منذ عهد الفراعنة ينسب الي تمساح النيل انه مصدر الازعاج والتهديد لحياة المصري القديم ولذلك اطلقوا عليه اسم ست اله الشر وانشئ له معبد في كوم امبو لتقديم القرابين والعطايا حتي لاتؤذيهم,. وبمعبد كوم امبو مئات المومياوات لتماسيح مختلفة الاحجام وخلال الثلاثة اشهر الاخيرة تناقلت روايات عن تواجد تماسيح في نهر النيل وسبقها روايات عن تزايد اعداد التماسيح في بحيرة السد العالي واشارت إليها اصابع الاتهام باعتبارها مسئولة عن إهدار الثروة السمكية في بحيرة السد العالي وقالوا انها تلتهم30 الف طن من الاسماك سنويا؟ الي جانب تهديدها لحياة وأمن اكثر من خمسة آلاف صياد يعيشون ويعملون في البحيرة.. والواقع يؤكد غير ذلك. من المعروف ان التماسيح تعيش في المياه الضحلة والراكدة أي تعيش في الاخوار واذا قلنا إن اعداد التماسيح التي تعيش في الاخوار لن يزيد عددها علي7 تماسيح وعدد الاخوار في البحيرة لايزيد علي52 خورا فان عدد التماسيح التي تعيش في البحيرة لن يزيد علي400 تمساح وسجل دفتر الاحوال لبحيرة السد العالي التي بدأ فيها نشاط صيد الاسماك منذ45 عاما لايتضمن الا حادثين التهمت التماسيح خلالها شخصين اعتديا علي موقع عشها وآخر هذه الحوادث وقع منذ اكثر من15 عاما. والشواهد والواقع ان اعداد التماسيح ليست بالكثرة التي تهدد حياة الصيادين ويدور الحديث حول مسئوليتها عن انخفاض الانتاج السمكي في بحيرة السد العالي وهي شائعات يرددها المهربون للانتاجالسمكي حتي لايقعوا تحت طائلة القانون والتمساح لايهاجم الصيادين, ولا توجد شكوي حقيقية بهذا الصدد الا ان بعض التماسيح تدخل بطريق الخطأ الي شباك الصيادين وتقطعها ليس اكثر من ذلك بل ان بعض الصيادين يدخلون منطقة اعشاش التماسيح ويصيدون التماسيح صغيرة الحجم التي تجد رواجا عند سكان جزر نهر النيل الذين يقومون بتربية هذه التماسيح الصغيرة ويعرضونها في احواض زجاجية امام السياح. ويقول الدكتور محمود حسيب مدير المحميات الطبيعية: في اسوان تم اعداد مشروع لتوعية هؤلاء المواطنين الذين يقومون بتربية التماسيح في منازلهم ويبيعونها وهي صغيرة الحجم للسياح الذين يلقون بها في نهر النيل لانقاذها من الاسر علي ان يصرح لهؤلاء المواطنين بتربية التماسيح تحت اشراف هيئة البيئة التي سوف توفر لهم المعلومات الصحيحة عن تربية وتغذية التماسح علي ان يكون هناك سجلات رسمية باسماء هؤلاء المواطنين واعداد التماسيح التي يربونها في الاحواض مع حظر بيعها أو التخلص منها عند كبر حجمها في نهر النيل, ويجب ان تسلم لجهاز شئون البيئة الذي يقوم بإعادتها الي بيئتها الطبيعية في بحيرة السد العالي. وهناك من ينادي بالتصريح بصيد التماسيح في البحيرة عن طريق لجنة من البيئة تقوم بتخدير التماسيح وتنقلها الي منطقة محمية يطلق عليها اسم قرية التماسيح يزورها السياح ليراقبوا ويشاهدوا حياة التمساح النيلي الافريقي المرعب الذي يؤكل لحمه ويستخرج من جسده مواد متعددة تستخدم في علاج الكثير من الامراض ويستغل جلده في صناعة الاحذية وحقائب السيدات بثمن مرتفع. والجديد ان دراسة تايلاندية قام بها بعض العلماء اكدت أن بيض وعظام التماسيح تحتوي علي كميات كبيرة من الكالسيوم ومادة هيدروكسبيباتيت التي تستخدم في عمليات زرع العظم والاسنان وتجميلها.