة‏..‏ وأنا هنا بالتأكيد وللتأكيد لا أتكلم عن الاتحاد المصري لكرة القدم ولوائحه الخاصة سواء في هذه النقطة أو أي نقطة لأنه عمليا وعلميا يستحيل مقارنة الكلام الموجود عندنا باللوائح الحقيقية في دول العالم المختلفة لما في كلامنا المكتوب الذي نسميه تجاوزا لوائح تناقض بين المواد ونقص في البنود وتجاهل لحقوق وإغفال لكل ما يجب أن يكون‏...‏
ولهذا أوضح وأؤكد أن كلامي عن اللوائح والقوانين الصادرة عن الفيفا في كل ما يخص كرة القدم وفي حالتنا التي أعرضها اليوم‏..‏ اللوائح التي تنظم علاقة اللاعبين المحترفين حول العالم بالأندية التي يلعبون لها وبالاتحادات الوطنية التي ينتمون إليها حيث توجد نقاط تعارض بين مصالح الأندية التي تدفع للاعب والاتحادات الوطنية ومنتخباتها التي لها حق في اللاعب ليمثلها في الارتباطات الدولية‏...‏
اللوائح نظمت هذه النقطة بما يمنع الاجتهاد لأن ما هو مفسر لا يفسر‏..‏
علي الساحة حاليا قضية مثارة حولها خلاف رغم أنها واضحة ومفسرة ولا تحتاج إلي اجتهاد‏!‏
لاعب هو حسين ياسر المحمدي‏..‏ قطري محترف في نادي الزمالك‏..‏ طلب من ناديه الزمالك المحترف فيه بعقد رسمي خاضع بالطبع للوائح الفيفا المنظمة لهذه المسألة‏..‏ طلب الانضمام لمنتخب بلاده‏..‏ وصله استدعاء من الاتحاد القطري للمشاركة في كأس الخليج المقامة في اليمن‏..‏ رفض الزمالك الطلب والرفض ليس اعتراضا من الزمالك علي اللوائح أو رفضا لها إنما هو في الواقع تنفيذ دقيق للوائح وما وضعه الفيفا‏...‏
الاتحاد الدولي نظم العلاقة بين الاتحادات الوطنية التي لها حق في لاعبيها وبين الأندية التي تدفع دم قلبها لهؤلاء اللاعبين المحترفين‏...‏
الاتحاد الدولي حدد البطولات أو اللقاءات التي يحق للاتحادات أن تستدعي فيها لاعبيها حتي لا تضار الأندية من غيابهم خلال الموسم لأن النادي يدفع للاعب ليستفيد من وجوده وليس ليعاني من غيابه‏..‏
كأس الخليج بطولة ليست مدرجة علي أجندة الاتحاد الدولي ومن ثم لا يحق للاتحادات المشاركة فيها أن تستدعي محترفيها لها وهذا ما حددته لوائح الفيفا وهذا ما استند إليه الزمالك في رفضه والقرار صحيح والزمالك علي حق‏...‏
اللاعب لم يلتزم بقرار الزمالك وسافر وانضم للمنتخب القطري رغم أنف اللائحة التي تمنع ذلك‏...‏
جهاز الكرة بالزمالك وقع علي اللاعب العقوبة المحددة في العقد المبرم مع اللاعب وخاطب الاتحاد القطري لأجل عودة اللاعب لكنه لم يرجع والذي حدث بعد ذلك هو ما أريد التوقف أمامه‏...‏
مسئول من الاتحاد القطري حضر إلي القاهرة وقابل مسئولا أو مسئولين في مجلس إدارة الزمالك‏..‏ حضر ليتفاوض علي مبدأ مفروض أنه لا تفاوض فيه‏...‏
اللائحة تجبر اللاعب علي العودة فورا لأنه لا يحق له المشاركة في هذه البطولة علي غير رغبة ناديه وهذه مسألة واضحة ومفسرة ولا تفاوض عليها لأن قبول الزمالك مبدأ المساومة علي حق له يجلب عليه مشكلات لن تنتهي لأنه إرساء لسابقة خاطئة سيتم الاستناد إليها في كل مشكلة‏...‏
السابقة الخاطئة هي عن قبول التفاوض علي استثناء لاعب من خطأ قام به مقابل مبلغ مالي‏!.‏ بمعني أوضح مسئول الزمالك أو مسئولوه في مجلس الإدارة قبلوا أن يتم التفاوض حول ثوابت لا كلام فيها لأن اللاعب لا حق له قانونا وفقا للوائح في ترك ناديه واللعب مع منتخب بلاده ومع هذا قبلوا المساومة علي تجاوز ما حددته اللائحة مقابل فلوس‏!.‏
مسئولو إدارة الزمالك قبلوا التفاوض علي مبدأ ثابت واضح في لائحة مقابل مبلغ مالي يقبضه الزمالك وهذا خطأ‏!.‏ لماذا؟‏.‏
لأن ما حددته اللوائح لا يملك أحد التفريط فيه تحت أي مسمي حتي لو كان المقابل ملايين الدولارات وليس‏100‏ ألف دولار‏..‏ لأن هذه اللوائح هي الضمان الوحيد للحقوق والواجبات ولا غض للبصر عنها أو التفاف حولها‏!‏
للأسف وافقوا هنا في الزمالك علي التفاوض ووصلوا إلي اتفاق بمقتضاه حصل المسئول الكروي القطري علي موافقة من مسئولي إدارة الزمالك علي مشاركة اللاعب في كأس الخليج بالمخالفة للائحة التي تعطي للنادي حق الاستفادة من اللاعب لا التضرر من غيابه‏!.‏
وافقوا ولا أعرف إن كانت الموافقة مكتوبة أم شفهية وفي الحالتين الخطأ وقع والمصيبة فادحة لأنها أصبحت سابقة يتم الاستناد إليها فيما هو قادم‏..‏ وأي قانون بالإمكان الالتفاف حوله وعدم تنفيذه بالفلوس‏!‏
ونفذ اللاعب ما أراده وسافر مع المنتخب إلي اليمن وشارك وأصيب وإصابته في الكتف وتصريح المدير الفني للمنتخب القطري أوضحت عن حاجة اللاعب إلي جراحة متوقع أن تبعد اللاعب شهرا عن الملاعب‏...‏
الفلوس التي قبل مسئولو الزمالك التفاوض علي مبدأ لأجلها لم ترسل ويبدو أن هناك مشكلة بسببها ربما تجعلها لا تأتي‏..‏
اللاعب الذي لم يمتثل لقرار جهاز الكرة وسافر بدون موافقته‏..‏ لا أحد يعرف متي سيعود ومن سيعوض الزمالك عن فترة غيابه‏...‏
الزمالك إن اشتكي للفيفا ولا بد أن يتقدم وفورا بشكوي لأجل حقوقه‏..‏ ربما يفاجأ وأغلب ظني أنه سيفاجأ برد من الفيفا يقول فيه إن النادي وافق علي اشتراك هذا اللاعب في البطولة والموافقة مخالفة لما حدده الاتحاد الدولي وطالما وافقتم واعتبرتموها إعارة وهذا الاعتبار خاطئ بل وفضيحة لأنها السابقة الأولي التي نسمع فيها عن إعارة من ناد إلي منتخب ثم إنه أصلا لا توجد في قاموس الكرة ولوائحه إعارة قطاعي أي لأسبوعين‏.‏
أغلب ظني أن الفيفا سيقول إنه طالما قبلتم الالتفاف حول اللوائح الواضحة فمن أي شيء تشكون؟‏.‏ هل تشكون لأنهم لم يدفعوا ال‏100‏ ألف دولار؟‏.‏ هل تطلبون فلوس مقابل سابقة الإعارة التي اخترعتموها حيث لا وجود لها في لوائح وحيث إنها المرة الأولي التي يعيد فيها ناد لاعبا للمنتخب الذي ينتمي إليه‏!‏
هل تشكو إدارة الزمالك من أن اللاعب سافر رغما عن النادي بالمخالفة للوائح؟‏.‏ ممكن‏..‏ لكن ماذا عن التفاوض الذي تم حول مبدأ لا تفاوض فيه أو عليه والوصول إلي اتفاق مضحك باعتبار غياب اللاعب غير القانوني إعارة والقانون واللوائح في كرة القدم حددت للإعارة نظاما ومواعيد وقصرتها فيما بين الأندية فقط‏!‏
الصبر يارب‏!‏
‏......................................................‏
‏**‏ اقرأوا معي هذه الرسالة‏:‏
الأخ الفاضل المحترم الأستاذ إبراهيم حجازي
تقديري وعظيم احترامي
نفسي يا أستاذ إبراهيم حد يعارضني ويقنعني ويقول لي أسباب ومبررات عدم الاستجابة لدعوتي بإشراف القوات المسلحة إداريا علي المدارس علي أن تترك العملية العلمية الفنية والمهنية للمعلمين‏,‏ ومش عايز بصراحة أطول عليك في دواعي الاقتراح تفصيلا وتنقيحا وحسبي القول إن السيوف والمطاوي وجميع أنواع المخدرات قد دخلت دور العلم‏,‏ ناهيك عن الضبط والربط المفقودين عند التلميذ أو الطالب والمعلم معا‏,‏ وأصبح حال التعليم الذي يقولون إنه قضية أمن قومي لا يرضي عدوا أو حبيبا بل دعني أقل لك إنه ينذر بمستقبل خطير ودعنا من الهروب من لب الأزمة وجوهرها بالحديث عن تطوير المناهج وبناء ألف مدرسة وهذا جميل جدا ولكن لا يجب أن نغفل أو نتغافل وعن عمد أو قلة حيلة أو سعيا إلي الدعة والراحة وبلا وجع دماغ‏.‏
لا يجب أن نغفل إن لم تتجه أي عمليات تطويرية أو تنموية أو إصلاحية إلي الإنسان المصري المخاطب بكل هذا تصبح تلك المجهودات قبض ريح وضربا في الهواء ومش عارف إحنا مستنيين إيه ومش عارف إيه الشلل ده وكلامنا يوزن بالأطنان في شتي وسائل الإعلام عن التعليم وحركتنا لاقتلاع جذور الأزمة توزن بالمليجرامات‏.‏
كفانا رغيا وبحوثا ومؤتمرات وندوات وسماع آراء الخبراء‏..‏ ألم تقل لنا يا أستاذ إبراهيم في مقالات سابقة فتش عن الإدارة عند الحديث عن نجاح أو فشل الأندية‏..‏ إذن فتشوا عن إدارة المدارس‏.‏
حرام عليكم مصر إنتم مستنيين إيه؟‏..‏ أعيدوا ضابط وصف الضباط إلي المدارس مثلما كان في الستينات والحديث يطول‏.‏
أقول قولي هذا وأستغفر الله لكل من بيده قرار الإصلاح الجذري‏.‏
عبد الجواد محمد صدقي
المحامي بالنقض الإسكندرية
انتهت الرسالة التي تتكلم في قضية مفتوحة وبلا تقدم من سنين طويلة جدا وأظنها ستبقي مادمنا نعتقد أنها قضية أي وزير يرأس هذه الوزارة‏..‏ وطالما لا نحاول رؤية الحقيقة‏..‏
والحقيقة أن ما وصل إليه التعليم من تدهور نتاج منطقي وطبيعي لتدهور مجالات أخري ألقت بخلاصة مشكلاتها علي رأس وزارة تعليم مطلوب من وزيرها وحده أن يزيح تلالا من الهموم المتراكمة من كل جهة علي التعليم لأجل أن يكشف عن ملامح الطريق الذي يبدأ من عليه أولي خطوات الإصلاح‏..‏
