أكد السيد جمال مبارك, الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني, أن الضمانة الاساسية لنزاهة الانتخابات هي خروج أعداد كبيرة من المواطنين للتصويت. مشيرا الي أن هناك حوارات تمت بين الحزب الوطني والأحزاب الأخري حول ضمانات نزاهة العملية الانتخابية, وقال أمين السياسات إنه ليس له طموح شخصي, وإن أمامه عملا كبيرا يقوم به داخل الحزب ومؤسساته لإنجاح عملية التغيير السياسي في مصر. وأوضح في حوار مطول مع الاعلامي خيري رمضان لبرنامج مصر النهارده ان الحزب الوطني يخاطب المجتمع ببرنامج محدد يتطرق للسياسة الخارجية والمعاشات والتعليم وغيرها, وليس شعارات كما يفعل البعض. وأشار الي اهتمام الحزب بمكافحة الفساد, مشيرا الي أنه في حال وجود أي ثغرة في قانون العقوبات أو الاجراءات تتعلق بقضايا فساد فإننا نسعي لسدها بما يمكن الأجهزة الرقابية من القيام بدورها. وأوضح أنه لايوجد في القانون مايمنع من محاكمة أو محاسبة أي وزير حال ارتكابه أي مخالفة مهما يكن حجمها. وقال جمال مبارك لقد نجحنا في توفير4 ملايين فرصة عمل وزيادة المعاشات وحماية ملايين الاسر من الارتفاعات العالمية في الاسعار, وان البرنامج الانتخابي ليس مجرد واجهة وسيتم وضع222 برنامجا محليا لكل دائرة من وحي البرنامج الانتخابي العام للحزب, وأنه سيتم ضم15 مليون مستفيد الي مظلة التأمين الصحي مع بدء تطبيق القانون الجديد والتركيز علي الطبقات الاكثر فقرا, كما انه سيتم اجراء تطوير شامل للتعليم يواكب متطلبات سوق العمل ويلبي الضغوط المتزايدة علي العملية التعليمية, واشار الي ان الحزب الوطني هو حزب الوسطية والاعتدال وسياساته تضمن ألا تنزلق مصر الي منزلقات خطيرة تعانيها بعض الدول من حولنا, وقال هناك من يريد ان يجرنا للوراء ويهدم ماتم انجازه في السنوات الخمس الماضية وعلي من يعارض سياساتنا ان يقدم طرحا بديلا قابلا للتنفيذ. كما اكد ان دعم الفلاح المصري عنصر اساسي في البرنامج الانتخابي للحزب وسياسات واضحة لتطوير قطاع الزراعة وان مواجهة الفساد علي اولويات الحزب وانه لايوجد دليل علي اننا تدخلنا لعرقلة اي تحقيق مع أحد اعضائه. وأشار الي ان اي مرشح من مرشحي الحزب الوطني سيلجأ الي العنف او البلطجة او يحاول الخروج عن المسار المخطط سيكون حسابه عسيرا, لأن القضية اكبر من ان تكون قضية حزب, وأكد انه غير مسموح لأي من الوزراء المرشحين في الانتخابات باستغلال وزارته او نفوذه في العملية الانتخابية, موضحا ان ترشيحات الحزب لم تكن مفتوحة في بعض الدوائر بينما كانت ثنائية او ثلاثية أو رباعية, لافتا الي أن السبب في ذلك يرجع الي التقارب الكبير بين نتائج المرشحين سواء في المجمعات الانتخابية او الانتخابات الداخلية او في استطلاعات الرأي. وقال ان الذين لم يحالفهم الاختيار للترشيح علي قوائم الحزب مستمرون مع الحزب, لهم دور في الحزب وفي العمل السياسي, ومن المؤكد ان يكون لهم دور في الترشيحات القادمة, مشيرا الي أن الحزب قادر علي استيعابهم وان هناك لقاءات تجري معهم لانهم في النهاية قوة ضاربة داخل الحزب, ومن المؤكد ان يكون لهم دور قوي في المستقبل. وأكد جمال مبارك أن شعار الفكر الجديد الذي بدأه الحزب الوطني منذ سنوات, ولم يبدأ بوجوده لكن بوجود عدد من القيادات التي رأت أنه يجب التوجه بنظرة إلي المستقبل, وأن يأخذ العمل الحزبي مسارا جديدا ومتعمقا, الذي تضمن مصارحة بين كل القيادات لكي يتمكن الحزب من مواجهة التحديات المستقبلية. ورفض جمال مبارك ربط الإنجازات التي تحققها أمانة السياسات بشخصه, أو شخصنة الدور الذي تقوم به الأمانة في اسم جمال مبارك فقط, لافتا إلي أن السياسات ليست مرتبطة بشخصه, لكن تخرج من كيان مؤسسي يعتمد بشكل أساسي علي الحوار. وردا علي سؤال حول عدم شعور بعض الفئات في المجتمع