السلاح مخزن ومخبأ في كل مكان في باطن الجبال, في المنازل, حتي في أفران العيش.. ومع إقتراب ساعات الحسم والتصويت بدأت أفعي الفتنة تطل برأسها في جميع دوائر قري الدم بأسيوط دوائر الانتخابات في قري الثأر بأسيوط, ما هي إلا قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي لحظة, فالموقف صعب وغامض ومريب, في ظل انتخابات تجري في إطار الثأر.. حتي أصبح الثأر والانتخابات متلازمين يكملان بعضهما البعض والنتيجة واحدة الثأر بحجة النجاح أو النجاح عن طريق الثأر. ومع اقتراب ساعات الحسم والتصويت في هذه الانتخابات بدأت أفعي هذه الفتنة تطل برأسها تستعد لنفخ سمومها وإشعال مزيد من النيران وسكب الدم وقتل المزيد من أبناء وعائلات القري المتورطة في قضايا الثأر, و هو ما تتحسب له وتخشاه كل عائلات قري الثأر في أسيوط. ومن أهم هذه القري والدوائر وأقواها والتي تشكل عنصرا قويا في تخزين السلاح تلك القري القريبة من سفوح الجبال وباطنها, حيث تجد السلاح مخزنا ومخبأ في كل مكان في باطن هذه الجبال في المنازل وحتي في أفران العيش البلدي وربما تحت الأرض, وإذا كان تعدد الخصومات الثأرية والقتل مرات متعددة في اليوم الواحد يحدث في الأيام العادية إلا أن هذه العادة تشكل خطرا داهما في أيام الانتخابات. ففي قرية البداري مثلا معروف أن الخصومة الثأرية تكاد تطول نسبة كبيرة من عائلات القرية ومما يزيد من خطورة الموقف هو خوض عدد من أبناء هذه العائلات المتصارعة لتلك الانتخابات. وفي مركز الفتح وخاصة قرية عرب الكلابات لا يختلف المشهد كثيرا حيث توجد مجموعة كبيرة من العائلات التي تتبني الخصومات الثأرية بل وتحافظ علي تلك الخصومات كأنها تراث موروث. وفي مركز أبنوب الأمر بالكامل تحت سيطرة الطبيعة حيث لعبت دورها في وجود قري المعابدة ومركز بني محمد تحت سفوح الجبال وتخزين الأسلحة في باطن الجبال وقممهاليشكل ذلك بؤرة إجرامية خطيرة من قبل الانتخابات. وفي مركز أبو تيج هناك خصومة ثأرية قديمة بقرية باقوربين عائلتين, لعبت دورها تلك الخصومةفي عدم خروج أحد مرشحي هاتين العائلتين لعمل دعايته الانتخابيةوتخوفه من الظهور بسبب الخصومة الثأرية بينه وبين عائلة أخري في القرية منذ سنوات طويلة. وفي مركز القوصية تعددت الخصومات الثأرية بقرية مير بين العائلات وأوجد ذلك من المرشحين رافضا ومؤيدا لتلك الخصومات فمنهم من قام بإنهاء خصومة ثأرية راح ضحيتها6 أفراد في عام واحد وانتهت ومنهم من استغل الموقف لإشعال الموقف بين عائلتين لمصلحته. وفي مركز الغنايم المقسم إلي أرباع يعد الموقف هادئا إلا من بعض المناوشات التي جعلت خوض المرشحين للانتخابات بها يتم في حذر. وفي مركز أسيوط الذي شهد صراعا حادا توجد خصومة ثأرية بين عائلتين عمرها عام تقريبا جعلت المرشحين يعزفون عن النزول إلي بعض قري عزب الثأر التابعة لدائرة المركز. وفي مركز ديروط تشتد المنافسة الانتخابية بين أكبر عائلتين بها لوجود خصومة ثأرية قديمة بينهما. من هنا يمكن القول إن الكل ينتظر والكل يتحسب ويترقب ويخشي تلك اللحظة لكن الموقف مازال غامضا وربنا يستر.