يا سيدي أنا مع اقتراحك الذي أود بداية أن أوضحه حتي لا يبدو علي خلاف ما تقصده أنت وما فهمته أنا‏..‏ لأن القوات المسلحة في تقديري عندها من المسئوليات ما يكفيها واستحالة أن تشرف إداريا علي المدارس لأنه ليس دورها ولن يكون ولم يكن دورها زمان‏..‏ حيث كان ضباط الصف المعلمون الموجودون في المدارس دعما من القوات المسلحة بكوادر المعلمين العسكريين لوزارة التعليم وليس إشرافا من القوات المسلحة علي التعليم أو وزارة التعليم ووجودهم وجود للانضباط والنظام والالتزام في حياة أطفالنا وشبابنا الذين تفتحت عيونهم ونمت مداركهم علي ما هو إيجابي في أهم مرحلة سنية وأهم مؤسسة تربوية‏...‏
في مدرسة القناطر الخيرية الإعدادية الثانوية لحقت أواخر هذه التجربة العظيمة والأستاذ لاشين ضابط المدرسة من هؤلاء المعلمين العسكريين في المدرسة المصرية وفضلهم لا ينسي في العملية التربوية والفارق هائل بين أن تتفتح عيون جيل علي انضباط أو انفلات‏...‏
يا سيدي‏..‏ أتمني عودة هؤلاء المعلمين العسكريين لأن طابور المدرسة وتحية العلم وترديد النشيد الوطني كل صباح أمور تراجعت إلي أن اختفت بعد رحيل الضباط والمعلمين العسكريين من المدرسة‏..‏ اختفت بفعل فاعل أم جهلا أم إهمالا‏..‏ الله وحده الأعلم والمهم أنها راحت واختفت وتلك جريمة في حق الوطن والحمد لله أن وزير التعليم الحالي أحمد زكي بدر صمم علي عودة الطابور ورفع العلم وترديد النشيد الوطني‏..‏ وشيء أفضل من لا شيء لأن الصغار والشباب ليس أمامهم في المدرسة من يخبرهم ويعلمهم أنها ليست شكليات ولا هي تحكمات وزير إنما هي جوهر الانتماء لأن العلم رمز مقدس لوطن وليس قطعة قماش‏..‏
الصغار والشباب في المدرسة لا يعرفون ولم يجدوا من يعرفون منه‏..‏ لا في البيت ولا في الشارع ولا في المدرسة ولا في الإعلام‏..‏ وكل ما يجدونه حولهم عنف وسلبيات ونماذج سيئة‏..‏ فماذا ننتظر منهم غير الفلتان؟
يا سيدي‏..‏ المعلم الموجود في المدرسة أهدرنا دماءه بالراتب الضئيل الذي يتقاضاه وبالنظرة التي تخلو من أي احترام وبتحطيم حلقة التبجيل المستحقة للمعلم‏...‏
يا سيدي‏..‏ كل المتناقضات تلاقت ووقعت علي رأس التعليم وأصبحت قوي دفع متضادة وليست في اتجاه واحد والطبيعي أن تتلاشي ويبقي الأمر علي ما هو عليه أو يتراجع للوراء‏...‏
يا سيدي‏..‏ في المدرسة المصرية قرابة ال‏16‏ مليون طالبة وطالب‏...‏
يا سيدي‏..‏ رفعنا شعار مجانية التعليم منذ نصف قرن وأكثر والمصروفات المدرسية بضعة جنيهات ربما كانت ذات قيمة منذ نصف قرن لكنها لا شيء الآن‏...‏
يا سيدي‏..‏ ميزانية التعليم قبل‏30‏ سنة كانت أقل من مليار جنيه والآن تخطت ال‏25‏ مليار جنيه‏.‏ ولا تكفي ولا مثلها يكفي‏.‏
يا سيدي‏..‏ ولي الأمر يدفع حاليا ملاليم في المصاريف المدرسية بالمقارنة لما يدفعه من آلاف الجنيهات في الدروس الخصوصية‏...‏
يا سيدي‏..‏ المعلم يقبض راتبا مهينا وهناك معلمون رواتبهم وفقا لعقودهم المؤقتة يقبضون أقل من‏300‏ جنيه في الشهر أي أقل‏100‏ جنيه عن راتب حد الفقر‏..‏ فكيف يعيش هذا المعلم الذي دفعناه دفعا للدروس الخصوصية أو أي عمل آخر يوفر له دخلا يستطيع أن ينفق منه علي أسرة في رقبته وحقه أن يعيش وحق أسرته أن تعيش‏.‏
