العشر من ذي الحجة من أعظم الأيام قدرا وأجلها شرفا ولياليها من أعظم الليالي وأفضلها فقد أقسم الله بها في القرآن فقال سبحانه: والفجر وليال عشر فهي أفضل أيام العام علي الإطلاق والعمل الصالح فيها يفوق العمل في غيرها من الأيام. وعن أهمية هذه الأيام يقول الدكتور سالم محمد خليل أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر إن الرسول صلي الله عليه وسلم قال مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من هذه الأيام( أيام العشر), قالوا يارسول الله ولاالجهاد في سبيل الله قال:ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء وهذا اكبر دليل علي ان العمل في العشر من ذي الحجة أحب إلي الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء ولهذا قالوا يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال:ولا الجهاد ثم استثني جهادا واحدا هو أفضل الجهاد فإنه صلي الله عليه وسلم سئل أي الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأريق دمه وصاحبه أفضل الناس درجة عند الله. ومن فضائل العشرة من ذي الحجة أنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره علي مارزق من بهيمة الانعام قال تعالي:وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي مارزقهم من بهيمة الأنعام. وأما غير الحاج من أهل البلاد فإنهم يشاركون الحجيج في عشر ذي الحجة في الذكر وإعداد الأضحية وبعض أوصاف الاحرام فإن من يدخل عليه العشر وأراد أن يضحي فيستحب له أن ألا يأخذ من شعره ولابشرته شيئا, ففي صحيح مسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من رأي هلال ذي الحجة وأرادن يضحي فلايمس من شعره ولابشرته شيئا والمقصود بالشعر والبشرة شعر الرأس والبدن. وأما مشاركتهم في الذكر في الأيام المعلومات فإنه يشرع للناس كلهم ذكر الله خاصة في هذه الأيام ويستحب إظهار التكبير والجهر بة لأن الله سبحانه وتعالي وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلي مشاهدة بيته الحرام وليس كل مسلم قادر علي مشاهدته كل عام. فرض الله علي المستطيع الحج مرة واحدة في عمره وجعل الأيام العشر مشتركة بين المسلمين جميعا من ذهب إلي الحج ومن لم يستطع الذهاب من الممكن أن يعمل عملا في بيته بين أهله وبلده يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج لأن اغير المسافر لعذر شريك المسافر وربما سبق المسافر بقلبه. وعن فضل يوم عرفة يقول الدكتور سالم محمد خليل أنه احد الأيام العشر التي أقسم الله بها يقول الرسول صلي الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة: يكفر السنة الماضية والسنة القابلة, وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلايسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف وقال النبي صلي الله عليه وسلم ايضا عن يوم عرفة: مامن يوم اكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة. فيوم عرفة أكمل الله فيه الملة, وأتم به النعمة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن رجلا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال أي آية؟ قال: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا قال عمر رضي الله عنه: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه علي النبي صلي الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. ولقد عظم الدعاء في يوم عرفة من غيره من الأيام فقد قال الرسول: خير الدعاء دعاء يوم عرفة فالعاقل من ينتهز الفرصة في هذه الأيام العظيمة وليبادر بالعمل الصالح فيها فإن الله يباهي بأهل عرفة أهل السماء, قال الرسول صلي الله عليه وسلم: إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء.