كتب محمد عبدالسلام: «بطن البقرة» بؤرة من البؤر العشوائية التي تمثل سرطانا في جسد العاصمة وتشكل حالة تناقض رهيبة بمجاورتها للفسطاط أكبر منطقة تاريخية في القاهرة، فالعشش والبيوت الطينية المهددة بالانهيار. والتي ترشح فيها مياه الصرف الصحي ليست فقط هي كل ما في «بطن البقرة»، ولكن تنضم اليها منطقة «الفواخير» .. تلك المنطقة التي تخصصت لسنوات طويلة في صناعة الفخار وكل المنتجات التراثية المصنوعة منه.. ولكنها تحولت إلي بؤرة لنشر التلوث البيئي والامراض الرئوية بين أهالي المنطقة بفعل الادخنة السوداء المتصاعدة من مداخن افرانها. ومن هنا جاءت المبادرة باعادة تخطيط منطقة الفواخير ضمن تطوير بطن البقرة وتحويلها إلي مزار سياحي وتوفيق أوضاع هذه الصناعة التراثية لتكون صديقة للبيئة. ويقول الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة ان منطقة بطن البقرة بحي مصرالقديمة من المناطق العشوائية التي ظلت لسنوات طويلة مصدرا للتلوث البيئي، وذلك بسبب نشاط «الفواخير» الذي يتم بشكل عشوائي وباستخدام المازوت في الأفران، مما يهدد صحة المواطنين والعاملين بهذه الصناعة التاريخية، لذلك تم وضع خطة شاملة للارتقاء بهذه المنطقة من خلال ازالة هذه الفواخير واعادة تخطيط وبناء المنطقة لتكون قيمة تراثية وسياحية، مع الحفاظ علي هذه الصناعات التراثية، ولكن بشكل حديث ومتطور ويتوافق مع البيئة من خلال انشاء أكثر من 001 ورشة واتيليه بمساحات مختلفة لنقل أصحاب هذه الصناعات اليها بتكلفة اجمالية تقدر بحوالي 06 مليون جنيه، وانشاء 251 فاخورة متطورة ومعرضا ومركزا تكنولوجيا لتطوير صناعة الفخار ومدرسة تعليمية مع تزويدها بشبكات المرافق من كهرباء وغاز ومياه. ويضيف المحافظ أن هذا التطوير يأتي ضمن خطط المحافظة لتطوير المناطق التاريخية، وازالة العشوائيات منها، والحفاظ علي الصناعات التراثية بعد توفيقها مع البيئة حماية لصحة المواطنين مشيرا إلي أنه تم الانتهاء من جزء كبير من المشروع. ويقول اللواء عبدالقادر الدرديري مدير مديرية الاسكان بالقاهرة: ان مشروع الارتقاء بالمناطق الحرفية في «بطن البقرة» يتكون من مرحلتين الاولي: تشمل انشاء عدد 101 ورشة بمساحات تتراوح بين 001 و003 متر مربع بالاضافة إلي 15 اتيليها ومرسما ورصف وتشجير وانارة المنطقة علي النحو الذي يجعلها جاذبة للسياحة.. أما المرحلة الثانية فتشمل انشاء مركز تكنولوجي للصناعات التقليدية، ومركز لصناعة الفخار والخزف والزجاج، بالاضافة لمدرسة تعليمية فنية ومبانى خدمات للمشروع.. ويضيف ان أحد أهداف المشروع هو تحقيق التناغم المعماري والتراثي بين المكونات الاثرية والتاريخية لحي مصر القديمة العريق الذي يضم مسجد عمرو بن العاص ومتحف الحضارة وغيرهما من مناطق الجذب السياحي، والقضاء تماما علي التلوث البيئي، والارتقاء بالحرف التراثية التي تشتهر مصر بانتاجها وتصديرها.. وراعينا في تصميم المشروع ان تكون نسبة البناء قليلة مقارنة بالمسطحات الخضراء ومناطق المشاه في المشروع لتسهيل حركة واستمتاع الوفود السياحية التي تقبل علي مشاهدة مراحل تصنيع الفخار.. كما أخذنا في الاعتبار ان تكون الفواخير الجديدة والاتيليهات بارتفاع طابق واحد فقط فوق الارضي، وبتصميم معماري يتوافق ويتناغم مع طبيعة المنطقة.