تعليق

فقط‏24‏ ساعة‏..!!‏

علي الرغم من أنها مجرد‏24‏ ساعة‏,‏ فإنها بالتأكيد حاسمة‏..24‏ ساعة فقط غير أنها تمثل الخطوة الأولي في مشوار الألف ميل من التشريع الذي إن كتب له أن يكتمل سينتهي بعد‏5‏ سنوات‏..24‏ ساعة وتبدأ ملامح برلمان‏2010‏ 2015‏ في التشكيل‏.‏ وإذا كان تشكيل البرلمان أي برلمان حدثا يحظي بالأهمية باعتبار أنه صوت الشعب ووكيله في رعاية مصالحه والرقابة علي أداء الحكومة‏..‏ وعلي الرغم من أن البعض يتخوف من تكرار تلك السلبيات التي شابت تشكيل بعض البرلمانات السابقة‏,‏ فإن البرلمان المقبل يكتسب أهمية خاصة للغاية باعتباره سيكون شاهدا علي إتمام الإستحقاق الرئاسي في العام الجديد ولذا فإنه من الواجب أن يغيب عن تشكيله المقبل مثل هذه السلبيات التي بدأ البعض كعادته في اثارتها ربما لتكون غطاء لما يمكن أن تسفر عنه تلك الأوراق التي يدسها المواطن بيده في الصندوق‏.‏
وحتي لا نعيد تكرار شكوانا فإن الأمر يفرض علينا أن ننفض السلبية‏..‏ نشارك‏..‏ نقول كلمتنا ولا نمضي‏..‏ نبقي في مكاننا‏..‏ نراقب‏..‏ نحرس أحلامنا ولا ندع أحدا يفسرها وفق هواه أو يفسدها‏!!‏
بادر ولا تنتظر شيئا فالسماء لا تمطر ذهبا‏..‏ حدد ملامح من القادم ليعبر عن همومك‏..‏ يحقق أحلامك‏..‏ ينهي متاعبك ولا يزيدها‏..‏ لا تلتفت لمجرد شعارات يرددها من يحلو له المقامرة بكل شيء حتي بمستقبل الوطن‏!!‏
حلم الوطن ومستقبله لا يقبل التجربة‏..‏ ماضي وحاضر مصر وتراثها غير قابل للرهان‏..‏ فإختر من تثق في قدرته علي حمايته ولا يخاطر به‏!!‏
مصلحة الوطن‏..‏ أرض النيل‏..‏ سماؤها‏..‏ كرامة المواطن‏..‏ أحلامه‏..‏ آماله‏..‏ آلامه يجب ألا تخضع لأحكام قانون الصدفة‏..‏ أو تترك لمغامر قادم تحت لواء جماعة اختارت السيفين المتقاطعين رمزا لها ففضح نواياها‏!‏
أختر من تثق في قدرته علي الإنجاز‏..‏ من هو قادر علي العمل وليس الادعاء‏..‏ قف بجانب من تتوسم فيه أنه جاء ليخدم مجتمعه ويبقي فيه ولا يهجره بمجرد أن يعلن قاضي الدائرة نتيجة الانتخابات‏!!‏
المهم أن تنتظم في صفوف لجان التصويت وأن تترك مقعدك في المقهي شاغرا ووقتها لن ينتابك شك في أن أحدا سينوب عنك في إعلان رأيك فقد ولي هذا الزمن‏..‏ اختيارك لن يجرؤ أحد ان يبدله‏..‏ رؤيتك لن يستطيع آخر أن يفسدها‏..‏ حلمك لن تقدر ايد علي أن تخنقه‏!!..‏ فشقيقك المهاجر في الخارج لن تفاجأ باسمه في كشوف الناخبين‏..‏ وجارك الراحل الذي إعتدت رؤية اسمه أمامك في كشوف لجان التصويت في الماضي سيظل ملازما قبره هذه المرة‏..!!‏
الأهم أن تراجع نفسك مرارا قبل أن تمسك بالقلم خلف ستارة لجنة‏..‏ ألا تنخدع بدعوي‏..‏ ألا تتأثر بشعار‏..‏ ألا تسكرك جملة تستهدف إثارة نشوة زائفة بجرأة نطقها‏..‏ فقل كلمتك وابق وراقب وأحرس أحلامك‏!!‏
‏azimdarwish@ahram.org.eg‏

المزيد من مقالات عبدالعظيم درويش