تصاعدت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية عشية بدء المناورات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة اليوم ردا علي هجوم بيونج يانج المدفعي علي جزيرة يونجبيونج التي تقع في المنطقة الحدودية المتنازع عليها وهي المناورات التي انتقدتها بكين.. يأتي ذلك في وقت اتفقت فيه موسكووبكين علي ضرورة منع تفاقم الازمة الكورية كما زار مسئولون صينيون كبار سول أمس بهدف بحث سبل تخفيف التوتر. واتهمت كوريا الشمالية أمس الشطر الجنوبي باستخدام دروع بشرية علي جزيرة' يونبيونج' الواقعة بالقرب من الحدود المائية المتنازع عليها بين الكوريتين. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية( بي بي سي) عن وسائل اعلام من كوريا الشمالية قولها إن الشطر الجنوبي استخدم الوفيات الناجمة عن اطلاق النار لأغراض دعائية. وأصدرت بيونج يانج أيضا تحذيرا جديدا بخصوص التدريبات العسكرية الامريكية- الكورية الجنوبية المشتركة التي من المقرر أن تبدأ اليوم وعلي مدي أربعة أيام والتي تستغرق أربعة أيام وتتضمن مشاركة حاملة الطائرات( يو اس اس جورج واشنطن) ومجموعتها المقاتلة. وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية' اذا جلبت الولاياتالمتحدة حاملتها الي البحر الاصفر, لا يمكن لأحد التنبؤ بالعواقب'. وكانت كوريا الجنوبية قد بدأت أمس مراسم تشييع اثنين من جنود قوات البحرية اللذين قتلا جراء قذف المدفعية الكورية الشمالية يوم الثلاثاء الماضي بعد مصادمات جرت بين الطرفين تعتبر الأعنف من نوعها منذ انتهاء الحرب الكورية1950-1953. وجرت مراسم التشييع في مستشفي عسكري بمدينة سونجنام, جنوبي سول شارك فيها المئات من كبار مسئولي الحكومة وكبار ضباط القوات المسلحة ورجال السياسة والدين والمنظمات المناوئة لكوريا الشمالية جراء المصادمات. في المقابل توعد قائد مشاة البحرية الكورية الجنوبية أمس برد' الصاع ألف صاع' انتقاما من هجوم كوري شمالي قتل فيه جنديان ومدنيان من كوريا الجنوبية. وقال اللفتنانت جنرال يوناك جون قائد مشاة البحرية الكورية الجنوبية' كل أفراد مشاة البحرية بمن فيهم من هم في الخدمة وأيضا مشاة البحرية من قوات الاحتياط سيثأرون للقتيلين بأي ثمن. وطلب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك من قادته العسكريين أمس إتخاذ جميع الاستعدادات اللازمة للتصدي لأية أعمال استفزازية أخري قد تقدم عليها كوريا الشمالية علي غرار القصف المدفعي الذي شنته مؤخرا علي جزيرة كورية جنوبية أثناء المناورات البحرية العسكرية التي تعتزم سول وواشنطن إجراءها في البحر الأصفر اليوم. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن الرئيس باك قوله- أثناء لقائه مع الوزراء ومسئولي الأمن المعنيين-' يجب علينا الاستعداد جيدا لإحتمال قيام كوريا الشمالية باستفزازات عسكرية أخري أثناء المناورات المشتركة التي تجري اليوم في إطار التعاون بين القوات الكورية والأمريكية. وفي تطور آخر أكد مسئولون عسكريون بكوريا الجنوبية أن بلادهم تفكر في إعادة تعريف كوريا الشمالية في تقريرها السنوي حول الدفاع علي أنها' العدو الرئيسي', لتكون المرة الأولي منذ6 أعوام من التهدئة. وفي موسكو بحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الصيني يانج جيه تشي أمس الوضع في شبه الجزيرة الكورية. جاء في بيان للخارجية الروسية أن لافروف وجيه تشي أشارا إلي ضرورة منع تفاقم الوضع والعمل علي تهيئة الظروف المناسبة للتخفيف من حدة التوتر في العلاقات بين الكوريتين وكذلك لإستئناف المحادثات السداسية. وقالت الصين العملاق الاقليمي والحليف الرئيسي الوحيد لكوريا الشمالية إنها مصممة علي الحيلولة دون تصاعد العنف ولكنها حذرت من القيام بأعمال حربية قرب ساحلها مع استعداد القوات الأمريكية والكورية الجنوبية للمناورات في البحر الأصفر. وزار مسئولون صينيون كبار سول للاجتماع مع وزير خارجية كوريا الجنوبية. ولم يتضح ماذا جرت مناقشته في الاجتماع. وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان ان عضو مجلس الدولة الصيني داي بينغ كوه ومعه وو دايوي المبعوث في القضايا النووية الخاصة بكوريا الشمالية ناقشا الوضع مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونج هوان. وقالت انباء كيودو ان وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا ونظيره الصيني تحادثا عبر الهاتف أمس وأكدا ان اليابان والصين ستسعيان الي تفادي تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت كيودو عن مايهارا قوله لنظيره الصيني' نأمل ان تظهر الصين خصائص قيادية قوية حتي لا تقدم كوريا الشمالية علي مزيد من الأعمال. وقال الجيش الأمريكي إن المناورات كان مخطط لها قبل هجوم يوم الثلاثاء الماضي بفترة طويلة وتهدف إلي ردع كوريا الشمالية وليست موجهة للصين.