في أجواء تنذر بتصعيد جديد للصراع في شبه الجزيرة الكورية قبل ساعات من انطلاق المناورات العسكرية الأمريكية- الكورية الجنوبية اليوم- الأحد- توعد قائد مشاة البحرية الكورية الجنوبية برد الصاع صاعين والانتقام بضراوة ألف مرة. بعد أيام من الهجوم الكوري الشمالي الذي أسفر عن مقتل جنديين من مشاة البحرية الكوريين الجنوبيين. وذلك في الوقت الذي طالب فيه محتجون الحكومة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة للتصدي الشطر الشمالي. فقد أقيم بالأمس في سول حفل تأبين للجنديين الكوريين, حيث أطلقت القوات الكورية الجنوبية أعيرة نارية في الهواء, بينما تعالي بكاء أفراد عائلتيهما, كما أدي مسئولون التحية العسكرية أثناء مرور الموكب الجنائزي بعد أيام من القصف المدفعي الكوري الشمالي علي جزيرة كورية جنوبية صغيرة في أعنف هجوم علي الشطر الجنوبي منذ إعلان الهدنة عام1953. ومن جانبه تعهد الجنرال يو ناك جون قائد قوات مشاة البحرية بالثأر لضحايا القصف الشمالي بأي ثمن, وأكد أن كل مشاة البحرية- سواء من في الخدمة أو الاحتياط- سينتقمون لرفاقهم آخذين في الاعتبار الغضب والعداء الذي يشعرون به اليوم. وكانت الجنازة بمثابة الشرارة لانطلاق ثلاث مسيرات احتجاجية منفصلة مناهضة لبيونج يانج اجتاحت شوارع العاصمة الجنوبية سول. وهتف أكثر من ألف من قوات مشاة البحرية المخضرمين في وسط سول قائلين: حان الوقت للتحرك.. حان الوقت للثأر.. لنضرب قصر الرئاسة في بيونج يانج, وأشعل أفراد من قدامي مشاة البحرية الكورية الجنوبية في وسط سول النيران في صور للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل وخليفته المنتظر- ابنه- كيم جونج أون. ونظم أعضاء من فريق التدمير تحت الماء الذي يتدرب علي أعمال تخريبية احتجاجا ضد كوريا الشمالية والحكومة في سول لتجاهلها تضحياتهم أثناء مهام تجسس. واندلعت اشتباكات واستخدم رجال الشرطة اسطوانات إطفاء الحريق لتفرقة الحشود, وقال أعضاء الفريق لا يسعنا سوي إبداء غضبنا تجاه تصرف وزارة الدفاع والحكومة بوجه عام لفشلها في توجيه رد ثأري مناسب. وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك سيعقد خلال ساعات اجتماعا لمسئولي الأمن, بينما أكدت وسائل إعلام محلية أن وزير الدفاع الكوري الجنوبي الجديد دعا لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه كوريا الشمالية. كما نقلت صحيفة تشوسون إيلبو عن وزير الدفاع الجديد كيم كوان جين قوله لمساعدين رئاسيين نحن بحاجة للتعامل مع استفزازات كوريا الشمالية بقوة.. نحن بحاجة للرد بشكل أقوي عشرات المرات. في الوقت نفسه, أشارت صحيفة كوريا إيكونوميك ديلي إلي أن الحكومة اقترحت زيادة ميزانية الدفاع لعام2011 بنسبة %5.8 إلي نحو27 مليار دولار, وهو ما يزيد عن نسبة الزيادة هذا العام التي بلغت %3.6, مرجحة احتمال موافقة البرلمان علي ميزانية دفاعية أكبر بعد القصف الكوري الشمالي الأسبوع الماضي لجزيرة يون بيونج قرب الحدود البحرية المتنازع عليها. وكان أعضاء في البرلمان قد انتقدوا بشدة حكومة الرئيس لي ميونج باك لعدم الرد بالقوة الكافية, وهو ما أدي إلي استقالة وزير الدفاع من منصبه وتولي كيم المنصب. وذكرت وكالة يونهاب أيضا أن سول تبحث تصنيف جارتها علي أنها العدو الرئيسي, وذلك للمرة الاولي منذ ست سنوات. ونقلت الوكالة عن مسئول عسكري كوري جنوبي, لم تذكر اسمه, انه ربما يتم استخدام هذا التصنيف في تقرير عسكري حكومي عقب الهجوم الذي تعرضت له جزيرة يوينيونج الكورية الجنوبية. ومن المقرر أن تبدأ اليوم مناورات عسكرية أمريكية- كورية جنوبية في البحر الأصفر, فيما يعد تحديا صريحا للشطر الشمالي وتأكيدا علي دعم واشنطن الكامل لحليفتها كوريا الجنوبية. وفي الجانب الآخر, قالت كوريا الشمالية أمس إنه إذا قتل مدنيون في الهجوم الذي شنته علي جزيرة كورية جنوبية الأسبوع الماضي فسيكون ذلك أمرا مؤسفا للغاية. وأشارت كوريا الشمالية إلي أنها كانت ترد علي نيران أطلقتها كوريا الجنوبية صوب مياهها. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إذا صح ذلك فيسكون ذلك أمرا مؤسفا للغاية.. ولكن يجب أن يتحمل العدو مسئولية الواقعة باتخاذه مثل هذا التصرف غير الانساني بإقامة درع بشرية من المدنيين حول مواقع المدفعية وداخل المنشآت العسكرية. ومن ناحيته, دعا الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الصين- الحليف الوحيد والأكبر في المنطقة لبيونج يانج- إلي تكثيف الضغط علي كوريا الشمالية واستغلال تأثيرها لدفع الشطر الشمالي لتغيير سلوكه, وأضاف في مقابلة مع قناة سي.إن.إن الاخبارية التليفزيونية الأمريكية أنه يصعب معرفة سبب عدم ممارسة الصين ضغوط أكبر.. إحساسي أنهم يحاولون السيطرة علي هذا الرجل( الزعيم الكوري الشمالي).. ولست متأكدا من أنه يمكن السيطرة عليه أو حتي الوثوق به. وكان وزير الخارجية الصيني يانج جيه تشي قد اجتمع بالسفير الكوري الشمالي لدي بكين جي جاي ريونج ودعا إلي الهدوء بعد هجوم الأسبوع الماضي, كما اتصل هاتفيا بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونج هوان. وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن الأولوية القصوي الآن موجهة لإبقاء الوضع تحت السيطرة وضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث.