فجأة ودون ترتيب مسبق أو افتعال تحول موكب وداع أحد الحجاج إلي مظاهرة عفوية في حب الوطن والتغني بوحدته, برغم أن صانعي المشهد المثير كانوا من البسطاء. إذ لم يصدق علي فاضل حسن المقيم بعزبة النخل أنه سيؤدي فريضة الحج هذا العام حتي حانت ساعة سفره إلي الأراضي المقدسة, وقبلها بقليل فوجيء بأن أصدقاءه وجيرانه( المسيحيين) نصير أيوب ومقار حليم وعطا رفلة يحتشدون أمام بيته لتوديعه, ويقيمون احتفالا مهيبا وسرادقا حافلا بالزينة والمثلجات, وبلغت الإثارة ذروتها باستدعائهم فرقة للمزمار البلدي, ولأن أهالي علي فاضل حضروا أيضا من الصعيد لوداعه, سرعان ما تحول( السامر) إلي ساحة للعبة التحطيب والرقص البلدي والنقوط اختلط فيها الحضور مسيحيين ومسلمين فرحا وكأنهم النحل والأزهار في ترابطهم ومودتهم, وتباروا فيما بينهم مشيدين بعناق الهلال والصليب; فكل من يقدم( النقطة) للفرقة الموسيقية يحيي أولا وحدة الهلال والصليب وتحيا مصر, حتي اجتمع أبناء المنطقة ليشاركوا في هذا العرس الوطني.