اشتعلت حدة المنافسة الانتخابية للفوز بالمقعد البرلماني في مركز «ديروط» بأسيوط ذات الثقل الانتخابي بالنسبة لعدد الأصوات لحرص الغالبية من العائلات علي تسجيل الابناء بمجرد اكتمال السن القانونية للحق في الانتخاب واختيار من يمثله تحت قبة البرلمان ولأنه في الصعيد يتفاخر أبناء العائلات بالانساب ولأن لكل مقام مكانه ومنذ ما يقرب من 90 أو 100 عام تحرص العائلات ذات الثقل بأن يكون أحد الابناء في البرلمان ليس للوجاهة أو المنظرة ولكن لتقديم الخدمات والمشاركة في أداء الدور البرلماني ووفقا لما سمعوه وتوارثوه عما كان يقدمه الاجداد من أعمال جليلة وذات الاهمية والقيمة.. وفي «ديروط» توجد تكتلات العائلات ذات النفوذ القوي من خلال تفاعلهم مع ابناء الدائرة في القري والنجوع والتعايش معهم ومشاركتهم في الاحزان والافراح وحل المشاكل.. واذا كانت انتخابت مجلس الشعب علي الابواب فإن دائرة «ديروط» من الدوائر الساخنة والمشتعلة انتخابيا كما هو معروف.. وتشتد المنافسة بين أكبر عائلتين شهيرتين في مباراة تنافسية وهذا لا يعني تجاهل شأن العائلات الأخري التي ترتبط بالمصاهرة والنسب مع كلتا العائلتين ولكن هناك أكذوبة يتم ترويجها الآن بأن أكبر عائلتين وهما «الكيلانية» والقرشية بيهما «ثأر» دم بايت وقديم لوجود خصومة ثأرية قديمة!! وأن فتنة الثأر تتجدد قبل بدء أي انتخابات وهذه «هجصة» كلامية علي حد تعبير أحد اللواءات الكبار من أنباء الكيلانية لوجود علاقات واتصالات حميمة بين العائلة وعائلة «قرشي» وأن كل ما في الامر أن الناخب «الديروطي» يدرك مغزي وضع صوته في الصندوق الانتخابي ويعطيه لمن يستحق فتأتي النتيجة لصالح العائلتين رغم نزول الآخرين من العائلات الأخري ويرجع ذلك إلي قدم أبناء العائلتين في التواجد بالبرلمان منذ أكثر من 80 عاما ولأنه منذ أكثر من 100 عام كانت العائلات الكبيرة تحرص علي تعليم الابناء ليتقلدوا الوظائف والمناصب ليس للتفاخر والتباهي ولكن لتقديم الخدمات وبعيدا عن التلاهي ولكن أبناء محافظة أسيوط يتفاخرون وباكبار وباعزاز بابن أسيوط وقرية «بني مر» بالزعيم الخالد جمال عبدالناصر قائد ثورة 23 يوليو الحقيقي ويذكرون زيارته لاسيوط في أواخر الخمسينيات فاستقبله الوجهاء والكبار والممثلون في البرلمان وحتي من كان قد حصل علي الباكاوية والباشاوية وانضموا إلي هيئة التحرير أو الاتحاد القومي وقتها لتواجدهم كنواب في البرلمان بالتوارث عن الجد أو الأب أو العم مثل «علي بك كيلاني» يومها اجتمع «عبدالناصر» مع هيئة مكتب الاتحاد القومي في نادي «الواي» الشهير بأسيوط الذي كان يضم الاعيان والوجهاء من أبناء العائلات، ما أريد أن أقوله إن دائرة «ديروط» لاتمتاز بما تمتاز به دوائر الثأر الدامي كمركز «الغنايم» أو «البداري» وكان من اشهر نوابها المستشار الراحل «ممتاز نصار» أو دائرة «أبنوب» أو حتي «منفلوط» أو «أبوتيج» ولو كانت «ساحل سليم» أو القوصية.. وقد يكون للثأر الدامي نتائج انتخابية ولكن ليس بالتوحش الذي يروجه دراويش الاكاذيب وتحديدا في الفترات الانتخابية وبدعوي أنه يوجد ثأر بايت في منازعات سقط فيها القتلي والجرحي حتي لو قتل عابر سبيل بالخطأ غير المقصود!! عموما في دائرة «ديروط» بمحافظة اسيوط الصوت الانتخابي هو طلقة الرصاص التي تخترق الصندوق الانتخابي بوضعه «باليد» ودون اطلاق رصاصة فعلية من «بندقية» آلية أو إلقاء قنبلة «يدوية» ولذلك تشتهر «ديروط» بأن أكبر المتنافسين بين عائلتي «الكيلانية» و«القرشية» فتزداد سخونة الانتخابات وحدة اشتعال المنافسات!