اللاجئ في أحوال كثيرة يخرج من بلده نتيجة ظروف اقتصادية أو سياسية, واللاجئ السياسي بالذات كثيرا مايحظي بوضع خاص لدي الدولة المستقبلة له. وقد ظهر من بين هؤلاء اللاجئين علماء وسياسيون كبار مثل اينشتين ومادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق. ذلك ما أكده السفير محمد الدايري الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لشئون اللاجئين بالقاهرة في بداية لقائي معه والذي تناول أوجه التعاون بين الحكومة المصرية والمفوضية بمافيه مصلحة اللاجئين. * ماالدور الذي تقوم به المفوضية السامية لشئون اللاجئين في مصر؟ { المفوضية موجودة في مصر منذ1957 ومنذ توقيع مذكرة التفاهم مع الحكومة المصرية تساعد المفوضية مصر علي تحمل اعبائها ومسئوليتها الدولية والاقليمية, بالاضافة الي تدريب طالبي اللجوء وتحديد أوضاعهم وبحث طلبات اللجوء, والمقبول منها يتم ارساله لوزارة الخارجية المصرية ليتم اعتماده وتحويله لادارة الجوازات والهجرة بالمجمع لاستكمال الأوراق, ثم يعطي اللاجئ اقامة تستمر لعدة اشهر ثم تجدد تلقائيا كل6 اشهر. ووضع اللاجئ تؤكده مصر بعد ان يتم تحديده من المفوضية وتتعامل المفوضية مع بعض الجمعيات الوطنية التي تقوم بدورها في مساعدة اللاجئين من تعليم ومساعدات صحية, بالاضافة الي تحويل الحالات التي تحتاج إلي مساعدة الي19 مستشفي عام وخاص لاجراء العمليات والعلاج واصبحت المفوضية هذا العام تساعد10 آلاف لاجيء, وتقدر المساعدة المادية بين300 و1200 جنيه شهريا. * هناك ظروف في مصر جاذبة للاجئين من حيث الاستقرار السياسي أو الاقتصادي فما دور المفوضية؟ وهل يتم احتواؤهم أسوة بالغرب؟ { من العوامل الجاذبة في مصر الجوار, الحوار, التاريخ, الحضارة, واللغة, والمسجلون حاليا لدي المفوضية يفوق38 ألف لاجئ أغلبيتهم من السودان22364 وإريتريا1592 واثيوبيا954 وآخرون934, بالاضافة الي لاجئين من العراق يصل اعدادهم الي10 أو20 ألفا ولكن نجد المسجلين حاليا6 آلاف فقط, كما ان مصر لاتفرض قيودا علي اللاجئين. * لأي مدي تدافع المفوضية عن حقوق اللاجئين في مصر؟ { تتعاون المفوضية في مصر مع جمعيات اهلية مصرية لمساعدة اللاجئين, فبرامج المفوضية تنفذ عن طريق تلك الجمعيات وهناك شعور من قبل المفوضية بوجود تقصير في حق اللاجئ الموجود في التجمعات المدنية بالمراكز الحضرية. وهناك بعض الدول للأسف تفرض علي اللاجئين وجودهم في المعسكرات, لكن في مصر هناك اتجاه مختلف لا نجبرهم علي الوجود في مكان محدد ونطلق لهم الحرية في اختيار مكان الإقامة, وهذا الاتجاه يعد احد المعالم المميزة لسياسة مصر تجاه اللاجئين, وفي سبتمبر من كل عام يدعو المفوض السامي للمفوضية لحوار سنوي لبحث الموضوعات الخاصة باللاجئين. * هل مصر من الدول المصنفة كدولة عبور؟ { هناك ظاهرة تقلقنا حاليا وهي وصول بعض الاخوة السودانيين والإثيوبيين والإريتريين الذين لا يبقون في مصر ويذهبون مباشرة الي سيناء, ويقومون بالعبور غير الشرعي الي اسرائيل, وهو موقف مرفوض من الحكومة والمفوضية, وظاهرة اخري ان البعض يحضر الي مصر ويسجل لدي المفوضية علي امل ان يعيد توطينه في دولة اخري مثل امريكا أو كندا أو استراليا والتي تستقبل أعدادا كبيرة سنويا, بالاضافة الي هولندا والمملكة المتحدة والمانيا, فهي تستقبل اعدادا اقل, وهناك دول افريقية وفي امريكا اللاتينية انضمت أخيرا الي الدول المستقبلة مثل الارجنتين وتشيلي والبرازيل وبوركينا فاسو وهي احد الحلول الدائمة التي ارتضاها المجتمع الدولي, ومن هذا المنطلق مصر فعلا تعتبر دولة عبور. * باعتبار أن المفوضية تابعة للأمم المتحدة, فمادورها في مكافحة نزوح اللاجئين من الدول الاصلية؟ وما التحديات التي تواجهها؟ { تقوم المفوضية بعملية فرز وتفريق بين المهاجر الاقتصادي واللاجئ السياسي, ولكن ذلك قد يسبب تشويشا لدي متخذي القرار, وهناك ايضا حالات مختلفة تؤدي الي تعاون المفوضية مع الدول لقبول المستحقين للجوء للحماية الدولية. * علي الصعيد العالمي ما أكبر دولة بها لاجئون؟ { في الوقت الحالي باكستان بها لاجئون افغان ثم سوريا بها لاجئون عراقيون. * ما الطموحات المستقبلية للمفوضية لمساعدة اللاجئين في مصر؟ { تنشيط ومضاعفة التعامل مع المنظمات الاهلية والمجتمع المدني في مصر خاصة التعاون مع جمعية الهلال الأحمر المصري. * هناك اعتقاد سائد بأن اللاجئ له امتيازات افضل من مواطن البلد نفسه ويحصل علي خدمات جيدة لا يحصل عليها مواطن البلد؟ { بالفعل كانت هناك مكاتب ومدارس خاصة للاجئين فقط, يحصلون من خلالها علي افضل تعليم وخدمات, وذلك يرجع الي ان الدول المانحة تتبرع بالمبالغ لمصلحة اللاجئين وقد تصل اليهم مباشرة ولكن الآن اصبحنا نعمل علي ان يستفيد منها اللاجئ ومواطن البلد. * ما آخر المستجدات التي حدثت بالمفوضية والتي من شأنها أن تساعد في تحسين وضع اللاجئ في مصر؟ { مصر قبلت أخيرا توصيتين كانت قد رفضتهما منذ اعوام في الخطة الخمسية التي اعتمدها المجلس القومي لحقوق الانسان2007 2012 خاصة باللاجئين, إحداهما رفع التحفظات المصرية علي اتفاقية الاممالمتحدة الخاصة بوضع اللاجئين لعام1951, والاخري العمل علي إصدار قانون للاجئين في مصر. كما تم ترشيح مصر في فبراير الماضي لنيابة رئاسة اللجنة التنفيذية لعام2011( وهي الهيئة التي تقر سياسة وميزانية المفوضية والتي تتألف من79 عضوا). وفي اكتوبر المقبل ستتولي مصر رئاسة اللجنة التنفيذية برئاسة السفير هشام بدر لمدة عام, وهو العام الذي سيواكب إحياء العيد ال60 لاتفاقية51, ومرور60 عاما علي إنشاء المفوضية في مصر.