من أجل مجلس تشريعي يشرع ويراقب لمصلحة مصر ومستقبل أبنائه أدعو كل مواطن له حق انتخابي أن يمارسه وأن يحكم ضميره وعقله قبل أن يضع شهادته في صندوق الانتخاب, وأن ينتبه ويبتعد عن انتخاب أو مساندة من يحاول شراء صوته وولائه بطريق مباشر أو غير مباشر. إن هؤلاء المرشحين متمرسون وذوو خبرة عالية في طرق الحصول علي الأصوات, ويستغلونك عزيزي الناخب, ويستثمرون ظروفك الآنية لأقصي درجة لكي يتحقق لهم النجاح في الانتخابات, فهم يدركون جيدا الظروف الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بك وبمن هم علي شاكلتك, فهم أصحاب الشركات والمصانع ورؤساء المؤسسات الضخمة وحتي بعض الوزراء الذين يحيطون بما لم تحط به خبرا حول أزمة البطالة ووجود عدد من خريجي الجامعات في كل بيت في مصر دون عمل, فتجدهم في هذا الوقت الحرج قد أعلنوا فجأة توافر وظائف لديهم وحتي تخيل عليك القصة ينزل إعلان رسمي في وسائل الإعلام المختلفة وعندها يتوجه نظر وقلب الناخب وأهله وكل المحيطين به إلي المنقذ الذي يعد كل من يقابله بأن ابنه أو بنته أو قريبه من المقبولين في الوظيفة بإذن الله رغم تجاوز أعداد المتقدمين للوظيفة عشرات الآلاف ولكن هذه الخدعة لكي تذهب أصوات هؤلاء الحالمين بالوظيفة لمصلحة صاحب الإعلان. ولو أنك انتخبت من يستحق لتفتحت أبواب العمل لابنك وبنت جارك وكان الاختيار لشغل تلك الوظائف للأصلح دون واسطة أو محسوبية, والوجه الآخر للمرشح المخادع يتمثل في تبرعه في موسم الانتخابات فقط لبناء المساجد والمقاعد وتركيب أجهزة التكييف في معظمها والتكفل بسفر عدد كبير من أهالي دائرته( ممن لهم وزن انتخابي) للحج والعمرة ودعم الجمعيات الأهلية ودعوة الفقراء والمحتاجين إلي مجلسه وإطعامهم في هذا الموسم فقط بالإضافة إلي إحاطة نفسه بالعديد من الأعوان.وأعتقد أنك بذكائك تعرف مثل هذا المرشح بسمته وبمن هم حوله من الرجال والنساء المحترفين لأعمال البلطجة فلا تنخدع بمثل هذه الحيل, وهناك من يعيدنا إلي عصور الجاهلية والقبلية المظلمة فهو يثير فيك النعرة القبلية ووجوب ولائك له وإعطائه صوتك بمجرد انتمائك لنفس العائلة أو القبيلة نفسها لكي تقوي شوكة القبيلة والعائلة به وبحصانته ولكن بمجرد انتخابه فإنك لا تعرف مكانه ولا يمكنك الوصول حتي لرقم تليفونه. وهنا يا من تتحيز لمرشح العائلة أحيلك إلي المثل الشائع بين أبناء القبائل أخوك ولا النافع؟ وعندما ستجيب بل النافع الذي لا يميز بين أبناء مصر جميعا باختلاف أعراقهم أو دياناتهم, وعندما تنتخب الأصلح فإنك لن تقلق عندها علي مشاريع البنية الأساسية والمرافق العامة بدائرتك لأن الميزانية الحكومية ستتوزع بالعدل ولن تحتاج إلي تبرع مشروط من مرشح يطمع في الحصول علي الحصانة البرلمانية وتقلق علي علاجك أو تأمينك الصحي ولن تضطر إلي البحث عن واسطة لكي تحصل علي حقك في العلاج علي نفقة الدولة.. أخي الناخب كن حريصا علي وطنك وعلي مستقبل أبنائك وانتخب الأصلح من بين المرشحين لمجلس الشعب.0102 د. كمال عودة غديف - جامعة قناة السويس