زاد عدد الفتيات اللائى شربن من كأس العنوسة المر وكذلك الشباب الأعزب وهذه هى النتيجة المنطقية لهلامية الإجابات غير المحددة التى أعددناها سلفا كأرباب أسر مسئولين عن إعفاف أولادنا للأسئلة المحددة. بمعني اننا لم نتفق علي اجابة واحدة واضحة للاسئلة التالية: لماذا يجبان يتزوج الشباب؟ وما الذي يحتاجونه فعلا لكي يتزجوا؟ هل ما يحتاجونه فعلا لكي يتزوجوا؟ هل ما يحتاجونه هو المال ام شيء اخر غيره اسمه القناعة والاعتدال والرغبة الاكيدة في ان يكونوا شيئا مذكورا ويعتمدوا علي انفسهم. وقد حاولت من واقع معايشتي لطموحات اولادي في اثناء رحلة التزويج وضع بعض الاجابات الدقيقة التي التزمنا بها فمشت حياتنا في طريقها القويم نحو الغاية النبيلة من الرجود وهي عبادة الخالق في احل معانيها بسلوكيات تعود بالخير علي جميع خلقه وتنعكس اردهارا ورقيا للمجتمع الذي نعيش فيه, فالطبيعة تدفع بالثمرة الناضجة إلي الانفصال عن الشجرة الام لكي تؤدي دورها المرسوم لها في الحياة, وكذلك عند نضوج الولد أو الفتاة يدفعهم فوران الغدد الصماء في اجسامهم إلي الرغبة في الانفصال عن الشجرة الام والاتجاه نحو تكوين شجرة جديدة في مكان جديد فالزواج هنا حتمية بيولوجية في المقام الأول ولابد ان يحدث سواء في العلن أو في الخفاء وما يحتاجه اثنان لكي يتزوجا ينحصر في مكان يؤوي ودخل يكفي اساسيات الحياة والعمل ورغبة مشتركة في ان يكونا اهلا لان يكون لهما اولاد يقومان بتربيتهم التربية الحسنة, ان الزواج ليس عقدا بين اثنين لتبادل المنافع وتحقيق الشهوات بقدر ما هو التقاء شقي بذرة جديدة تصلح للانغراس في تربة الحياة لتعطي شجرة في المجتمع تنمو مع الايام وتثمر ثمارا تضيف جمال وخصبا إلي الكون الذي خلقه الله لنعمره ونملا بالخير والسلام مع النفس اولا ثم مع الاخرين بعد ذلك ولايمكن ان يتأتي كل ذلك بتكليف الزوج ما لايطيق كان تطلب منه الزوجة الاقامة في مدينة معينة أو شقة بمواصفات مغالي فيها أو تشترط عليه عدم ود اهله! نعم من حقها ان تختاره مناسبا لها من حيث التعليم والناحية الاجتماعية وان يكون مهنيا في عمل مستقر يضمن دخلا ثابتا قتيلا كان أو كثيرا فهذا لايهم لان الحياة علمتنا ان كل الاشياء تتغير مع الوقت فلا مهنيا في عمل مستقر يضمن دخلا ثابتا قليلا كان او كثيرا فهذا لايهم لان الحياة علمتنا ان كل الاشياء تتغيير مع الوقت فلا الفقير يظل فقيرا وكذلك الغني في احيان كثيرة قد تتبدل حاله إلي النقيض فيعاني ضنك العيش فهل يقتل اسرته وينتحر كما حدث وساقته لنا صفحات الحوادث حتي لايعود إلي الفقر ان ينتظر فرج الله ويبدأ من جديد معتقدا ان من سبق ورقه ثم افقره قادر علي رزقه مرة خري اعتقد انه يجب علي كل فتاج ان تتربي علي التكيف مع الظروف إلي ان يغيرها الله ما دامت بجواز من اختيارته ابا لابنائها وقد امرانا الرسول بالاخشوشان ونحن في النعم لانها لاتدوم فقال صلي الله عليه وسلم اخشوشنوا فان النعمة لاتدوم, ان العلاقة الزوجية السوية هي تلك التي تقوم علي الحب والتعاون ووزن الامور لصالح الديمومة, وهذه أشياء تعتبر بسيطة وميسرة عند توافر النية ا لحسنة وذلك ما يجعل نسبة زواج الفقراء اكبر بكثير منها في الأغنياء والميسورين لأن هؤلاء الآخرين خرجوا عن حدود المطلوب الحقيقي الي ما لا حدود له مثل: أين ستكون شقة الزوجية وكم عدد حجراتها واهمية ان تفرش كاملة ولا تقل الشبكة عن كذا جرام ذهب وان يكون الفرح في فندق خمس نجوم وان يقضي العروسان شهر العسل في شرم الشيخ وقد سألت احد الشباب عن سر تمسكه بهذه الشكليات التي لا تقدم ولاتؤخر فقال باستخفاف معذرة انها ليلة عمري اريد ان احياها كما احب فلن تتكرر ولست اقل من اصحابي فقلت له لا تظن ان كل من سيحضر احتفالك سيرضي ويقنع بل سوف ينتقد وستصرف في ساعة ما ادخرته لكان عونا لك علي عيشة عني وتربية سوية لأولادك فرد بمزيد من لا استخفاف احيني اليوم وامتني غدا؟ أرأيتم ان سبب ما نحن يه وما نتجه اليه انها النظرة الي الزواج كصفقة وخصر ملاذه في لحظة واحدة اما ان يعيشها كما يتخيل وأما ان يرفضها علي طول الخط وانعدم رؤيتنا للزواج علي انه مشروع العمر الذي يجب ان يؤسس علي تقوي الله وطاعته والثقة فيه والتوكل عليه وهو الذي تكفل علي لسان نبيه بقضاء دين من استدان ليعف نفسه به وطبعا حري به جل وعلا ان يعين علي الرزق ويبارك فيه لمن تزوج من عمل يديه وعرق جبينه ليبني بيتا ويربي اطفالا ويأنس بشريكة حياة تعين علي نوائب الدهر. ** تلقيت هذه الرسالة من الدكتور سمير محمد البهواشي وأترك لكم التعليق عليها في ظل القضية التي طرحناها للمناقشة حول اسس الزواج الناجح