عبارة رائعة قالها رئيس شيلي بعد إنقاذ33 من عمال المناجم بعد أن حاصرهم انهيار كتل من صخور منجم النحاس لمدشة69 يوما في مكان ضيق ومحصور علي عمق625 مترا لقد اصبحت شيلي بعد النجاح في إنقاذ المحاصرين غير شيلي التي كانت قبل إنقاذهم.. لقد أثبتنا أننا أمة واحدة. أهكذا يمكن أن يكون حادثة ومهما كان جسيما سببا في أن يغير أمة.. نعم يمكن لأن النجاح يولد النجاح.. والفشل يولد اليأس والإحباط وانعدام الثقة في النفس. عمال منجم شيلي يعملون طبقا للخطة المرسومة.. آلات عملاقة تقطع الصخر والمعادن مولدات كهربائية عملاقة توفر القوي المحركة والإضاءة ومعادلة الضغوط وتكييف الهواء.. ثم فجأة تنهار كتل ضخمة من الصخور تزن نحو700 ألف طن لتسد فتحة المنجم والطريق المؤدي إليه.. ولك ان تتخيل الصخور وهي تهبط والأتربة وهي تنتشر في مكان مغلق أصلا, فتمنع الرؤية وتلوث الهواء.. لكن هناك خطط طواريء وأخري بديلة للتغلب علي هذا من خلال أجهزة وأجهزة بديلة شفاطات عملاقة, إضاءة بديلة أجهزة تنفس.. الخ ثم تدريبا فعليا وجادا علي ما يمكن أن يحدث أثناء العمل وعليه. تسعة وستون يوما من الانتظار الذي يحيطه القلق ويتسلح فيه الرجال في المنجم بروح الأمل والثقة في رجال يعملون من أجلهم, وخلال هذه المدة يعمل الرجال أعلي سطح الأرض ليلا ونهارا.. فيتم الانتهاء من الفتحة وتجهيز الكبسولة, ثم توضع القاعدة الحديدية الضخمة وتوضع عليها البكرات وتوضع المحركات.. ويتم اختيار أحبال الرفع. وحول الرجال توجد كل أسر الأبطال مسلحين بالأمل واثقين في أبنائهم تحت الأرض ومن يعملون لإنقاذهم أعلي الأرض.. ثم تظهر البطولة والثقة بالنفس.. يأتي رجال الطوارئ وينزل أحدهم في الكبسولة لكي يجرب ويبشر المحاصرين في المنجم بأن الأمر ممكن. أن يفرض عليك الحادث أن تكون محاصرا أسفل سطح الأرض علي عمق625 مترا هذا أمر ليس باختيارك, لكن أن تنزل بإرادتك إلي هذا العمق ومخاطر ألا تعود قائمة.. هكذا يكون الرجال وهكذا تتقدم الأمم. عمل جاد مخطط وليس هرطقة وغوغائية. حساب لكل شيء.. الضغط وتأثيره عند النزول لأسفل.. والتأثير علي التنفس واستهلاك الأكسجين.. والتأثير علي ضربات القلب.. والحالة الصحية لكل فرد من الثلاث والثلاثين المحاصرين.. لكي يكون لكل حالة حساب.وحول كل هذا يتحرك العالم بكل رموزه من مشاهير الرياضة والفن ويرسلون رسائل وأشياء رمزية لشحذ الهمم واستمرار الملحمة. وتبدأ الحركة.. ويخرج رجل كل ساعة إلي أن يخرج جميع الرجال آخرهم رئيس الوردية الذي أشرف علي تنظيم كل شيء لمدة69 يوما.. ثم تلاه رجال الطواريء ويخرج الجميع سالمين. هل لنا أن نقارن.. كيف تمت إدارة هذا الحادث الجلل والجسيم.. وما أدت إليه الإدارة الجيدة من نجاح وكوارث مرت علينا وتفرجنا عليها بطريقة هزلية مضحكة.. قطار الصعيد, مسرح بني سويف, السلام98, قطار قليوب, عمارة مدينة نصر, انهيارات الدويقة, وانهيارات نفق الخط الثالث لمترو الأنفاق التي تكررت بنفس الصورة في شهور عدة. هناك تخطيط تنظيم قيادة تحكم ثقة بالنفس.. أمة لاتعاني من ضغوط اجتماعية أو طبقية الكل يعمل من أجل الفرد والفرد يعمل من أجل الكل, ولذا كان النجاح وعلي هذه الصورة الرائعة لم يستعجل أحد أحدا.. ولم يتهكم أحد علي أحد.. ولم يتهم أحد أحدا.. الكل يعمل والهدف واحد. استشاري السلامة بشركات البترول