يا سيدي‏..‏ الدولة تبني كل سنة عددا لا حصر له من المدارس وتكلفتها رهيبة ومع هذا الفصول مزدحمة والاحتياج قائم ومستمر لمدارس جديدة‏...‏
يا سيدي‏..‏ الراتب العادل للمعلم حق له وضمانة للمجتمع لأنه لو توفر للمعلم الراتب الذي يكفل له ولأسرته حياة كريمة يقيني أنه سيتفرغ لمهنته ورسالته كمعلم ووقتها بنسبة‏95‏ في المائة الدروس الخصوصية والسبعة مليارات جنيه التي يدفعها أولياء الأمور سنويا في الدروس الخصوصية سوف تتوقف وآلاف الجنيهات التي يتحملها ولي الأمر شهريا سيتم توفيرها‏..‏
يا سيدي‏..‏ لو فرضنا وهذا محض افتراض أو مجرد اقتراح في الهواء حتي لا يظن أحد أنني أحاول المساس بمجانية التعليم‏!..‏ لو تخيلنا مجرد تخيل أن المصروفات المدرسية الحكومية رفعناها‏150‏ جنيها أي أن ولي الأمر يدفع‏150‏ جنيها زيادة‏..‏ أتعرف أن ال‏150‏ جنيها من‏16‏ مليون طالب تساوي مليارين ونصف المليار من الجنيهات‏.‏
وفي إطار نفس التخيل‏..‏ لو قلنا أيهما أفضل لولي الأمر ال‏150‏ جنيها فوق المصاريف أم آلاف الجنيهات دروسا؟
يا سيدي‏..‏ مجانية التعليم حق أصيل لكل مواطن إلي أن يتعلم أطفاله القراءة والكتابة والحساب ويحصلوا علي الشهادة الابتدائية وبعد ذلك مجانية التعليم تكون للمتفوق والتفوق ليس مقصورا علي الأغنياء بل إن نتائج الشهادات العامة وأولها الثانوية الأغلبية الكاسحة من الأوائل من الأقاليم ومن أبناء أهالينا البسطاء‏.‏
يا سيدي الدولة وحدها لن تقدر علي مصروفات التعليم وأمريكا بجلالة قدرها لا تتحمل حكومتها كل هذه المصاريف ومن المستحيل أن تقدر الحكومة عندنا وحدها علي متطلبات إصلاح هيكل أجور المعلمين علما بأن الأجور صلب قضية الإصلاح‏.‏
يا سيدي‏..‏ ال‏150‏ جنيها التي أتكلم عنها زيادة في المصاريف هي يقينا لا تمس مجانية التعليم لأنها في الواقع الذي لا نريد أن نراه تعتبر واحدا علي ثلاثين مما يدفعه ولي الأمر في الدروس‏..‏ ومع هذا فإن ال‏150‏ جنيها تعمل‏2.5‏ مليار جنيه زيادة في ميزانية التعليم‏.‏
يا سيدي‏..‏ أعتقد أن‏2.5‏ مليار جنيه ترفع راتب المعلم نهائيا من خانة المئات‏..‏ وال‏300‏ جنيه ممكن أن يكون ألفا أو‏1500‏ أو‏2000‏ جنيه‏.‏
يا سيدي‏..‏ ال‏150‏ جنيها لم تعد مبلغا يقصم ظهر ولي الأمر لأنها ثمن كيلو لحمة و‏2‏ كيلو طماطم‏..‏
ياسيدي ال‏150‏ جنيها من ال‏16‏ مليون طالب تساوي‏2.5‏ مليار جنيه نصلح بها الرواتب‏...‏
القضاء علي الراتب المهين للمعلم يقضي علي الدروس الخصوصية ويوفر علي ولي الأمر آلاف الجنيهات‏...‏
ياسيدي أيهما يقصم ظهر ولي الأمر ال‏150‏ جنيها التي اقترحتها أم آلاف الجنيهات التي يدفعها بالفعل في الدروس الخصوصية‏..‏
يا سيدي‏..‏ تزيد المصاريف‏150‏ جنيها أم تبقي وتعيش الدروس الخصوصية؟‏..‏
الصبر وحده لا يكفي يارب‏!‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.