دخلت أزمة استفتاء تقرير مصير جنوب السودان والاستفتاء علي تبعية منطقة أبيي الغنية بالبترول علي الحدود بين الشمال والجنوب مرحلة دقيقة وخطيرة نرجو أن يتحلي السياسيون في الشمال والجنوب بالحكمة وضبط النفس في تصريحاتهم التي وصلت إلي حد الحرب الإعلامية حتي يمكن الانتهاء من تنفيذ بقية بنود اتفاقية نيفاشا بسلام لكيلا ندع أية فرصة للمتطرفين لاشعال فتنة قد تؤدي إلي حرب أهلية جديدة لا يريدها أحد. ما تم تنفيذه من اتفاقية السلام كثير, وما تبقي منها قليل, وكما تم التغلب علي صعوبات عديدة في السابق سيمكن تجاوز العراقيل المتبقية إذا توافرت العزيمة والنية الخالصة من الطرفين, ولذلك لاداعي لتبادل الاتهامات أو تصعيد الأمور لأن ذلك يشحن النفوس ويترك آثارا سلبية توجد الاحباط فيتأخر البحث عن الحل وتستمر الدائرة الجهنمية التي تدور فيها عملية السلام. لقد أعلن الرئيس البشير مرارا أنه ملتزم بإجراء استفتاء تقرير المصير في موعده وقبول نتيجته أيا كانت بالانفصال أو البقاء ضمن السودان الموحد, وهذا وحده يكفي لطمأنة أبناء الجنوب, فلا داعي للتشكيك أو إثارة النفوس وتوجيه الاتهامات بلا أساس من جانب بعض قيادات الجنوب. كما أن علي قادة حزب المؤتمر الوطني الشريك الأكبر في الحكم بالخرطوم الحرص علي عدم إطلاق تصريحات تزيد التوتر أكثر لدي الجنوبيين مثل قول أحدهم إنه لن يكون لأي جنوبي حق البقاء في الشمال أو حتي الحصول علي حقنة في مستشفي إذا حدث الانفصال. يجب ترك الأمور الخاصة بالخلافات حول الاستفتاء وغيره مثل قضية أبيي للرئيس البشير وكبار مساعديه واللجان المستقلة فقط لأنهم الأقدر علي كيفية معالجتها دون إثارة الشكوك أو النفوس.