لا تجرؤ كثير من الأسر العربية- بحكم التقاليد- علي التحدث عن العلاقة الحميمية بين الزوجين مع أبنائهم- من الجنسين- المقبلين علي الزواج. فإما تكون النتيجة أنهم يبدأون حياتهم الزوجية عن جهل أو بمعلومات خاطئة. ولأن العادات المتأصلة في مجتمعاتنا الشرقية تمنع الوالدين من الحديث في أمر هذه العلاقة فإن هناك مبادرات علمية متخصصة تقوم بها بعض المؤسسات الاجتماعية لتقديم هذه المفاهيم بصورة علمية مبسطة علي شكل محاضرات للمقبلين علي الزواج, ومن بين هذه المبادرات الدليل الإرشادي لحديثي الزواج والمقبلين عليه تحت عنوان( العلاقة الحميمية.. منظور اجتماعي) الذي أصدرته المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة.والذي يستعرض حالات لفتيات اصابتهن صدمة شديدة بعد الزواج بسبب جهلهن وجهل أزواجهن أيضا بقواعد العلاقة الزوجية وهو الجهل الذي يسبب فشل زيجات كثيرة أو علي الأقل يصيبها بالتوتر والنفور.. وهو ما حاولت المؤسسة معالجته من خلال تنظيم دورات تدريبية للمقبلين علي الزواج لتثقيفهم في هذا الموضوع وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن طبيعة المرأة والرجل وتعريفهم بأساليب التفاهم والتكيف الزوجي لأن الثقافة الجنسية أخلاقية قبل ان تكون بيولوجية وهو ما يحتاج إلي توعية بين الشباب والآباء والأمهات الذين مازالوا يرفضون فكرة حضور ابنائهم مثل هذه الدورات لاعتقادهم أنها وسيلة تساعد علي الانحراف. تقول هالة عبد القادر رئيس مجلس ادارة الموسسة المصرية لتنمية الأسرة ان العلاقة الخاصة او الحميمية هي إحدي الغرائز الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالي في كل الكائنات الحية, وهي شعور وميل طبيعي لدي الذكر والانثي علي حد سواء للجنس الآخر لتحقيق احدي الاحتياجات الأساسية وهو التناسل. وأضافت أن المؤسسة لاحظت ارتفاع نسبة الطلاق بين حديثي الزواج, خاصة بعد ان كشفت الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن حدوث حالة طلاق كل ست دقائق, بل اكثر من هذا الحد, ووجد ان معظم هذه الحالات تحدث بين حديثي الزواج, خاصة الذين في سن العشرينيات وعند تحليلها وجد ان09% منهم ليس لديهم وعي طبيعي بالعلاقة التي تتم بين الزوجين, ولم يجرؤ الأهل علي أن يتحدثوا مع أولادهم قبل الزواج عن طبيعة هذه العلاقة, بل اعتبرها البعض حجرة مظلمة في الحياة الزوجية, لذلك سعت المؤسسة إلي اعداد دليل ارشادي للمقبلين عن الزواج وحديثي الزواج, للرد علي كثير من الأسئلة المهمة منها: هل نحن بحاجة الي ثقافة جنسية؟ وهل هناك عوامل لإنجاح هذه العلاقة؟ وماهي الفحوص الطبية المطلوبة قبل الزواج؟ وماهي الأمراض المنقولة من هذه العلاقة؟ ضم الدليل كما تقول هالة الاجابة عن هذه الاسئلة واهم ما تحدث فيه الدليل هو عوامل انجاح هذه العلاقة وتحقيق الانسجام بين الطرفين, فيجب ان يوجد نوع من الصراحة فيما بينهما, فالسكوت عن شيء نرفضه في العلاقة قد يؤدي الي تكرار النفور. كما يجب التوجيه الي ما هو أصح بالإضافة الي التشجيع المتبادل وعدم اللوم إذا فشل أحد الطرفين وأن يكون كل طرف حاضرا بوعيه كاملا, والاستعداد والحرص علي النظافة العامة ونظافة المكان, بالإضافة الي التجديد الدائم للمكان والملابس كسرا للروتين, واخيرا اظهار الرغبة من كلا الطرفين. الأفلام الإباحية تسبب الاكتئاب ونبه الدليل المقبلين علي الزواج إلي وجوب عدم مشاهدة الأفلام الإباحية, لأن الدراسات أثبتت أنها تسبب الاكتئاب والتوتر النفسي, وأن30% من الشباب مصابون بالاكتئاب بسبب مشاهدة هذه الأفلام, وتكون مدخلا لعلاقات حقيقية خارج الزواج أو غيرمشروعة قد تنتهي بعدة أمراض منها فيروس نقص المناعة البشرية الايدز. كما ينبه إلياهمية الحوار بصراحة بين الزوجين للتعرف علي الرغبات والاحتياجات, وأن الرضا في العلاقة الحميمية مسئولية الطرفين, وإلي أهمية النظافة الشخصية بين الزوجين, ومدح الصفات المحبوبة لكلا الطرفين, والتهيئة النفسية والمداعبة.