استنكر العديد من القيادات القبطية الأحداث التي شهدتها منطقة الهرم صباح أمس, مؤكدين أن ماحدث لا دخل للكنيسة به. وماهو الا تصرف عشوائي غاب عنه صوت العقل والحكمة. في محاولة لفهم مايدور علي أرض الواقع توجهت الأهرام الي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لمعرفة رأي الكنيسة, في البداية أبدي جميع المسئولين بالكنيسة رفضهم الشديد للإدلاء بأي تصريحات حول الأزمة احتراما وتقديرا لرأي قداسة البابا شنودة الثالث الذي طلب ذلك. وفي تصريحات خاصة ل الأهرام أكد القمص سرجيوس مرجان سرجيوس وكيل عام البطريركية وكاهن كنيسة مارجرجس أن الخاسر الأكبر في هذه الأحداث هو مصر والشعب المصري والاستقرار العام. وأنه حلا لهذه الأزمة ودرءا للفتنة يجب علي الدولة اصدار القانون الموحد لدور العبادة. وبنبرة أسف وحزن شديدين أشار الي ان مايحدث الآن في مصر يرتبط بشكل كبير بتدخلات خارجية وأيد خبيثة تلعب في الخفاء لضرب الاستقرار والأمن العام في مصر.. وعندما سألناه حول سبب تفجير هذه الأزمة ومايتعلق ببناء الكنيسة بدون تراخيص أكد ان هناك مشاكل كثيرة يجب إيجاد حلول جذرية لها حتي لاتحدث أزمات. وعندما سألت الأهرام المسئولين بالبطريركية حول قانونية هذا البناء من عدمه أكدوا ان المشكلة تتلخص في لجوء الاقباط الي التحايل علي القانون عندما يحصلون علي ترخيص ببناء مجمع خدمات سواء ملحق بالكنيسة أو خارجها ويتحول مع الوقت الي مكان للعبادة, وهنا يخشي بعض المسئولين حدوث مصادمات بين المسلمين المقيمين بهذا المكان أو غيره وأكد القمص سرجيوس ضرورة أن يتعامل الجميع في مصر علي أننا دم واحد ولاننسي ذلك أبدا. ومن جانبه علق هاني عزيز أمين عام جمعية محبي السلام وأحد المقربين من صنع القرار داخل الكنيسة علي أحداث العمرانية قائلا: انها أتت من فئة من الشباب المتحمس.. وأنه يثق تماما مع محافظ الجيزة الذي وصفه بالصادق في كل قراراته ووعوده, واستبعد عزيز ان يخرج بيان من الكنيسة لأنها ليست ذات اختصاص. وأكدت مصادر كنسية قريبة الصلة بالبابا أن هذه المرة نحن لسنا علي صواب علي حد تعبير مصدر مسئول, الذي رفض ذكر اسمه, وأضاف أن محافظ الجيزة في اجتماعه الأخير الذي ضم خمسة من الكهنة مع محافظ الجيزة وتناول شرح الرسومات الهندسية وانتهي بمهلة من المحافظ كإجراء التعديلات اللازمة علي الرسومات الهندسية وتقنين الوضع إلا أن بعض الجهلة والعمال والشباب المتهور تحركوا من تلقاء أنفسهم اندفعوا في شكل موجات من الغضب وأحدثوا بعض التلفيات واعتدوا بالضرب علي قوات الأمن وبعض المواطنين من دون وجه حق. وقال أسقف عام الجيزة الأنبا ثيؤد سيوس: كنا نتمني أن يعلو صوت العقل والحكمة. وأشار الي وجوده حاليا في مستشفي جامعة جيزن بألمانيا مرافقا لمطران الجيزة الأنبا( دوماديوس) في رحلة علاجية, ويتابع الأحداث لحظة بلحظة وسيعود مساء اليوم لاتخاذ التدابير المناسبة والتباحث مع قيادات الأمن والكنيسة لاحتواء هذه الأحداث المؤسفة وأشار الي أن الأمور لاتستحق ماحدث. وأكد نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الانسان ومستشار الكنيسة القبطية أن المشكلة لاتتعدي مخالفة بناء علي سلم في مبني خدمات تابع لكنيسة السيدة العذراء والملاك في العمرانية, وكان من الممكن تحرير محضر بها واتخاذ الاجراءات القانونية البسيطة.