العامل المصري من أفضل الأيدي العاملة علي مستوي العالم لما له من خبرات ومهارات تراكمية خاصة اكتسبها علي مر العصور ميزته عن غيره في جميع المجالات المهنية.. وفي الستينيات وحتي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي لم يكن له منافس في سوق العمل في دول الخليج العربي وبلدان شمال افريقيا بالكامل وبعض دول وسط افريقيا, ففي هذه الفترة كانت العمالة المصرية تتسلح بالتدريب المهني الجاد من خلال مراكز التدريب المهني وبامكانياتها البسيطة اوجدت نهضة عمرانية كبيرة في هذه البلدان, بالاضافة الي البصمة التعليمية التي تركها المعلم المصري فاصبح عملة نادرة تتهافت عليها كثير من الدول حتي إنها تركت فراغا في بعض المهن بالسوق المصرية.. الا انه في الفترة الاخيرة تراجع الاداء المهاري للعامل. وأذكر أنني أحضرت نقاشا ليدهن لي شقة, وسألته ماذا يمكنه ان يفعل؟ فأجابني علي الفور لوعايز تدهنها زبادي أدهنالك!! عايز يقول احنا دهنا الهواء دوكو.. وللأسف كانت النتيجة أسوأ مما تصورت. هذا ما وصلت اليه العمالة المصرية من تدهور جعلها تتخلي عن المنافسة في سوق العمل, لذلك يجب علي القائمين إحياء مشروع التدريب المهني وجعلها مراكز لجذب هؤلاء الطامحين الدخول في سوق العمل وان يكون هناك تشريع يؤكد انه لايجوز العمل الا بعد الحصول علي شهادة تفيد إجادة هذه المهن ولو كانت بسيطة, كما يجب الاهتمام بتخريج جيل من المدربين المهنيين لكي ننهض بالعامل المصري ونعيده مرة اخري في صدارة العمالة في سوق العمل.