كشف مسئول بارز في حلف شمال الأطلنطي( الناتو) أمس أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن والرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري مختبئان في شمال غرب باكستان. ويعيشان هناك في راحة في منزلين متقاربين، ونقلت محطة سي.إن.إن الأمريكية الإخبارية أمس عن المسئول, الذي رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية المسائل المخابراتية, قوله إنه لا أحد من عناصر تنظيم القاعدة يختبئ في كهوف, وأن كبار مسئولي التنظيم يعيشون في راحة نسبية, ويحظون بحماية السكان المحليين وبعض أعضاء جهاز المخابرات الباكستاني. وأوضح المسئول أن المنطقة التي يحتمل أن يكون بن لادن يتحرك في إطارها في السنوات الأخيرة تمتد من منطقة شيترال الجبلية في أقصي الشمال الغربي لباكستان بالقرب من الحدود مع الصين, إلي منطقة وادي كوراما القريبة من منطقة تورا بورا الأفغانية, وهي أحد المعاقل القوية لحركة طالبان إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان عام2001, وتقدر مساحة هذه المنطقة بعدة مئات من الكيلومترات المربعة, وبعضها يعتبر من أكثر المناطق وعورة في باكستان, وتقطنها قبائل باكستانية تتمتع باستقلالية كبيرة جدا. وكان مسئولون أمريكيون قد ذكروا أنه لم تتأكد علي الإطلاق مشاهدة بن لادن أو الظواهري منذ سنوات عديدة. وأشار المسئول في الناتو إلي أن التقديرات الأمريكية بشأن زعيم حركة طالبان الملا عمر تشير إلي أنه كان يتحرك خلال الشهور القليلة الماضية بين مدينتي كويتا وكراتشي في باكستان. ومن جانبها, نفت السلطات الباكستانية مجددا توفيرها الحماية لزعيم القاعدة. وقال مسئول في وزارة الخارجية الباكستانية, رفض الكشف عن هويته, إن هذا التأكيد من جانب مسئول الناتو لا أساس له من الصحة, ولا يدعمه أي دليل وتم تقديم هذا التقرير للطعن في باكستان. وأكد أن قوات الأمن الباكستانية منتشرة في وزيرستان الشمالية والمناطق القبلية الأخري, وإذا علمت بوجود أعضاء القاعدة في الجوار فإنها كانت ستتحرك فورا لاعتقالهم. ورفض متحدث باسم الناتو التعليق علي التقرير, قائلا إن الحلف ليس لديه تعليق فوري. وفي الوقت نفسه,كشف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أمس أن تنظيم القاعدة يتمدد عالميا باستخدام اللغة الانجليزية والانترنت باعتبارهما أداتين في الإرهاب التكنولوجي, وذلك للفوز بتعاطف غير العرب. ونشر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية, والذي مقره اليمن, الأسبوع الماضي علي الانترنت, العدد الثاني من مجلته باللغة الانجليزية التي تحمل اسم إلهام وتضم47 صفحة, ويتضمن تعليم المسلمين في الدول الغربية كيفية تثبيت شفرات صلب حادة في السيارات الرباعية والاندفاع بها وسط الزحام لحرث الناس بها( دهسهم). وكانت القاعدة قد نشرت قبل أربعة أشهر العدد الأول من المجلة وتضمن مقالا حول كيفية صنع قنبلة, وتأمل في تجنيد غربيين صغار وتشجيعهم علي شن هجمات عشوائية. وقال دومنيك توماس الخبير في شئون الجماعات الإسلامية الشرق أوسطية والذي مقره في باريس إن هذه بلا شك تجربة جديدة للقاعدة, فهي المرة الأولي التي يصدر فيها التنظيم منشورا باللغة الانجليزية, فهذه الرسائل تستهدف الأقليات المسلمة التي تعيش خارج العالم العربي. وأعرب فيليب سيب الأستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا والمشارك في تأليف كتاب الإرهاب العالمي ووسائل الإعلام الجديدة, عن اعتقاده بأن القاعدة أصبحت منظمة إعلامية, قائلا إنه ربما حان الوقت للتوقف عن التفكير في القاعدة كمنظمة إرهابية تقدم الإعلام, ولكن كمنظمة إعلامية تقدم الإرهاب. ومن جانبها, حذرت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أمس من أن بريطانيا لا تزال تواجه تهديدا خطيرا للغاية من الارهابيين الدوليين, قبل وقت قصير من إعلان الحكومة تخفيض حجم الميزانية العامة. وقالت ماي في مقابلة مع محطة أي تي في التليفزيونية, إن ما نراه اليوم هو مصادر متنوعة كثيرة حول وجود تهديد, وهذا سبب رفع التحذير من التهديد في بريطانيا عند المستوي الخطير, مما يعني أن الهجوم محتمل بشكل كبير, ولذلك علي كل شخص أن يكون يقظا. وترجح تصريحات ماي ألا يعاني جهاز الأمن الداخلي إم أي5 والمخابرات الخارجية إم أي6 وشرطة مكافحة الإرهاب من خفض الميزانية المقرر, كما تأتي قبيل الكشف عن الاستراتيجية الأمنية البريطانية الجديدة التي ستحدد الإرهاب والهجمات الالكترونية كأكبر تهديد لبريطانيا. ومن ناحية أخري, هددت حركة طالبان الأفغانية الحكومة الهولندية بشن هجمات في البلاد بسبب تعاونها مع النائب الهولندي اليميني المتطرف الشهير بمعاداته للإسلام جيرت فيلدرز. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد, في تصريحات لصحيفة دي فولكسكرانت الهولندية أمس إذا نفذت هولندا سياسته( فيلدرز) المعادية للإسلام فمن المؤكد أنها ستصبح هدفا لهجمة من قبل جماعة مجاهدة, مسلمونكم سيهاجمون هولندا, وجماعات جهادية دولية أخري ستكون مستعدة لمساعدتهم. وكانت حكومة الأقلية الهولندية, التي تشكلت الأسبوع الماضي بدعم من أصوات النواب البرلمانيين لحزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز, قد تعهدت بحظر النقاب في البلاد وخفض الهجرة من الدول الإسلامية بنسبة50%.