بالتحسن الذي يقول الحزب إنه تحقق علي أرض الواقع, قال السيد جمال مبارك: إن الإحساس بالتطور الكبير الذي حدث في السنوات الخمس الماضية يختلف من شخص إلي آخر, فقد يشعر البعض أن هذا التطور لم يرض طموحه, وقد يشعر البعض الآخر أن من حوله تحسن بدرجة أكبر منه, وهنا يشعر بالظلم, وقد يردد مقولات من عينة أن هناك فسادا أو محاباة للبعض علي حساب البعض الآخر, لكن لابد ونحن نتحدث عما تحقق أن ندرك مثلا علي سبيل المثال ماذا لو لم ننجح في توفير أربعة ملايين فرصة عمل تم توفيرها في السنوات الأربع الماضية, بالتأكيد كانت الشكوي ستتزايد, ولنتصور أيضا ماذا كان سيحدث لو لم تتم زيادة المعاشات بالقدر الذي شهدته في السنوات الأخيرة لمصلحة فئة هي الأكثر تضررا من ارتفاع الأسعار, وبالتأكيد يدرك أصحاب المعاشات ما تحقق من زيادة ملموسة في دخلهم, حيث زاد معاش3 ملايين أسرة ثلاثة أضعاف مع بدء تطبيق قانون التأمينات والمعاشات الجديد مع بداية العام المالي الحالي, وهذا تحسن كبير, وقد يشعر البعض بأنه يحتاج إلي المزيد, وهذا حق وطموح مشروع. وأضاف جمال مبارك ان ماتحقق من انجازات في مجال توفير خدمات الصرف الصحي بالقري علي سبيل المثال لايمكن إنكاره علي الاطلاق, ولايمكن لأحد ان يقول انه لم يشعر بما تحقق علي الأرض, فقد تم في الثلاث سنوت الاخيرة انفاق خمسة اضعاف ما تم إنفاقه في السنوات الخمس السابقة, كما شعرت ملايين الاسر التي تدخلنا لحمايتها من تداعيات الازمة العالمية في اسعار الغذاء عام2008 بالدور الذي قامت به حكومة الحزب لحماية تلك الاسر وتوفير احتياجاتها الغذائية من خلال البطاقات التموينية. وحول أهمية البرنامج الانتخابي للحزب في الانتخابات البرلمانية علي الرغم من ان التصويت في الكثير من الدوائر التي تحكمها العصبيات القبلية او العائلية يتم علي اساس شخصية المرشح, فهل البرنامج الانتخابي مجرد واجهة دميقراطية, قال السيد جمال مبارك: لااعتقد ان البرنامج الانتخابي مجرد واجهة, ففي2005 حددنا اهدافا محددة, وحققنا الكثير منها من وحي البرنامج الانتخابي, ولايزال امامنا مشوار طويل وانجازات كبيرة لنحققها, وسيتم وضع222 برنامجا محليا لكل دائرة, وكل برنامج محلي خاص بكل دائرة يترجم احتياجات كل دائرة واولوياتها في اطار البرنامج الاشمل. واوضح السيد جمال مبارك ان برنامج2010 هو استكمال لبرنامج2005, فلولا ماتحقق من تحسين لمناخ الاستثمار خلال السنوات الخمس الماضية, لم نكن نستطيع الحديث عن توفير4 ملايين فرصة عمل خلال السنوات الاربع الماضية دون احداث تحولات كبيرة في تحسين مناخ الاستثمار لجذب استثمارات جديدة, وتشجيع القطاع الخاص, ونصر علي تنفيذ قانون العمل والزام القطاع الخاص ببنوده لتحقيق الامان للعاملين. وردا علي سؤآل حول ما تحقق في مد مظلة التأمين الصحي, خاصة في ظل تراجع مستوي الخدمات العلاجية, اجاب السيد جمال مبارك مؤكدا ان البرنامج الرئاسي تعهد في2005 بإصدار وتطبيق قانون التأمين الصحي الاجتماعي الجديد, وقد اجريت بالفعل مناقشات موسعة ومستفيضة داخل الحزب وفي مؤسسات المجتمع, ومع الأحزاب الاخري, وتم الاتفاق علي امور, واختلفنا في امور اخري, وهذا يؤكد خطأ من يتصور ان الحوار بين الأحزاب هو طرشان فهذا غير صحيح, وسنتقدم كحزب وطني اذا ماحصلنا علي الاغلبية في الدورة البرلمانية المقبلة بمشروع القانون الذي يستهدف ضم15 مليون مستفيد الي مظلة التأمين الصحي وستبدأ التجربة في3 محافظات في المرحلة الأولي, وسيستفيد منها7.5 مليون مواطن, وتشمل المرحلة الثانية التي سيتم تطبيقها تدريجيا بقية المواطنين, بحيث يستفيد خلال السنوات الخمس المقبلة70% من المواطنين علي الاقل بخدمات التأمين الصحي, مع التركيز علي الطبقات الاكثر فقرا. وحول سياسات الحزب فيما يتعلق بقطاع الزراعة