الرد المصري الهادئ والعقلاني علي تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي المفاجئة التي قال فيها ان مصر لا يمكنها أن تكسب حربا مع اثيوبيا واتهمها بدعم جماعات متمردة يؤكد أن الدبلوماسية المصرية لا تؤيد الدخول في معارك كلامية تبعدها عن القضية الرئيسية وهي التعاون بين دول حول النيل من أجل الاستغلال الأمثل لمياهه. وقد جاء الرد المصري متسقا مع التحركات والخطوات التي قامت وتقوم بها الحكومة المصرية للإسراع بدعم علاقات التعاون والمشاركة بين دول الحوض وبصفة خاصة بين مصر وإثيوبيا مع الاستمرار في الوقت ذاته في التفاوض الهادئ للتوصل الي حلول سلمية مرضية للخلافات حول اقتسام مياه النيل. ولو صدرت التصريحات الاثيوبية من مسئول صغير لكن من الممكن تبريرها بأن هذا المسئول لا يدرك الأبعاد كاملة لكنها للأسف الشديد صدرت عن المسئول التنفيذي الأول في اثيوبيا والذي لديه اطلاع شامل علي التحركات المصرية والجهود المبذولة من جانب حكومتها لتنشيط التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين وفي الوقت الذي يتركز فيه الحديث في مصر عن ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري مع اثيوبيا ويتم توجيه الانتقاد للحكومة المصرية لأن وتيرة التعاون أقل مما توقعه البعض, تأتي تصريحات السيد زيناوي لتشير الي أن هناك اتجاها يركز علي نبش الخلافات أو اصطناعها. ومع ذلك, فإن مصر وكما أكد بيان الخارجية تعتبر ان الحرب ليست خيارها وأن رائدها هو الحوار والتفاوض والتعاون والتشاور والالتجاء الي القانون الدولي والحقوق المكتسبة للدول كما أن مصر تعتقد أن أمام دول حوض النيل مجالات عديدة للاستفادة والتعاون تضمن رفع مستوي المعيشة من خلال مشروعات مشتركة تستفيد منها شعوب الحوض.. وتعمل في الوقت ذاته علي تحسين سبل استغلال مياه النيل التي تضيع نتيجة التبخر أو الهدر.. ولو تعاونت دول الحوض لاتمام هذه المشروعات, فانها سوف تحصل علي كميات أكبر بكثير من مياه النهر. إن القضية تتركز في التعاون والتكاتف لحل المشكلات وتسوية الخلافات أمام حديث الحرب والاتهامات, فلن يفيد شيئا بل علي العكس سيلقي بظلال من الشك والريبة.. وهذا بالتأكيد ليس في مصلحة أحد.