في ظل التطور المذهل لأجهزة الاعلام وزيادة قدرتها علي تشكيل الرأي العام تتجه إليها الأنظار للقيام بدورها في تعزيز المشاركة السياسية للمرأة خاصة مع بدء تطبيق نظام الكوتا في الانتخابات البرلمانية القادمة. وتؤكد د. مني الحديدي أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة أن وسال الاعلام عليها مسئولية اجتماعية ومهنية لتعزيز الممارسة السياسية والعمل وفق مباديء الديمقراطية وحقوق الإنسان وحق تبادل المعلومات وبالتالي يجب علي وسائل الاعلام تقديم نماذج من المرشحين والمرشحات خاصة الذين قدموا أعمالا بارزة وتجاوزوا الصعاب فهكذا يعزز الاعلام هذه العناصر الإيجابية, ولهذا يجب أن تكون السيدات المتقدمات للانتخابات نماذج تحتذي بها الفتيات اللاتي يرغبن بعد ذلك في خوض الانتخابات ليتعلمن منهن دروسا مفيدة خاصة أن الفرصة أفضل حاليا بكثير لاتاحة المشاركة السياسية ومساعدة من يرغبن في دخول الانتخابات.. لتحسين امكانياتهم ورفع مستوي أدائهن. وقالت د. مني الحديدي انني أتذكر دائما كلمة السيدة الفاضلة سوزان مبارك عندما قالت عندما يحلم المرء وحده فإن ذلك يكون مجرد حلم ولكن عندما نحلم سويا يكون الواقع ولذا لابد أن تكون مسيرة المرأة وتفوقها واضحا في جميع المجالات وليس المشاركة السياسية فقط. فقد أتيحت لها الفرصة الكاملة ولابد أن تستغلها. وتضيف د. مني الحديدي أنه في ظل التعددية الاعلامية التي نعيشها.. تظهر أهمية تلك الوسائل في تكوين الوعي الإيجابي نحو المشاركة السياسية لكل قطاعات المجتمع.. ويتحقق ذلك الدور من خلال ما تقدمه الوسائل الاعلامية من معلومات سواء عن المرشحين أو المرشحات أو عن سياسات الأحزاب أو عن مواعيد الانتخابات وشروط القيد في جداول الانتخابات( لتكوين القاعدة المعرفية الكاملة عن الانتخابات, ودور المرشح, ودور الناخب ثم تكوين الوعي بأهمية المشاركة الإيجابية في الحركة السياسية أو النشاط السياسي والذي يتمثل أساسا في التعبير عن الرأي بحرية واستقلالية. وتؤكد د. مني الحديدي في النهاية أن المشاركة في الحركة السياسية لابد أن تبدأ بالأسرة في السنوات الأولي من التعليم الأساسي من خلال اتحادات الفصل أو مجالس الآباء والأمهات ورائد الفصل. من هنا يبرز دور المؤسسة التعليمية وتصبح المشاركة السياسية جزءا من السلوك وجزء من الشخصية.. فالتنشئة السياسية هي عملية مكتسبة لاتجاهات وقيم تتفق مع قيم النظام السياسي وهذه القيم والاتجاهات يتعلمها الفرد من خلال التنشئة وتكوين شخصية الأبناء واعداده ليكون قادرا علي العطاء, وعلي المشاركة السياسية لأن ممارسة الحقوق السياسية هي جوهر المواطنة, ومن أهم محدداتها الأساسية.