ووجود انتقادات فيما يتعلق بالتدهور الذي يعانيه هذا القطاع, وتراجع مستوي الفلاح, واستمرار البناء علي الاراضي الزراعية قال السيد جمال مبارك إن دعم الفلاح المصري يمثل عنصرا اساسيا في البرنامج الانتخابي للحزب, فهناك سياسات واضحة فيما يتعلق بتسعير المحاصيل وتطوير بنك التنمية والائتمان الزراعي, وتطوير التعاونيات الزراعية وشبكات الري, وعلي سبيل المثال عندما ظهرت مشكلة الارز, وتطوير التعاونيات الزراعية وشبكات الري, كان التحدي الرئيسي أمامنا هو كيف نقنع الفلاح البسيط بضرورة التعاون معنا لتوفير المياه, ونجح الموقف الصارم الذي اتخذته الحكومة في توفير6 ملايين متر مكعب من المياه. وردا علي سؤال حول ارتباط بعض قضايا الفساد الكبري ببعض الشخصيات في الحزب الوطني, قال السيد جمال مبارك إن العبارة الأدق هي أن أكثر قضايا الفساد التي يسلط الإعلام الضوء عليها ترتبط ببعض الشخصيات في الحزب الوطني, لكن في الوقت ذاته لا يوجد دليل علي أن الحزب تدخل لعرقلة أي تحقيق مع أحد اعضائه, كما أن الحزب يضم لجنة للقيم تحال اليها القضايا التي تتعلق بأي كادر حزبي.. وكل من اتهم في قضايا فساد تم التحقيق معه في الحزب, فمواجهة الفساد أولوية قصوي وتوجه مستمر داخل الحزب. وأضاف السيد جمال مبارك لقد سمعت في أحد البرامج من يتساءل لماذا لا يصدر قانون لمحاكمة الوزراء وهم في السلطة, ولماذا لا يصدر قانون لمحاكمة الوزراء, وأقول ان من يقول هذا الكلام يحاول اعطاء انطباع بأننا لا نتحرك لاصدار تشريع لمحاكمة الوزراء علي الرغم من ان هذا التشريع موضوع اجرائي دون مساءلة أي وزير أو محاسبة كبار المسئولين والقانون يضم من القواعد ما يكفي لمحاسبة أي مخطئ دون تفرقة.. وأوضح أن الحزب تقدم بالعديد من الأفكار التي من شأنها مواجهة الفساد, ومنها تعديلات قوانين الضرائب والجمارك, والتي قامت علي فلسفة تقليل ما في يد الموظف من نفوذ قد يستغله بعض ضعاف النفوس, وسيتم صياغة أفكار اخري في هذا السياق من خلال قوانين الوظيفة العامة, وحماية أراضي الدولة. وفيما يتعلق برؤية الحزب لما تحقق في مجال الديمقراطية باعتبارها مفتاح التغيير, قال السيد جمال مبارك ان الديمقراطية ممارسة, وليست مجرد تعديل مادة في الدستور أو بعض البنود في قانون, علي الرغم من ان تلك الاجراءات قد تكون تيسيرا للعمل الديمقراطي, لكن المهم هو الممارسة, ولا يختلف أحد علي ان ما تحقق في الاجندة الدستورية والتشريعية في السنوات الماضية غير الكثير من المعطيات. وردا علي سؤال حول ردود فعله ازاء الانتقادات والهجوم الذي قد يتعرض لها قال السيد جمال مبارك: ان اي شخص يري ان لديه قدرة علي الانخراط في العمل العام, لابد ان تكون لديه القدرة علي التحمل والمواجهة والاحساس بمشكلات الآخرين, والا فلن يكون قادرا علي العطاء.. وأضاف انا في جولات ولقاءات بالمواطنين والشباب أحيانا أواجه بهجوم عنيف, وعلي ان احتوي هذا الهجوم وأتعامل معه بصورة ايجابية واتحاور مع من يختلف معي وأسعي الي اقناعه بما أؤمن به, كما انني علي يقين بأن التفاعل الموجود علي الساحة السياسية هو تفاعل ايجابي رغم بعض التجاوزات التي تتم, وقد تثير ضيقي في بعض الاحيان اذا ما تضمنت اساءات, لكنني مع الوقت اتجاوزها وأسعي الي تحويلها الي حوار موضوعي عميق مادام الكل يريد الخير لمصر. وردا علي سؤال عن مشروع جمال مبارك الخاص أكد أمين السياسات بالحزب الوطني انه ليس له طموح شخصي وان هدفه التغيير والانخراط في العمل العام وان اساهم في العمل الوطني ومساندة مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة, مؤكدا انه ليس لديه أي تفكير شخصي وانه يفكر فقط في المهام الكبيرة في السنتين القادمتين وان الهدف واضح في الانتخابات وبعد الانتخابات وان بلدنا تستحق ان نتحمل الكثير.